لم يتمالك بعض المسافرين العالقين العائدين إلى قطاع غزة أنفسهم من البكاء، فور وصولهم إلى صالة الوصول داخل معبر رفح البري في الجانب الفلسطيني جنوب قطاع غزة، بعد ساعات طويلة من الانتظار داخل الجانب المصري، دموع تترجم حجم المعاناة التي لاقوها في رحلة عودتهم إلى القطاع.
نقاطٌ كثيرة للتفتيش على طول الطريق لا يدع أي منها حقيبة للمسافرين إلا ويفتشها بأسلوب فظ، وأصوات مستمرة ومتكررة لإطلاق النار بالقرب من العائدين، ولم تشفع الأيام الطويلة من السفر والتعب أن ينام أغلبهم ليلة كاملة على أرض المعبر في الجانب المصري في مكان لا يليق بالبشر، هكذا وصف المسافرون العالقون حالهم.
مظاهر التعب والمعاناة والغضب التي بدت على وجوه العالقين، تدلل على حجم المعاناة والمعاملة التي كابدوها خلال رحلة عودتهم، بعد أن سمحت السلطات المصرية بعودة العالقين إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري خلال يومي فتحه استثنائيًا السبت والأحد.
قهر ومعاناة
وخلال لقاء "فلسطين الآن" مع العالقين فور وصولهم معبر رفح البري، لم تتمالك إحدى المسافرات العالقات نفسها من البكاء، وقالت:"لنا ثلاثة أيام مسافرين، رأينا فيها الموت بأعيننا، وأطلقوا علينا النار"، وذهبت المرأة غير قادرة أن تكمل حديثها والدموع تخنق كلماتها.
ولم يختلف حال عالق آخر سافر إلى القاهرة في رحلة علاج لمدة ثلاثة أشهر عن حال العالقة السابقة، وقال:"أكثر سنة أعاني فيها السفر هذا العام، رأينا الموت والذل، أما في الصلاة الفلسطينية للأمانة في راحة تامة لم يشهد لها مثيل".
وأوضح بقوله:"بتنا ليلية في الصالة المصرية على القمامة والأوساخ ولا يوجد أي اهتمام بالفلسطينيين، وهناك أعداد كبيرة من الفلسطينيين على نقاط التفتيش وفي المعبر، ويمكثوا بالساعات الطويلة، وأنا لي أكثر من 48 ساعة مسافر من القاهرة".
وطالب الجيش المصري بتسهيل الطريق للقادمين الفلسطينيين إلى قطاع غزة.
وبدورها وصفت العالقة منذ شهيرين في الجانب المصري نسرين الدرزي حالة عودتها إلى قطاع غزة، "ونحن قادمين كل مسافة نجد نقاط تفتيش وكل نقطة تفتيش نشعر أنها في منطقة مثل الصحراء، ويفتشوا كل حقائبنا".
وأضافت:"رحلة وتعب وعذاب، وأمس نمنا في المعبر وارتمينا على الأرض في حالة لا توصفها الكلمات"، وتساءلت:"لماذا لا يحترمونا قليلا ويعاملونا كبشر؟، لماذا يشعروننا كأنهم يهينوننا؟".
وقالت إحدى العالقات الكبيرات في السن وهي عائدة من جمهورية ليبيا العربية:"منذ أول أمس الساعة السادسة فجرا وصلت المعبر المصري ولا يوجد أحد إلا الجيش، ومكثت كل ساعات الانتظار، وفي الصالة المصرية نزل عندي السكر ووصلت إلى حد الموت".
وسمحت السلطات المصرية لسفر الحالات الإنسانية وعودة العالقين في الجانب المصري خلال يومي السبت والأحد استثنائيًا، وأفادت المصادر الإعلامية في المعبر أنه سيتم تمديد عمل المعبر لعودة العالقين فقط ليوم واحد الاثنين أثناء سفر الفوج الأول لحجاج مكرمة خادم الحرمين لأهالي الشهداء.