وأخيراً، تنفس نحو 40 ألف مواطن يقطنون بلدات وقرى جنوبي نابلس الصعداء، بعد أن أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، فتح مداخلها، بعد أن أغلقتها لأكثر من أسبوع.
ومع ساعات الصباح، عملت جرافات عسكرية إسرائيلية (كما تظهر الصور) على رفع وإزالة عدد من المكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية من الطرق المغلقة في حوارة وبيتا وعينابوس و"اودلا" وجماعين وعورتا.
وتسبب الإغلاق -الذي أعاد إلى الأذهان حالة الطرق إبان الانتفاضة الثانية- بأضرار بالغة على آلاف المواطنين، وألحق خسائر تقدر بملايين الشواكل للتجار وأصحاب المحال والمطاعم هناك، وشللا في مختلف مناحي الحياة.
وادعى الاحتلال أن شبانا يرشقون سيارات المستوطنين بالحجارة على شارع حوارة الرئيسي، ويهربون عبر الطرق الفرعية للقرى والبلدات المجاورة.
وأدى مئات المواطنين صلاة الجمعة الماضية على مدخل بلدة بيتا المغلق، في إشارة إلى المعاناة التي لحقت بهم جراء تلك الاغلاقات.
فعاليات احتجاجية
كما كشف مصدر محلي لـ"فلسطين الآن" عن فعاليات احتجاجية كانت ستبدأ اليوم رفضا لسياسات الاحتلال في جنوب نابلس، تتمثل بإغلاق شارع حوارة الرئيسي، وهو الأمر الذي كان سيعرقل حركة السير بما فيهم دوريات الجيش وسيارات المستوطنين التي تسلك تلك الطريق بشكل يومي وعلى مدار الساعة.
وتوقع المصدر -الذي طلب عدم ذكر إسمه- أن الاحتلال اضطر لفتح الطرق بعدما علم بالفعاليات المرتقبة، نظراً لحرصه على إبقاء حركة المرور سلسلة نسبيا بالنسبة لجيشه ومستوطنيه.
واتهم عدد من المواطنين في جنوب نابلس الجهات المسؤولة في السلطة الفلسطينية بالتقصير تجاه ما يحدث لهم من اعتداءات إسرائيلية، مطالبينها بالعمل على عدم تكرار مثل تلك الاغلاقات نظرا لأضرارها البالغة على الفلسطينيين.
معاناة لا توصف
التاجر وضاح معلا من بلدة "بيتا" وهو صاحب عدد من المحال في حسبة الخضار الموجودة هناك قال إنهم مروا بأيام سوداء جراء اغلاق الطريق الرئيسي، إذ استحال على الشاحنات إيصال الخضار للحسبة التي توزع الخضار والفواكه على أسواق شمال الضفة الغربية برمتها.
وأوضح لـ"فلسطين الآن" أن حال الحسبة ومن يعمل فيها كانت بالغة السوء، إذ لحقت بالتجار خسائر لا تقدر بثمن، وكسدت كل البضائع التي كانت في مخازنهم بعدما فشلوا في تسويقها وإخراجها بسبب تسكير الطريق، ومن استطاع أن يخرجها من الحسبة دفع مبالغ طائلة لنقلها بسبب إضطرار الشاحنات لسلوك طرق فرعية طويلة ومتعبة.
أما أشرف وهو صاحب منتجع "لونا بارك" السياحي، فقد عانى الأمرين بعد أن سدت الجرافات الإسرائيلية الطرق الموصلة لمنتجعه، وحالت دون وصول المواطنين إليها.
وتابع لـ"فلسطين الآن" إنه توقع خلال فترة عيد الأضحى موسما ناجحا ومربحا جدا، فزبائنه يأتون من مناطق كثيرة، ولكن بعد أن علموا بإغلاق الطرق استنكفوا عن الذهاب إليه، ما تسبب له بخسائر مالية غير مسبوقة.
ويأمل أشرف اليوم وبعد فتح الطرق أن يستعيد جزءا من خسائره، حيث نشر إعلانات تحث المواطنين على زيارته، والاستمتاع بالأجواء اللطيفة والألعاب الممتعة.