13.34°القدس
12.55°رام الله
12.19°الخليل
18.11°غزة
13.34° القدس
رام الله12.55°
الخليل12.19°
غزة18.11°
الأربعاء 11 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.06دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.78يورو
3.59دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.06
جنيه مصري0.07
يورو3.78
دولار أمريكي3.59

خبر: يوم قاس لمبارك

خلال التحقيق مع الرئيس المخلوع حسني مبارك، تعرض لنوبة قلبية نقل على أثرها إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي. هكذا وصلت نهاية سلسلة مثيرة من خبر طويل بدأت وسائل الإعلام تتناقله منذ عصر أمس بداية من نقله على ظهر يخت من أمام قصره في شرم الشيخ إلى نيابة الطور، حيث كان ينتظره هناك فريق من النيابة العامة سافر من القاهرة لاجراء التحقيق معه. لم يكن هناك تحديد مسبق عن اليوم الذي سيخضع فيه للتحقيق لأسباب أمنية، ولذلك لقي تسريب بدء التحقيق معه جملة من الأخبار والتفسيرات المتضاربة. بعضها يؤكد أنه الآن (مساء أمس) يسئل في نيابة الطور، وبعضها الآخر يقول إنه لم ينتقل أصلا إلى الطور بعد أن ساءت حالته الصحية. قبل أن تنشر وكالة فرانس برس خبر نقله إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي، تلقيت اتصالا من شاهد عيان هناك يؤكد أن الرئيس المخلوع في المستشفى الآن، وأن فريقا طبياً ألمانياً تم استدعاؤه على عجل، ولم تتأكد حتى كتابة هذا المقال جزئية الفريق الألماني. مصادر أخرى قالت إن مستشفى شرم الشيخ هو تمهيد لنقله إلى مستشفى كوبري القبة العسكري ليقضي فيه حبسه الاحتياطي إذا قررت النيابة العامة ذلك وحتى لا يلحق برجال حكمه في مزرعة طرة. ثم ذكرت "فرانس برس" أن نجليه علاء وجمال يجري التحقيق معهما أيضا في نيابة الطور بجنوب سيناء. سلسلة من الأخبار المثيرة التي تضع الثورة على عتبات نجاحها الحقيقي، ومعها تساؤلات عن المحققين الذين جلس أمامهم مبارك، فهذه المرة الأولى التي يحاكم فيها رئيس مصري منذ عام 1952 بواسطة النيابة العامة، ناهيك عن شخصية مبارك المتسلطة المتعالية والعنيدة. البعض ومنهم إحدى الصحفيات غير المصريات قالت إنها تشفق على هؤلاء المحققين، لكن الزميل محمد المعتصم رئيس التحرير التنفيذي للدستور رأى أن الذي يستحق الشفقة هو مبارك، ولذلك جلس يتخيل المانشيت المناسب الذي يطالعه قراء جريدته في اليوم التالي، ومن ضمن ما فكر فيه "ادعوا لمبارك فإنه الآن يسئل"! لست متشفياً لكني متألم لحال رئيس كان يجب أن يشعر أن الرئاسة أمانة وأن البلد ليست ملكا مشاعاً. تذكرته بعد نجاته من الاغتيال في أديس أبابا والشيخ الشعراوي يضع يده على كتفه أثناء كلمته وآخر عهده به في دنياه. لم تكن ملامح مبارك تحمل أي قدر من الاتعاظ. لو فكر يومها في كلام الشعراوي ورجع إلى بيته وفي داخله أن يحكم بما يرضي الله، ما واجه يومه القاسي بين النيابة والمستشفى. لماذا يأنف حكامنا عن قراءة سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلا يسيرون على خطى حكمه؟!... لو عدل مبارك لأمنً ونام هادئا مطمئنا في بيته وبين أهله، بدلاً مما هو عليه الآن في الطابق الرابع بمستشفى شرم الشيخ.