كان الرئيس المخلوع "حسني مبارك" كنزًا لـ(إسرائيل) بحسب تصريحات "بن اليعيزر"، واليوم يصرح "بن اليعيزر" أن عمر سليمان، نائب مبارك في أيامه الأخيرة، ووزير مخابراته لفترة طويلة، ورجل المهمات السرية هو رجل مناسب لـ(إسرائيل) إذا ما فاز في انتخابات الرئاسة، في الوقت الذي يقول فيه الشعب المصري إن ترشح عمر سليمان إهانة لكل مواطن مصري، ولكل ثائر مصري، لأن الثورة قامت من أجل إسقاط النظام، وسليمان هو رجل مبارك والنظام القوي في حينه. "بن اليعيزر" يشعر بالتفاؤل من ترشح عمر سليمان، والشعب المصري يشعر بالقلق، لأن ترشحه محاولة لاستنساخ نظام مستبد. وقد قال فيه بعضهم إنه مرشح المجلس العسكري، وإنه ما كان بإمكان "سليمان" أن يترشح بدون موافقة المجلس العسكري، وقال آخرون إنه مرشح أمريكا و(إسرائيل) معًا، لمواجهة الثورة وتحولاتها، ومواجهة التيار الإسلامي وتقدمه نحو الرئاسة والحكومة. كانت (إسرائيل) الخاسر الأكبر من سقوط مبارك، ولكنها ستكون الرابح الأكبر من فوز عمر سليمان لأنه سيكون امتدادًا لمبارك، واسترجاعًا للكنز المفقود؟! ويبدو أن الخاسر الأكبر بفوز عمر سليمان بعد الثورة المصرية هو الشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية، وحتى لا نذهب بعيدًا، أو نلقي كلامنا على عواهنه، نسوق بعض ما قالته وثائق ويكيليكس في الرجل عام 2008 وبعدها: 1- وثائق أمريكية سرية كشفت أن (إسرائيل) تفضل أن يخلف الوزير عمر سليمان مبارك في الحكم. وأن (إسرائيل) كانت تفضله حتى على جمال مبارك. 2- إن عمر سليمان كان يتواصل بشكل يومي مع السلطات الإسرائيلية من خلال خط هاتفي ساخن. 3- كان "دافيد حاخام" يكثر من مديح عمر سليمان في لقاءاته مع المسئولين المصريين وأعرب عن اعتقاده بأن سليمان سيخلف مبارك. 4- عمر سليمان وافق على، أو طلب من (إسرائيل) الموافقة على إدخال قوات مصرية إلى سيناء لوقف تهريب السلاح إلى قطاع غزة. 5- اقترح عمر سليمان على (إسرائيل) أن يقوم الجيش الإسرائيلي باحتلال محور صلاح الدين. 6- طلب عمر سليمان من (إسرائيل) تشديد الحصار على قطاع غزة وتجويعه. 7- تنقل ويكيليكس عن "إيهود باراك" إعجابه بشخص عمر سليمان. هذا بعض ما تقوله الوثائق الأمريكية السريّة، وما خفي أعظم؛ لذا لا يستغرب أحد من القول بأن فلسطين ستكون الخاسر الأكبر بعد الثورة المصرية إذا ما فاز عمر سليمان، ولو أنصف عمر سليمان نفسه وثورة شعبه لاستبقى نفسه في بيته وهو ابن الخامسة والسبعين من العمر، وللزم أقرب مسجد يتعبد فيه ما تبقى له تكفيرًا عما أوردته فقط ويكيليكس، وهي إن صحت أعمال تغضب ربّ العزة، وتعقّب في الأبناء والذرية أضرارًا لا يعلمها إلا الله. مصر الثورة قدمت اعتذاراً لغزة في مرات عديدة عن حصار نظام مبارك لغزة، ووعدت بفك عاجل للحصار مع استكمال الانتخابات الرئاسية، وهي اليوم لن تقبل برجل كان ضالعًا في حصار غزة، وكارهًا لحماس، ومحبًا لـ(إسرائيل) كما تحكي الوثائق.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.