23.57°القدس
23.28°رام الله
22.19°الخليل
26.47°غزة
23.57° القدس
رام الله23.28°
الخليل22.19°
غزة26.47°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

الإدانة الخجول

كمال الشاعر
كمال الشاعر
كمال الشاعر

عاش الشعب التركي ليلة من أحلك الليالي التي مر بها منذ الانقلاب العسكري في عام 1997م، والغريب والمفارقة العجيبة أن العالم الحر الذي يدعي الديمقراطية لم نسمع له صوتًا، وبقي يراقب الأوضاع من خلف الستار، ولم يصدر أي بيان شجب واستنكار تجاه ما يحدث في الجمهورية التركية، وكأنه كان ينتظر إزاحة حزب العدالة والتنمية عن المشهد السياسي في تركيا، لماذا؟، لأن النظام الحالي استطاع أن يُعيد إحياء القوة الاقتصادية التركية، وتنشيط وتحويل مسار القوة السياسية، وتطوير إمكانات القوة العسكرية، واستطاع في مدة قليلة أن يعيد التوازن السني في المنطقة، وبناء تحالفات جديدة في المنطقة قائمة على القوة الإسلامية الناعمة.

وحينما بزغ الصباح ووضحت الصورة وجدنا أن العالم الغربي وبعض الدول الإسلامية سارعوا إلى استنكار الانقلاب العسكري، مطالبين محاكمة كل من له يد في هذا الانقلاب الفاشل، وعلى رأس هؤلاء المستنكرين (الولايات المتحدة الأمريكية) راعية الديمقراطية في العالم، والعجيب والغريب أن الكيان العبري هو أول من نشر خبر فشل الانقلاب، فهل هذا غزل سياسي أم خوف من غضب الحليم، الذي توقع الجميع انقشاعه من المشهد السياسي بين عشية وضحاها؟

فلو تتبعنا ردود الأفعال تجاه ما يجري في تركيا لوجدنا أن أبرز ما جاء بها هو: موقف الرئيس باراك أوباما الذي دعا كل الأطراف في تركيا إلى دعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيًّا, وموقف وزير خارجيته جون كيري الذي أكد في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تدعم مطلقًا المؤسسات المنتخبة ديمقراطيًّا في تركيا.

وكان موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن طالب بعودة السلطة المدنية والنظام الدستوري سريعًا وسلميًّا بما يتفق ومبادئ الديمقراطية، وحلف شمال الأطلسي دعا إلى الاحترام التام للمؤسسات الديمقراطية في تركيا, ولدستور البلاد، ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي طالب باحترام النظام الديمقراطي في تركيا, معبرًا عن أمله في عودة الوضع إلى طبيعته بسرعة.

أما الكرملين فعبر عن "قلق بالغ" من الأحداث في تركيا, وقال: "إننا وجهنا المسؤولين إلى مساعدة المواطنين الروس في تركيا على العودة في أقرب فرصة"، وبينما كانت المحاولة الانقلابية لا تزال جارية قال الكرملين: "إنه يمكن مناقشة منح الرئيس التركي اللجوء السياسي في حال طلب ذلك"، والصين نددت وزارة خارجيتها بالمحاولة الانقلابية, وعبرت عن أملها في أن تستعيد تركيا النظام والاستقرار في أقصر وقت.

كل تلك المواقف كانت متوقعة حال نجاح الانقلاب، وها هي الآن أمام صمود وبسالة الشعب التركي حامي الخيار الديمقراطي تطلق تصريحات شجب واستنكار لما حدث، وإنه لولا صمود الشعب التركي ونزوله إلى الشارع لما فشل الانقلاب وسمعنا تلك التصريحات.