23.89°القدس
23.5°رام الله
22.75°الخليل
26.6°غزة
23.89° القدس
رام الله23.5°
الخليل22.75°
غزة26.6°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: مكتبات غزة.. كنوز منسية يخنقها الغبار

يكاد لون الرماد يغطي المكان ورائحة الغبار تحملها خيوط بيت العنكبوت ويتشابك معها شعاع شمسي تسلل من نافذة صغيرة، على رفوف تحمل على أجنحتها كنوز ورقية، نجح القليل في اكتشافها وتركها الكثير بين اروقة مظلمة من عالم منسي. تلك الأجنحة البيضاء التي حلقت بعالم العرب والمسلمين، وأوصلته للعلا تمزقت في ذات العالم وصبغت بريشة الظلام الحالك وعجزت عن التحليق وظلت حبيسة المكتبات ومنسية. لا يتذكرها الا قليل وعند الحاجة فقط .. هذا أبلغ تشبيه لحال المكتبات وواقع القراءة في هذا الزمان .. وفي هذه الأسطر القليلة سنتعرف على أسباب هذا الواقع الأليم .. [title]ليس المطلوب[/title] المهندس حسن أبو عطايا مدير عام مكتبة بلدية غزة العامة، أكد أن واقع المكتبات العامة أو الجامعية المعاش، ليس هو "الواقع الذي نطمح إليه ". واعتبر أبو عطايا أن مشكلة عزوف القراء مشكلة قديمة حديثة، مضيفاً " إننا نشعر في المشكلة في هذه الأوقات أكبر من أي وقت مضى نظراً لتوجهات الشباب إلى استخدام الانترنت والتكنولوجيا الحديثة التي سلبت عقول الكثيرين، كما أن الغالبية في هذه الأوقات أصبحت تبحث عن المعلومة السريعة عبر الانترنت وذلك لسهولة توفرها والوصول إليها بشكل سريع، وان لزم الأمر فانه القارئ يتوجه إلى قراءة الكتاب عبر جهاز الحاسوب وهذا لم يكن معهوداً في السابق، كل ذلك أدى لانخفاض عدد مرتادي المكتبات لقراءة الكتب من خلال المكتبات". ولفت مدير عام مكتبة بلدية غزة أن هناك ظروفا أخرى أدت لتراجع القراء وهي الظروف المحيطة مثل فرض الحصار حيث أن هناك صعوبة كانت تواجه القائمين على المكتبات في إحضار الكتب الحديثة والمراجع، وقد تم التغلب عليها بطرق مختلفة وتم معالجة هذا الموضوع. واعتبر أبو عطايا أن الكتاب المطبوع هو "الأساس"، مستشهداً بمقولة "خير جليس في الزمان كتاب"، فالكتاب لا غنى عنه، مهما بلغت التقنية فالإنسان يشعر بدفء عندما يتناول كتاب ويقرأ من صفحاته، لأنه يستطيع أن يأخذ الكتاب إلى أي مكان ووقتما شئت . ويرتاد المكتبات فئات مختلفة من المجتمع، من الجنسين ومن الصغار والكبار، وأغلب من يحضر إلى المكتبات هم طلبة الجامعات والمدارس الباحثين عن مراجع لإتمام أبحاثهم . [title]العيادة المكتبية هل ستتحقق[/title] ودعى أبو عطايا الشباب إلى الارتقاء بأنفسهم عبر قراءة الكتب ومطالعتها وذلك لأن هذه القراءة والعلم هي سبب نهضة الأمم ، مشيراً أن هناك مبادرة تم طرحها وهي المكتبة المتنقلة وفكرتها أن يتم زيارة الأماكن المهشمة والحدودية التي تعرضت للقصف والدمار والمستشفات وتزويدهم بالكتب ، حيث أن هؤلاء الناس بحاجة إلى دعم معنوي ونفسي وثقافي ، ونأمل أن يتم تنفيذها وتبينها، وكذلك هناك تفكير بطرح مشروع " العيادة المكتبية " وهو برنامج يمكن من خلاله عيادة كل من لا يقرأ باعتباره إنسان بحاجة للقراءة وهي الدواء وجعله إنسانا مثقفاً وواعيا والتأثير فيه بشكل جيد. [title]منهج حياة[/title] حسن أبو مطير قائد مبادرة "القراءة منهج حياة" أكد أن هناك إقبالا من قبل الشباب على تنمية الذات عبر البرامج المتعددة والدورات التدريبية والحصول على المعلومات السريعة والمختصرة، ما خلق عزوف لديهم عن قراءة الكتب وارتياد المكتبات. وشدد على أن هذا الأمر لا يعني أن المعلومة السريعة هي المعلومة المطلوبة، لافتاً أن انتشار التكنولوجيا ساهم بشكل عكسي ، وعزز الحصول على المعلومة السريعة ما أدى خلق فجوة بين الشباب والكتب . وأرجع أبو مطير أسباب قلة ارتياد المكتبات إلى عدة عوامل، أولها أن بعض المكتبات العامة نادراً ما تضيف الكتب الحديثة والمراجع الكبيرة التي تواكب العصر والتطور، إضافة إلى أن جو المكتبات غير ملائم في كثير من الأحيان، وكذلك ارتفاع أسعار الكتب الحديثة في المكتبات التجارية . وتهدف مبادرة القراءة منهج حياة لتعزيز القراءة الهادفة والمنهجية لتكوين حصيلة معرفية وفكرية لدى الشباب الطامح للتغيير من خلال التشجيع على القراءة بالأساليب المختلفة والمبتكرة المبدعة. وقال انه عمل مع زملائه من خلال المبادرة على التواصل مع عدد من المفكرين العرب لتوفير دعم للشباب الفلسطيني الذي يريد الارتقاء بنفسه من خلال الكتب ولا يجد من يوفرها نظراً لارتفاع أسعارها. ولاقت المبادرة استجابة من المفكرين حيث تم توفير كتب حديثه من خلالها لعدد من الشباب وذلك شريطة أن يقرأوا هذه الكتب ويحصلوا على الفائدة المرجوة منها ويؤثروا بعد ذلك بمحيطهم ومجتمعهم . وعبر أبو مطير عن أمله أن يتم دعم هذه الخطوات بشكل كبير حتى تعم الفائدة ويزيد الوعي لدى المجتمع الفلسطيني بأهمية العودة لقراءة الكتب .