أحدث التفاعل الشعبي في سويسرا مع إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نتائج إيجابية لإفشال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، إضافة لزيادة زخم وحضور قضية الأسرى دوليًا. والتقى ممثل مجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية د. رامي عبده ورئيس جمعية الحقوق للجميع السويسرية د. أنور غربي مع عضو لجنة السياسات الخارجية وعضو لجنة الشؤون القانونية في البرلمان السويسري دانييل فيشر لبحث دور سويسري في دعم مطالب الأسرى. وقال عبده في تصريح خاص لوكالة "صفا" المحلية إنه اللقاء بحث سبل دعم إضراب الأسرى عبر اللجنة الشؤون الخارجية للضغط على حكومة الاحتلال لتلبية مطالب الأسرى الذين يخوضون إضرابهم عن الطعام لليوم الثامن على التوالي. كما ناقش اللقاء أيضًا سبل تدخل سويسرا في المحافل الأوروبية والدولية لصالح قضية الأسرى العادلة، حيث وعد النائب فيشر ببحث هذه الأمور في لجنة السياسات الخارجية البرلمانية. وفي سياق متصل، نظم تحالف من 40 حزبًا وجمعية من جميع أنحاء الكنفدرالية السويسرية تظاهرة ضد زيارة ليبرلمان، والتي قوبلت بغضب شديد من الأحزاب والشارع المتعاطف مع الشعب الفلسطيني. وفيما أقيمت المظاهرة أمام مقر البرلمان السويسري في العاصمة بيرن، استقبل وزير الخارجية السويسري اليميني ديديي بوركهالتر نظيره الإسرائيلي في مكان حكومي (لم يعلن عنه) بعيدًا عن وسط المراكز الحكومية بالعاصمة. ولم يجر اللقاء في مقر وزارة الخارجية أو مجلس الوزراء كما جرت العادة تجنبًا للضغط الشعبي والتظاهرة الرافضة للزيارة. وتتجه الأمور لأن تكون زيارة ليبرمان وبال على الوزير اليميني بوركهالتر، حيث من الواضح أنها لم تكن في صالحه خاصة أنه تعرض للانتقادات لافتقاره للخبرة في السياسية الخارجية. كما أخذ بوركهالتر على ملاحظات تم الحديث عنها سابقًا عندما وضع الإستراتيجية الخارجية للكنفدرالية السويسرية ولم يذكر السلام في الشرق الأوسط كأحد المحاور المهمة، رغم أن وزارة الخارجية السويسرية لديها مبعوث نشيط في الشرق الأوسط. ويضم مجلس الحكم الاتحادي السويسري سبعة وزراء هي حكومة التحالف. ورجحت التوقعات في سويسرا تعرض الوزير اليميني بوركهالتر للاستجواب في البرلمان على خلفية استقباله لليبرمان. وخلال التظاهرة المناهضة للزيارة أمام مقر البرلمان في برن، ألقى عبده كلمة عرض فيها تطورات قضية الأسرى وإضرابهم عن الطعام في سبيل الحصول على حقوق مشروعة، مؤكدًا ضرورة التحرك بشكل عاجل لدعم مطالبهم الإنسانية. كما أكد د. غربي رئيس جمعية الحقوق للجميع إحدى الجمعيات المنظمة للمظاهرة أن زيارة ليبرمان واستقبال الخارجية السويسرية له تتناقض مع المبادئ التي حرصت الكنفدرالية على ترسيخها كدولة ترعى حقوق الإنسان وتقع فيها عاصمة حقوق الإنسان جنيف. وشدد غربي على أن هذا الأمر يمثل يومًا أسودًا في تاريخ السياسية السويسرية "أن يزورها رجل عنصري ومتطرف ومنبوذ كليبرمان". وفي سياق تفاعلات قضية الأسرى أوروبيًا، يبدأ غدًا الأربعاء 25/4/2012م معرض جنيف الدولي للكتاب حيث تنظم جمعية الحقوق للجميع ورشًا يومية وندوات حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين خاصة قضيتي الاستيطان والأسرى.