13 ابريل 2011 . الساعة 08:58 ص بتوقيت القدس
من المنتظر أن تشهد القاهرة تحركات مكثفة خلال الفترة القادمة في إطار الوساطة المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، على خلفية تحركات تقودها مصر بالتنسيق مع سوريا بهدف التوصل إلى تسوية تنهي الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس" ووضع حد للقطيعة المستمرة بين الطرفين منذ أربع سنوات. وكشفت مصادر فلسطينية بالقاهرة، أن زيارة الدكتور محمود الزهار القيادي البارز بحركة "حماس" الحالية إلى مصر شهدت جهودًا مصرية مكثفة لإنهاء كافة التحفظات التي أبدتها الحركة في السابق على ورقة المصالحة المصرية، ساعد على ذلك الأجواء الطيبة التي تخيم على العلاقات بين القاهرة ودمشق، وهو ما يرجح تجاوز المصالحة الفلسطينية العقبة التي حالت دون التوقيع عليها منذ شهور. وأفادت المصادر أن الزهار أبدى خلال لقاءاته مع المسئولين المصريين استعداد "حماس" للتوقيع على ورقة المصالحة في حالة وضع ملاحظات الحركة موضع الاهتمام، وفي مقدمة تلك البنود التي تتحفظ عليها الحركة المطالبة بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أساس وطني. وكانت أنباء ترددت عن أن مصر رشحت سوريا لاستضافة الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس"، لكن مصدرا مسئولا بوزارة الخارجية المصرية نفى تلك الأنباء وأكد أن مصر تعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق وحدة الصف الفلسطيني. في سياق متصل، أعلن القيادي في حركة "حماس" علي بركة أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد زيارة لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" رمضان عبد الله شلح إلى مصر، كل على حدة، للتشاور حول المصالحة. وقال بركة: "القاهرة وجهت دعوة رسمية لمشعل، والجانب المصري أبدى موافقته وترحيبه بمبادرة حماس خلال زيارة القيادي بالحركة محمود الزهار لمصر مؤخرًا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من قادة الفصائل زاروا مصر للاتفاق"، وفق ما نقل موقع "حماس". وأكد بركة أن "حماس" أعلنت مبادرتها القائمة على الحوار الشامل يشترك فيه جميع الفصائل والشخصيات الوطنية من الداخل والخارج الفلسطيني، ومن ثم عقد مؤتمر وطني لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية. وأشار إلى أنه بعد ذلك يمكن أن يتم الاتفاق لترتيب السلطة الفلسطينية وإجراء انتخابات لتشكيل حكومة ببرنامج سياسي واضح متفق عليه. وأضاف ممثل "حماس" في لبنان: "مبادرة مشعل هي ذاتها المبادرة السابقة، وهي تحتاج لرعاية عربية لدعمها ولضمان تنفيذ البنود المتفق عليها في سقف زمني معين". وأكد بركة أن "حماس" قدمت رؤيتها للمصالحة إلى المسئولين المصريين وأن القاهرة أيدتها وتفهمتها.وشدد على أن التصعيد الإسرائيلي يجب أن يعجل بالمصالحة، كونها تمثل مطلبًا وطنيًا بات ملحًا أكثر من أي وقت سابق.