شهد قطاع الأعمال مؤخرا التوصل إلى أحدث صفقات الاستحواذ في العالم، بين مجموعتي تايم وورنر و"إيه تي آند تي" الأميركيتين، بصفقة ضخمة وصلت إلى أكثر من 85 مليار دولار.
هذه الصفقة، التي تجمع بين قطبين في مجالي الإعلام والترفيه والاتصالات، قد تقلب المشهد الإعلامي الأميركي رأسا على عقب، نظرا لأنها ستجعل من الشركة الناتجة عنها عملاقا قد يسمح له بالسيطرة على معظم إيرادات العالم، كما أنها تعد من بين أكبر عمليات الاستحواذ الأكبر في التاريخ، وتحتل المركز السابع.
على أي حال، ورغم كل التوقعات والتحليلات، فإن هذه الصفقة ليست الأكبر في التاريخ، كما أن قد لا تتحول إلى عملاق حقيقي، إذ سبق أن حدثت حالات اندماج سابقة وصفقات كبرى أكبر حجما من هذه الصفقة، دون أن يتمخض عنها مثل هذا العملاق، بل إن بعضها فشل وأعيد تفكيك المجموعة الناتجة عنها، مثلما حدث مع صفقة بنك أمرو الهولندي ومجموعة "آر أف إس" القابضة عام 2007، التي بلغت قيمتها آنذاك نحو 100 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك فهذه الصفقة ليست الأكبر في التاريخ، إذ هناك العديد من الصفقات العملاقة، ومن بينها الطرف الآخر في الصفقة، أي شركة تايم وورنر، التي استحوذت في العام 2000 على شركة "أميركا أون لاين" بصفقة وصلت قيمتها إلى 165 مليار دولار.
ومن الصفقات الضخمة في عالم الاتصالات والاتصالات اللاسلكية، تلك الصفقة بين فيرايزون كوميونيكايشن وفيرايزون وايرلس في سبتمبر 2013 والتي وصلت قيمتها إلى 130 مليار دولار.
وفي العام 2015، استخوذت شركة أنهايزر بوش على شركة ساب ميلر بصفقة بلغت 117 مليار دولار ليتمخض عنها أكبر شركة في مجال المشروبات الروحية وصناعة الجعة.
وفي مجال الصناعات الغذائية، في العام نفسه، أي في العام 2015، استحوذت شركة هاينز على كرافت فودز مقابل 100 مليار دولار.
أما في مجال الصناعات الدوائية فاستحوذت شركة فايزر الأميركية لصناعة الأدوية على وورنر لامبرت، عام 2000، مقابل 90 مليار دولار، وكانت فايزر دخلت في أكثر من عملية استحواذ بصفقات ضخمة، غير أن أبرز تلك الصفقات التي كانت مقررة في وقت سابق من العام الجاري فشلت، حيث أعلنت فايزر وشركة أليرغان في إيرلندا، إلغاء صفقة الاندماج بينهما، التي كان من المفترض أن تؤسس لأكبر شركة تصنيع دواء في العالم بقيمة 160 مليار دولار أميركي.
وأوضحت الشركتان أن فسخ عقد الاتفاق على الاندماج جاء بسبب الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد دمج الشركات لأسباب ضريبية.
وفي مجال التكنولوجيا، وهو المجال الذي شهد أكثر عمليات الاندماج والاستحواذ في العقدين الأخيرين، فإن الصفقة الأكبر في مجال الاستحواذ هي تلك التي جمعت بين شركة "ديل" وEMC، عام 2015، والتي بلغت قيمتها 67 مليار دولار.
وهناك أيضا صفقة استحواذ هيولت باكرد على كومباك عام 2001، التي زادت قيمتها على 33 مليار دولار.
وتسبقها صفقة استحواذ جمعت بين شركتي برودكوم وآفاغو تيكنولوجيز، عام 2015، وبلغت قيمتها 37 مليار دولار.