في مساحات متفرقة ومختلفة على طول شواطئ قطاع غزة تمتد شباك الصيادين الطولية، لتستقبل أسراب الطيور المهاجرة من المناطق الباردة غرب البحر الأبيض المتوسط خصوصًا الجزر اليونانية، هروبًا من المناخ البارد، وأكثر هذه الطيور شيوعًا هو طائر السمّان المعروف بـ"الفر".
يعتبر الصيادون صيد طائر "الفر" هواية في غالب الأوقات، حيث يبيعونه أحيانًا خاصة لأصدقائهم أو من يبحث عنه في هذا الموسم، وفي أغلب الأحيان يصطادونه لتناوله كطعام موسمي.
والسمّان "الفر" هو طائر بري مهاجر رمادي اللون وصغير الحجم يصل حجمه ما بين 130 و 150 غرامًا، ويقطع حوالي أكثر من 2000 ميل ليصل إلى شواطئ القطاع بعد رحلة هجرة متعبة، في وقت موسمي منذ بداية شهر سبتمبر حتى بداية شهر أكتوبر.
صيادو الفر
أحد الصيادين على شاطئ مدينة رفح جنوب قطاع غزة الذي ينتظر أمام شباكه المخصصة لصيد طائر "الفر"، منذ ساعات الصباح الأولى بعد صلاة الفجر، أشار خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أن موسم صيد "الفر" هذا العام ضئيل جدًا، معزيًا ذلك إلى التغيرات المناخية التي تحدث من الرياح والحرارة وغيرها، وكذلك المناطق السكانية الممتدة على ساحل قطاع غزة.
وأوضح أن موسم هجرة طائر "الفر" يكون في شهر سبتمبر كل عام، وقال: "هذه الطيور المهاجرة من أوروبا والجزر اليونانية خصوصًا تهاجر في شهر سبتمبر بسبب المناخ البارد وتقطيع الأشجار ورش المبيدات، مما يعدم وجود بيئة مناسبة له فيهاجر".
وعلى بعد عشرات الأمتار يقف صيّاد آخر خلف شباكه وينظر إليها لعلها توقع في شراكها أي طائر يظفر به، وقال خلال حديثه: "أنتظر منذ صلاة الفجر حتى الساعة السابعة والنصف صباحًا، وأحيانًا يأتي متأخرًا في الوقت".
ونوّه الآخر الذي يمارس هذه الهواية منذ سبع سنوات، أن موسم صيد طائر "الفر" هذا العام ليس كالأعوام السابقة، حيث أن كميات الصيد قليلة جدًا، وأضاف: "أحيانا نبيع هذه الطيور وأحيانا نأكلها، ولكن في هذا الموسم بسبب قلة الكمية فإننا لا نبيعه بل نتناوله كطعام موسمي نحب أن نتذوقه".
