أكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن تدهورًا جديدًا وغير مسبوق طرأ على الرصيد الدوائي في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية في القطاع هذا اليوم، مشيراً الى نفاد 180 صنفًا من الأدوية و210 أصناف من المستهلكات الطبية في مخازن الإدارة العامة للصيدلة. وأوضح أن هذا التدهور الحاد في الرصيد الدوائي هو الأخطر في مسلسل الأزمة الدوائية الممنهجة، والتي تعد العنوان الأبرز في حصار القطاع الصحي الذي كشفت عنه وثائق ومحاضر الاجتماعات الأمنية في فبراير الماضي. وأضاف أن النقص المستمر في الأدوية والمستهلكات الطبية يشتد يومًا بعد يوم، ويمثل تهديدًا مباشرًا للخدمات الصحية في كافة قطاعاتها. وحذر من مغبة الوصول إلى كارثة حقيقية سيدفع ثمنها مرضى غزة بالكامل جراء هذا التناقص والذي وصل إلى أعلى مستوى له منذ فرض الاحتلال حصاره الغير القانوني على القطاع بنفاد 390 صنفًا من الأدوية والمستهلكات الطبية، بالإضافة إلى 150 صنفًا جديدًا مرشحة للنفاد خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. ولفت إلى أن ذلك سيطال أكثر من ثلث المرضى في القطاع، لاسيما ذوي الأمراض المزمنة ومرضى الكلى والدم والأورام والسرطان والأعصاب والأطفال والنساء والتوليد وصولًا إلى مستلزمات المختبرات وأقسام الأشعة. وأشار إلى أن ذلك يتزامن مع استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي مازالت تجتاح مناطق القطاع بكاملها، وتلقي بظلالها على قطاعات كبيرة وهامة فيه، وتؤثر بشكل مباشر على تقديم الخدمات الصحية بمستواها الطبيعي. وناشد القدرة المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الإنسانية والاغاثية والصحية الوقوف عند مسئولياتها، والخروج عن دائرة الصمت الغير مبرر في وقف معاناة مرضى غزة الذين تتلقفهم الأزمات الممنهجة من كل جانب. وطالبهم بضرورة تكثيف جهودها من أجل حماية حقوق المرضى العلاجية، وضمان استمرار الرعاية الصحية الشاملة لهم، بما في ذلك التحرك الجاد والعاجل لتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لحالاتهم المرضية للحيلولة دون وقوع كارثة صحية باتت وشيكة. ودعا فصائل العمل الوطني واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومراكز حقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية للضغط على وزارة الصحة برام الله لاتخاذ موقفًا إيجابيًا من مرضى غزة بتوريد كافة احتياجاتهم العلاجية بشكل منتظم وبحسب الكشوفات التي تصل إليها عبر مستودعات الإدارة العامة للصيدلة بغزة.