23.89°القدس
23.5°رام الله
22.75°الخليل
26.6°غزة
23.89° القدس
رام الله23.5°
الخليل22.75°
غزة26.6°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

بأنامل غزّية..

خبر: تحفٌ تنافس "الهندية" وتتحدى "الصينيّة"!

تحفٌ وزخارف، تجذبك بألوانها البراقة، وتسلُب لبّك تلك الخطوط المنقوشة عليها بدقة وحرفية كبيرتين.. إلى الدرجة التي لو سألك سائل عن أرض منشئها لأجبته :"قد تكون من الصين.. أو ربما من الهند.. أو حتى من أسبانيا".. نعم، صديقي القارئ، هذا ما سيتبادر إلى ذهن كل من يزور ذلك المشغل البسيط لصاحبه الثلاثيني محمد أبو دقة بمدينة غزة.. حيث يتلاقى الفن الهندي الأنيق، بالصيني الدقيق.. ولكن هذه المرة.. بريشةٍ محليّة غزّية 100%. [title]هندية الأصل![/title] أبو دقة، الذي حول مشغله إلى أشبه بلوحة فنية رسمها فنان مشهور، تحدث لـ "الشباب" عن فكرته.. من أين استوحاها؟ وكيف بدأها؟ وعما إذا كانت هناك عقبات وقفت في طريق إتمامها؟ قال :"بدأت الفكرة عندما كنت في زيارةٍ إلى مصر، فشاهدت مثل هذه الزخارف والتحف التي أثارت إعجابي خاصة وأنني أعشق الأعمال الفنية اليدوية"، مبيناً أنه حاول التعرف على طريقة صناعتها هناك، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، حتى عرف أن مصدرها الهند، فطلب من أحد أصدقائه –الذي كان في زيارةٍ إلى العاصمة نيودلهي- أن يجلب له عدة قوالب يستخدمها الهنود في صناعة تلك التحف. وبعد أن تمكن أبو دقة من جلب القوالب إلى غزة، بدأ العمل في محلاتٍ عدة استأجرها بنفسه، إلا أن عقبات كثيرة اعترضت طريقه، وخسائر مادية أكبر، نتجت عن نقص الخبرة، وعدم وجود فنيين يتقنون هذا العمل، ناهيك عن عدم ثقة المواطنين بالمنتج المحلي، واعتماده على المستورد! [title]تفوقنا على الصين![/title] بدأ أبو دقة، برفقة أربع شبّان آخرين، ورويداً رويداً، يتقنون العمل بشكل أكبر، خصوصاً بعدما صقلتهم التجربة العملية، حتى بدأت عجلة الإنتاج تعمل، وشقّ التفاؤل طريقه في قلب محمد ومن معه استبشاراً بنجاحٍ قريب.. أشعل صديقنا سيجارة، قبل أن يكمل :"صار عملنا متقناً للغاية، إلى درجة أن بعض أصحاب المتاجر، لم يصدقوا أن هذه البضاعة هي من صنع محلي، وأقبلوا على شرائها بنهم"، يضحك وقد برزت على باب عينيه دمعة فرح، معقباً :"الحمدلله.. والشكر لله". وتبدأ مراحل صناعة هذه التحف والزخارف، بإعداد الخامة، وهي من الجبس بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى عدد من المواد الأخرى، التي تعمل على تقويته حتى يزداد صلابة، ثم يبدأ صبّها في قوالب بلاستيكية، وبعد فكّها يتم تعريضها لأشعة الشمس مدة أسبوع على الأقل. تلي تلك المراحل، مرحلةَ النحت والتلوين، ثم التغليف النهائي، فعرضها على التجار، وفي الأسواق المختلفة. ويؤكد أبو دقة، أنه اعتمد في عمله على سياسة "البيع الكثير، والربح القليل"، موضحاً أن أسعار هذه التحف ليست مرتفعة، إذ يتراوح سعرها ما بين 15 و20 شيقلاً بسعر الجملة "في حين تبيعها بعض المتاجر والمحلات بأسعار كبيرة قد تصل إلى 120 شيقلاً للقطعة الواحدة، وعلى أنها مستوردة من الخارج أيضا!!". [title]"الركون" أصل المصيبة[/title] أبو دقة يعيل أسرة مكونة من 6 أفراد، إلا أنه راضٍ تماماً عن العائد المادي الذي يحققه من عمله هذا، مضيفاً :"وأحمد الله، أنني تمكنت من فتح باب العمل لأربعة من أصدقائي العاطلين عنه، وقد أصبح لديهم اليوم دخلاً يعيلون به أسرهم". وعن نصائحه للشباب العاطلين عن العمل، أو الخريجين الذين لم يجدوا فرصة عمل، أكمل :"لدى كل شاب إمكانية للعمل والإنتاج، إلا إن كان يعاني من إعاقة تمنعه من ذلك"، لافتاً إلى أن الجلوس في البيت، هو أصل مصيبة البطالة، التي تعاني منه نسبة كبيرة من الشباب الغزي. [title]السوق يتسع للجميع..[/title] بدوره طالب الخبير الاقتصادي معين رجب، الشباب الخريجين باستغلال قدراتهم المبدعة وطاقاتهم المعطلة، والإمعان في التفكير والبحث عن المجال الذي يتلاءم مع رغباتهم وطموحاتهم، قائلاً :"السوق يتسع لجميع الأفكار والإبداعات التي تظهر بين حين وآخر". وحذر د.رجب الشباب من أن يتسلل إلى قلوبهم اليأس والإحباط، إذا لم يوفق أحدهم لمشروع يكسبون منه عيشهم، مطالباً إياهم بالتحلي بروح المبادرة والاستمرار في المحاولة حتى تكلل جهودهم بالنجاح. ودعا الشباب العاطلين عن العمل -وخاصة الخريجين منهم- إلى التحلي بروح العمل الجماعي مما له أثر بالغ في نجاح مشاريعهم، وكذلك إلى عدم تعليق آمالهم على الوظيفة الحكومية وحسب، لأنه من غير المعقول أن يتم استيعاب كافة الخريجين في هذه الوظيفة، مشيراً إلى أن الأعمال الحرة تتمتع بمزايا كثيرة لا تتوفر في الوظائف الحكومية