23.27°القدس
22.94°رام الله
21.64°الخليل
26.75°غزة
23.27° القدس
رام الله22.94°
الخليل21.64°
غزة26.75°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

خبر: رمضان غزة .. أيادٍ ترتجف وجيوبٌ خاوية

يمد يده تارة ويسحبها تارة أخرى ، تردد يعصف بكافة جوارحه ، يداه تتمنى انطلاقاً نحو بضائع الشهر الكريم وسلعه الغذائية المتنوعة والكثيرة ، لكن عقله (الراكز) يعود ليضبطها ويبرمجها نحو المطلوب الذي لا غنى عنه فقط . رمضان يطل كريماً هذا العام ولا زال قطاع غزة يعاني حصاراً ظالماً عقد أزمة البطالة والعاطلين عقداً إضافية فضلاً عن التعقيد الحاصل أصلاً ، ولم يكن ينقص طينة الحصار سوى قلة نقص الرواتب التي باتت تعصف باستقرار الأسر الغزية من الناحية الاقتصادية ، فبعض الموظفين نال نصف راتب قبل قرابة الثلاثة أسابيع وآخرون نالوا راتباً بعد اقتراب الشهر من نهايته ما جعلهم يضعونها في (حجور) أصحاب الدين من محلات وغيرها . الواقع الغزي هذا جعل من البضائع الرمضانية المزينة والمزركشة والمغرية لمعدات الصائمين تتراكم على بوابات المحلات التجارية التي أعلنت عن حملات وتخفيضات على الأسعار وبعضها أعلن عن هدايا وجوائز للزبائن الذين يشترون بمبلغ معين ،كل هذا على أمل أن ينفق الغزيون بسخاء ، غير أن العقل الراكز لا زال يفشل إلى حد كبير هذه الإعلانات والحملات رغم انخفاض الأسعار وتوفر السلع . [title]العقل الراكز[/title] "مش معقول أصرف ما تبقى من الراتب وأنا مش عارف متى موعد الراتب القادم " قال الموظف في غزة أبو سامي . أبدى أبو سامي إعجابه بالأسعار وتوفر المواد الغذائية التي تأتي في أغلبها حسب قوله من الأنفاق الرابطة بين مصر والقطاع وقال :"كل شيء متوفر إلا المال فهو غير معروف موعد جلبه كي يتم صرفه". فأبو سامي يفكر كيف سيقضي الشهر الكريم بكامله دون أن ينقص من بيته ضروريات الشهر الكريم بعيداً عن الكماليات ، فهو يحاول توزيع ما تبقى من راتبه ليكفيه طوال الشهر في حال لم يتقاضَ راتباً آخر وقال :"الإنسان لابد أن يدبر أموره ويتكيف مع الواقع ويشغل عقله كي تسير أمور هذا الشهر الفضيل بخير وسلام ". [title]العمال والجيب الفارغ[/title] هذا الواقع الذي تناولناه آنفاً ليس هو الواقع الأسوأ في قطاع غزة ، فالسابق تحدث عن الموظفين وهم الذين يتقاضون راتباً حتى وإن لم ينتظم أو يتأخر فهو في النهاية صاحب راتب سيأخذه عاجلاً أم آجلاً . أما الفئة التي أقصدها فهي فئة العمال والعاطلين ، فعلى جانب طريق عودتي من عملي ، رأيته كالعادة جالساً في ظل حائط منزل الجيران رددت عليه السلام كالعادة حيث يرد السلام ضاحكاً من قلبه قائلاً"الله يعطيك العافية يا أستاز" هذا في كل مرة . أما المرة فقد كان شارد الذهن سرحانا ، يديه على خذيه ،مطرقاً رأسه في الأرض ، لم يرد السلام ولم يبتسم البتة ، لم يرني ، خفت من مكروه قد أصابه ، وقفت إلى جانبه وبعد نداءات عديدة بالسلام عليه باسمه "مرحبا ياعم أبو العبد" ، رد بصوت خافت محمل بهموم الدنيا أجمعها "أهلين يا أستاز يعطيك العافية ". أبو العبد في ختام الأربعينات من العمر ،عامل من العمال الذين كانوا يعملون داخل الأراض الفلسطينية المحتلة عام 1948 م ويحصلون على أجور عالية كانت تفوق المئة دولار في اليوم الواحد ، بعد اندلاع انتفاضة الأقصى توقف عن العمل بعد إغلاق باب العمل في الأرض المحتلة ،وهو رب أسرة مكونة من ثمانية أبناء إضافة إلى الزوجة والأخت المريضة . كان سبب همه وغمه عدم قدرته على توفير الاحتياجات الرمضانية لأسرته ، ليس الكمالية بل الاحتياجات الهامة والضرورية ،"ليس في بيتي دقيق لصناعة الخبز لرمضان "قال أبو العبد. أثناء حديثه وشكواه ،كأن سكاكيناً ماضية قد قطعت قلبي وجسدي ، فيداي حينها كانت مثقلة بأكياس تحمل كل ما لذ وطاب استعداداً لاستقبال الشهر الكريم . حال جاري أبو العبد كحال آلاف أقعدتهم البطالة وشلت قدرتهم على توفير الحياة الكريمة لأسرهم في غير رمضان فكيف بشهر تزداد فيه حاجة الناس ومستلزماتهم .. فهل من ناظر وهل من مساعد ؟؟! [title]الحكومة المحاصرة ..[/title] ورغم الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية فقد أعلنت عبر وزارة العمل فيها عن بدء صرف مساعدات مالية بقيمة " 2 مليون شيكل " لعدد "10 آلاف "أسرة من الأسر الفلسطينية الفقيرة بقيمة "200 شيكل " لكل أسرة . وأكد أحمد الكرد وزير العمل والشئون الاجتماعية أن الحكومة قررت صرف 2 مليون شيكل لعشرة آلاف أسرة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك ضمن خطتها الإغاثية للتخفيف من آثار الحصار والتخفيف ممن معاناة الأسر الفقيرة وفق الإمكانيات المتاحة. إذن رمضان جديد يغمر غزة بالأمن والأمان والسلامة والإسلام في ظل الحصار الظالم والمجزرة الإنسانية التي لا زالت ممتدة منذ خمس سنوات على التوالي ،ولا زال العالم الظالم ينظر متفرجاً لا بل في كثير من الأحيان يكون شريكاً في ذبح شعب كريم قال كلمته في انتخابات حرة ، فعوقب لخياره الذي اختاره ، غير أن الغزيين يرفعون أيديهم ضارعين إلى الله أن يجعل لهم في هذا الرمضان فرجاً وأن يرزقهم نصراً عزيزاً طال انتظاره . رمضان غزة .. أيادٍ ترتجف وجيوبٌ خاوية رمضان غزة .. أيادٍ ترتجف وجيوبٌ خاوية رمضان غزة .. أيادٍ ترتجف وجيوبٌ خاوية رمضان غزة .. أيادٍ ترتجف وجيوبٌ خاوية رمضان غزة .. أيادٍ ترتجف وجيوبٌ خاوية