11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
16.23°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة16.23°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: خيرت الشاطر.. عبقرية لا تخطئها عين!

حين شاهدتُ لقاءه مع أحمد منصور في برنامج (بلا حدود) على فضائية الجزيرة قبل نحو ستة أشهر كان أول تعليق كتبته على صفحتي على الفيسبوك: "خيرت الشاطر.. كَنْز إستراتيجي لمصر ولجماعة الإخوان". ولم يكن هذا الرأي يومها مبنيّا على انطباع عاطفي كوّنته حول المهندس خيرت الشاطر بسبب مظلوميته السابقة في سجون مبارك أو خلفيته الإسلامية، أو لما تشي به شخصيته من ملامح قيادية نادرة، وحضور طاغٍ، وثبات على المواقف المفصلية، وحسن توضيح لها. بل لأن الرجل كان يكشف عن عبقرية حقيقية متنوعة الجوانب؛ إدارياً وفكرياً وسياسيا، مع فهم عميق لطبيعة المآزق السياسية والاقتصادية التي تواجه مصر في الوقت الراهن، وطرح آليات عملية لتخطيها، وفق خطة تبدو مدروسة بعناية. وهو أمر لا يبدو غريباً على رجل شرع منذ اليوم الأول لخروجه من سجون النظام السابق في العمل والاجتهاد لدراسة مشكلات مصر والإحاطة بها، ثم التفكير في الحلول على صعيد الإصلاح والعلاج، وعلى صعيد التنمية والنهضة والبناء. ما يميّز عقلية المهندس الشاطر هو تلك الإحاطة الفريدة بكل تفصيل في شؤون السياسة والاقتصاد والإدارة، وتلك القدرة على تبسيطه وشرحه بسلاسة ودقّة، وهو ما يؤدي بالمتلقي إلى الخلوص إلى نتيجة أن الرجل يفكر ويتحدث ويخطط من قاعدة الاطلاع والمعرفة والتوثيق، وليس من مجرد انطباعات عامة حول تفاصيل الأزمة أو مسبباتها أو مقترحات الخروج منها. بقدر ما يبتعد المهندس الشاطر عن التنظير العام أو الإغراق في رسم الحلول الخيالية بقدر ما يقترب من عقول المتلقين، وبقدر ما يلامس قناعاتهم ويؤثر فيها. وبحجم فهمه لمسببات الأزمات المركبة التي تعاني منها مصر، فإنه يبعث في نفوس متابعيه طمأنينة وثقة بقدرته على إنجاز أهدافه وإخراج رؤاه إلى حيز التطبيق. لا شك أن التجربة تظل هي الفيصل، وهي ذلك المحك الذي سيختبر القدرات ويمتحن البرامج، ولا شكّ أيضاً أن شخصية واقعية وعملية من طراز المهندس خيرت الشاطر تدرك حجم المسؤولية وعظم تلك التركة التي خلّفها نظام مبارك، لكنّه مع ذلك يقبل ذلك التحدي الأهمّ والأخطر في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها، وهي هنا تستحقّ تقديراً كبيراً لقرارها الشجاع بتقديم مرشح للرئاسة، ودعك من كلّ تلك الزوبعة الفارغة التي أثارها خصومها حولها مؤخراً وتراوح النفخ فيها ما بين الذمّ والشتم غير المبررين، والرمي بتهم التآمر والخيانة دون أدنى بيّنة أو دليل. فالجماعة اليوم وهي تقدّم مرشحها تكون قد تحمّلت أمانة عظيمة واضطلعت بمهمة شاقة وعسيرة، وهي مهمة فيها من التعب والكدّ وعظم المسؤولية أضعاف ما فيها من تشريف، أو ما قد تحتمله من (شَرَه للسلطة) كما يدعي ذوو العقليات التقليدية الذين ما زالوا يرون أن كرسي الحكم في مرحلة ما بعد الثورات يحتمل أن يطمع فيه أحد، أو يقبل أن يستأثر به أي حزب أو فرد ويسخّره لخدمة ذاته! مصر اليوم تقف على مفترق طرق هو الأهمّ في مسيرتها المعاصرة، وحجم التغيّر القادم الذي سيطرأ على مصر بعد أن تستقرّ أوضاعها سينسحب على المنطقة كلّها، وتحديداً على القضية الفلسطينية، ونحسب أن مصر حين تنتخب قيادياً من طراز رفيع بوزن المهندس خيرت الشاطر تكون قد اختارت مستقبلاً مبشراً بالخير ومؤذناً بالخلاص الأبدي من عهود العتمة والتبعية والتخلّف. لقد ألف كثيرون من أبناء جماعة الإخوان المسلمين المهندس الشاطر قيادياً فذّا على المستوى التنظيمي والدعوي، واستفادت أنظمة وتيارات كثيرة من تغييبه قسراً وظلماً في غياهب السجون خلال السنوات الأخيرة، ولقد آن الأوان لأن تتعرّف مصر كلّها ومعها أبناء الأمة على خيرت الشاطر رجل الدولة وصاحب مشروع النهضة والتنمية، الذي رأيناه منذ اليوم الأول لخروجه من السجن يبشّر بمشروعه ويلخّصه بكلمتين هما: (انهض وقاوم)، وتحتهما تندرج خطط تفصيلية شتى ومتنوعة تستحق أن تعطى فرصة لترى النور، ولتترجم ذاتها بعيداً عن العوائق والأحكام المسبقة والقدح في النوايا. فلا الزمن سيتوقف عند محطة الإخوان إن وقع اختيار الشعوب عليهم، ولا عملية الانتخاب ستكون لمرة واحدة وأخيرة، وستظل الشعوب صاحبة الكلمة الفصل في تقرير حاكمها. فلا تخشوا على مستقبل مصر، لأنه سيبقى مصوناً بوعي بنيها الكبير، ولكن خلّوا بينهم وبين الاستماع بإصغاء إلى برامج ورؤى جميع المرشحين قبل حسم الخيار الانتخابي، ولا شكّ أن المهندس حين يصل إلى عقول عموم الشعب فسترجح كفته، وسيبادر قطاع عريض جداً للاقتناع بأنّ خير من سيقود مركب الوطن (القويّ الأمين). حفظ الله مصر وشعبها من الفتن والمؤامرات، وأعاد لها مجدها وعزها ورفعتها.