الجدار الذي شرع الاحتلال الصهيوني ببنائه لتثبيت السطو على الجولان السوري المحتل، مثله مثل الجدار العنصري الذي يتلوى كالأفعى في الأرض الفلسطينية، ومثل الاعتقالات التي لا تتوقف في الضفة الغربية المحتلة، ومثل الغارات التي تزيد معاناة قطاع غزة المحاصر، ومثل الانتهاكات اليومية الصارخة للسيادة اللبنانية والإعداد للسطو على ثرواته من النفط والغاز في المياه الإقليمية، ومثل عمليات التهويد والاستيطان والاقتلاع التي يمارسها في القدس المحتلة . هذا الإرهاب يمارس على مرأى من الجميع، وعلى جبهات عدة، وهو مرفق بمناورات حربية، وتهديدات شبه يومية، وتعزيز قدرات القتل والدمار من أحدث ما أنتجته الترسانة العسكرية الأمريكية، ومدعوم بمواقف أمريكية عنوانها الالتزام باستمرار التفوق العسكري “الإسرائيلي” في المنطقة، والذريعة كذبة اسمها أمن “إسرائيل”، وهي كذبة يراد منها إظهار أن الاحتلال ضحية ومن أرضهم محتلة “إرهابيون” . متى تلتفت الأمم المتحدة إلى “معالجة” الإرهاب الصهيوني، وأن يتحرك مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن الخطير الذي يهدد المنطقة وأمنها واستقرارها، كما يتحرك لأي شأن أو شؤون أخرى أقل أهمية، بكثير من التحديات التي يفرضها استمرار الكيان الصهيوني في ممارسة نازيته وعنصريته ضد الشعب الفلسطيني في وطنه السليب، وضد لبنان وسوريا حيث يسطو على أجزاء منهما . الاحتلال لا توصيف آخر له، والإرهاب أيضاً، ولا بد للدول العربية من تحرك لتجييش العالم كله من أجل العمل لوقفهما، وإبلاغ كل من يعنيهم الأمر أن مجلس الأمن لم يتشكل فقط من أجل أن يطبق قراراته في الدول العربية وضدها، وأن قليلاً من التوازن مطلوب لتوفير مقاربة ولو بسيطة لما يسمى عدالة الشرعية الدولية . والتحرك مطلوب نحو الأمانة العامة للأمم المتحدة وعواصم دول “الفيتو” ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وعواصم دول تقول عن نفسها إنها ذات وزن ومؤثرة، خصوصاً أن السياسة في هذا العصر صارت “لعبة مصالح”، ومن حق العرب التعامل مع الآخرين على هذا الأساس بدل الاستمرار في هدر دمهم وقضاياهم على مذبح لعبة الأمم، وفي زمن شريعة الغاب التي تحول القاتل إلى ضحية، والضحية إلى قاتل . ونموذج التعامل مع الإرهاب الصهيوني سيبقى وصمة عار في جبين من يقود شريعة الغاب هذه .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.