8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
15.57°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة15.57°
الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

خبر: شباب الضفة وحملة "مش خايف"!

لم تكن الحملة التي أطلقتها عدة مجموعات شبابية على الفيسبوك حاملة عنوان (مش خايف) مجرد شعار إلكتروني محدود الفعل والتأثير في أرض الواقع، ولم تكن محاكاة عبثية لجهد شبابي في دول أخرى، بل كانت حملة ذات تأثير ملفت وإيجابي، وسرعان ما تجلى صداها في الميدان ولقيت استجابة عملية لفكرتها. تستهدف الحملة بالدرجة الأولى كما هو معلن في بياناتها كسر حاجز الخوف والتردد الذي يعيشه شباب الضفة، وحثّهم على رفض الاستجابة للاستدعاءات الباطلة التي ترسلها الأجهزة الأمنية لهم بهدف استجوابهم على خلفية النشاط السياسي أو التعبير عن الرأي، كما تشجعهم على عدم الرضوخ لمنطق التهديد الذي تنتهجه الأجهزة مع كثير من الشباب، والذي تجلّت آخر مشاهده عن اعتداء عناصر من جهاز المخابرات في الخليل على الطالب الجامعي محمد عمرو عقب مشاركته في مسيرة احتجاجية على استمرار الاعتقال السياسي، وإلقائه كلمة شجاعة في ختامها، لكن محمد جسّد كلماته فعلاً عندما تم اعتقاله بعد تعرضه للضرب، ثم محاولة إجباره على التوقيع على تعهد بعدم المشاركة في فعاليات قادمة، لكنه أبى الامتثال لمنطق التهديد وظل مصراً على موقفه حتى تم إطلاق سراحه. وقد أسفرت الحملة عن نماذج عديدة للتحدي، بدأت تظهر منذ إطلاق حملة قبلها بعنوان (مش رايح) التي تركزت حول دعوة الشباب لعدم الامتثال لطلبات الاستجواب في المقرات الأمنية، ولقيت أصداء جيدة تبشّر بأن زمن الخوف والخضوع في طريقه للزوال، وأن المرحلة غير السوية التي كبّلت نفوس وعزائم شباب الضفة قد شارفت على الانتهاء. ما أودّ قوله هنا أن مثل هذه الحملات الشبابية تمثل بوصلة المسير الأوضح في الوقت الراهن، لأن تحصيل الحقوق المغتصبة وأهمها حرية التعبير والنشاط السياسي تمثل القيمة الأساسية التي يجب السعي لنيلها، والمطالبة بها ينبغي أن تكون مقدمة على المطالب الثانوية التي يراد حشر الجهد الشبابي فيها، كإنهاء الانقسام ومحاولات حرف أنظار الشباب عن مشاكلهم وحقوقهم الأساسية. لكن مثل هذه الحملات التي تمثل النموذج الأرفع في النضال لأجل الحريات المسلوبة ما زالت شبه مغيبة عن الاهتمام الإعلامي، وخصوصاً لدى المنابر التي ساندت الشباب العربي المطالب بحريته وكرامته في العالم العربي، والتي لا تُفهم انتفاء رغبتها بالتغطية الإعلامية حين يتعلق الأمر بفلسطين وتحديداً الضفة الغربية التي تنتهك كرامة شبابها لأجل قتل عزيمته وصرفه عن معركته الكبرى مع الاحتلال! والأمر ذاته ينطبق على الفضائيات الفلسطينية التي نلمس منها قصوراً في تسليط الضوء على النماذج التي تتحدى القمع والقهر، وينالها الأذى في سبيل مواقفها، وكضريبة لنضالها لأجل حريتها المسلوبة وسعيها لكسر حاجز الخوف وإنهاء عهد العتمة الذي مورست في ظله أبشع الانتهاكات، واستبيحت حقوق الناس على (شرف) مشروع التنسيق الأمني الذي ما زالت أجهزة السلطة تخلص لمبادئه وتحرص على تنفيذ التزاماته بحذافيرها؟! قضية فلسطين أرحب كثيراً من تقزيمها في مشكلة الانقسام، ومسألة الحريات المحظورة لم تأتِ كإفراز للانقسام بالدرجة الأولى، بل في سياق الحرب الممنهجة على نهج المقاومة وأنصاره هنا، وهذا حريّ بأن يجعل الاهتمام يتحول بدرجة كبيرة للالتفات إلى ما يجري في الضفة التي بدأت تتململ فيها النفوس وتودّع خوفها وتتحدى جلادها، وهذه المرة بمبادرات شبابية خالصة وضعت قدمها على بداية الطريق، واستشعرت طعم الكرامة حين يأتي من بوابة التحدي، والإصرار على النضال لاسترجاع الحقوق وتصويب الأوضاع المختلة في المرحلة الراهنة.