يتنقل المواطن ماجد شراب في مزرعته الخاصة، يضع الطعام لعدد من الغزلان التي يرعاها ويتعهد تربيتها، تتنوع ألوانها بين البيضاء والبنية الفاتحة والبنية الداكنة المحاطة بالسواد تزينها النقاط البيضاء، يسعى بينها بكل والسعادة والفرح يغمران قلبه وهو يؤدي هواية استهوته منذ سنوات إلى جانب تربية الطيور.
ستة غزلان أوروبية النوع، يملكها المواطن شراب من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ويرعاها في مزرعة خاصة قرب صالة السعادة جنوب غربي المحافظة، يقضي فيها معظم ساعات يومه يطعهما ويتفقد أحوالها.
هواية
شراب الذي يربي الطيور منذ عقدين، أوضح خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أنه أول ما استهوته تربية الغزلان بشراء أنثى غزال من أحد التجار في قطاع غزة قبل سبع سنوات، مشيرًا أنه كان يجري إدخال هذه الغزلان عبر الأنفاق الحدودية.
لم يتمكن هاوي تربية الغزلان من شراء ذكر للغزال بسبب غلاء ثمنه، مبينًا أن أسعار الواحدة منها يتراوح بين 2000 إلى 2500 دولار، عدا عن عدم امتلاك خبرة في تربيتها في بداية الأمر، فوضعها في مزرعته مع الطيور والمواشي.
بعد أشهر، تراودت لدى شراب فكرة تكوين عائلة من الغزلان عن طريق الإنجاب، وقال: "تغلبت كثيرا في محاولة إنجابها، فاتجهت إلى حديقة حيوان في خانيونس يمتلك غزلان وتمت عنده أول عملية إنجاب مما دفعني لشراء ذكر غزال لتكوين عائلة".
وأضاف: "لها الهواية حوالي 7 سنوات، وخلال هذه الفترة أصبح عندي 6 غزلان وهذه النوعية نادرة وغير موجودة في البلد والحصول عليها بصعوبة جدا".
وأكد شراب أنه لا يواجه أي صعوبة في تربية ورعاية هذه الغزلان، مضيفًا أنها "تأكل الحبوب والأعشاب والقش والأعلاف العادية كالأغنام، والحمد لله لا يوجد أي مشاكل ويتحملوا جونا صيفا وشتاء وهو غزال قوي جدا".
ونوه أن هذه الغزلان ممنوع أن تدخل أو تخرج من قطاع غزة وتم إدخالها عن طريق الأنفاق وبدأ يتكاثر عندنا، متأملًا من المؤسسات في قطاع غزة أن تدعمه للحفاظ على هذا الصنف النادر من الغزلان.
الوزارة ترحب
ومن جانبها رحبت وزارة الزراعة بالخطوة الذي يخطوها المواطن شراب في تربية هذه الفصيلة من الحيوانات في قطاع غزة، وأكد مدير الإنتاج الحيواني في قطاع غزة طاهر أبو حمد لـ"فلسطين الآن" تشجيع الوزارة لمثل هذه المزارع ومن ضمنها مزرعة المواطن شراب الذي يرعى فيها الغزلان.
وقال: "وزارة الزراعة ترحب وتشجع مثل هذه المزارع التي تستهدف هذه الحيوانات"، منوهًا أنها المزرعة الوحيدة الخاصة في قطاع غزة التي تربي الغزلان، ومتمنيًا للمواطن شراب النجاح في هذه التربية، ومضيفًا: "هذا العمل إيجابي وجيد أن يكون عندنا هذا النوع من المزارع رغم التكلفة العالية والرعاية الخاصة".
وأوضح أبو حمد أن الوزارة تقوم مع هذه المزرعة بنفس الإجراءات التي تتعامل بها مع مزارع الأغنام والمواشي فيما يخص التحصينات والتطعيمات ضد الأمراض المعدي المختلفة، مبديًا استعداد الوزارة الكبير لتقديم خدماتها في هذا الجانب بإجراء التحصينات اللازمة بالتعاون مع الخدمات البيطرية في محافظة خانيونس.
