ينظر عشاق مانشستر يونايتد إلى السير أليكس فيرجسون ، بأنه صانع اسطورة الشياطين الحمر، فهو المدرب الأعظم في تاريخ النادي وقائد سفينة اليونايتد لأكثر من 26 عام ، توج فيها مع اليونايتد بكل البطولات منهم 13 لقب للدوري و4 القاب لكأس انجلترا،10 القاب للدرع الخيرية، بطولتين لدوري الأبطال، بطولة لكأس الاتحاد الأوروبي، بطولة السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية وصاحب الثلاثية الوحيدة في تاريخ الانجليز عام 1999.
وجاء قرار رحيل السير العام 2013 ليعيش عشاق المانيو في كوابيس مستمرة ، فلا يتعجبون من الهزيمة على اولدترافورد امام احد المتذيلين للبريمييرليج، وابتعدوا تماما عن الألقاب باستثناء الكأس الموسم الماضي، وخبت بريقهم الاوروبي حيث اكتفوا بالمشاركة هذا الموسم في الدوري الاوروبي.
ولكن ما الأسباب التي أدت إلى ذبول وردة المانيو بعد رحيل السير، فهناك اسباب عامة واخرى خاصة وراء هذا الانهيار.
توقيت الاعتزال
يرى البعض أن السير اختار توقيتا صعبا لإعلان اعتزاله ، فهو رغم حبه وعشقه لليونايتد إلا انه يحب نفسه بالطبع أكثر من أي شيء آخر، وبخبرته الطويلة أدرك شيخوخة الفريق في هذا الوقت، ولا بد من التغيير الشامل لمواصلة الانتصارات وهو ما فسره البعض بالهروب من المسؤولية الصعبة، وتركها لخليفته وخاصة بعد تقدمه في العمر ورغبته في الراحة، وخير دليل على ذلك خفوت بريق البعض ورحيل البعض مثل ناني وفان بيرسي وغيرهم من النجوم المؤثرين.
غموض الاختيار
أن تأتي خليفة لمدرب مثل السير فيرجسون في ظل هذه الظروف، فهي مخاطرة كبيرة يجب أن تكون محسوبة بدقة سواء من النادي أو المدرب الجديد، ولكن يبدو أن جميع الأطراف لم تحسب ذلك جيدا، وحضر مويس بناء على ترشيح السير ولكنه كان الاختيار الأسوأ في تاريخ النادي، فهو غير قادر على صناعة فريق جديد وأراد العيش على أنقاض أليكس ولكنه اصطدم بواقع عدم قدرته على السيطرة على النجوم، فأن تعيش معظم أوقاتك مع شخصية مثل فيرجسون ثم تصطدم بضعف مويس فلن تكون النتائج جيدة.
ولم يدرك مويس الحقيقة الغائبة عن البعض، وأن الفريق في مرحلة شيخوخة نسبية وأنه في حاجة لتجديد شبابه نسبيا بقدرات فنية غير متواجدة بكثرة في الملاعب، فلم يلتفت كثيرا لذلك وأدرك الواقع في وقت متأخر، ليحتل الفريق المركز السابع في الموسم الأول بعد حقبة فيرجسون.
سياسة التعاقدات
رغم قدرة المانيو المادية منذ زمن إلا أن فيرجسون كان يتحكم في كل شيء يخص التعاقدات ورحيل اللاعبين، واتخذ سياسة رشيدة بالتعاقد مع نجوم شباب قادرين على إفادة الفريق سواء فنيا أو ماديا، وعلى سبيل المثال روني وكريستيانو رونالدو اللذان أفاداه فنيا، وأيضا عند بيع الدون ربح المانيو الكثير من الأموال.
أما بعد رحيل السير فقد فتح النادي خزائنه بقوة في محاولة للعودة للأمجاد، وصرف ببذخ ولكن جاءت الأمور في غير نصابها وتعاقد مانشستر يونايتد مع 15 لاعب بعد مغادرة فيرجسون، وأنفقت إدارة النادي في تلك المدة القصيرة ما يقارب 600 مليون يورو، أي أكثر من نصف مليار، ولكن الصفقات لم تقدم أي إضافة حتى الآن.
وخلال الصيف الحالي أبرم النادي 4 صفقات فقط، وأنفق عليها 167 مليون جنيه إسترليني، علماً أن صفقة زلاتان إبراهيموفيتش لم تكلف النادي شيء كونها صفقة حرة.
سياسة مورينيو في اختيار اللاعبين الذين تعاقد معهم كانت غريبة، فلم يلتفت إلى ما يحتاجه فريقه في المراكز المختلفة بل نظر إلى الأسماء فقط ليضيع على بعضها فرصة اكتساب الثقة، ليفقد هو الثقة في قدرته على النهوض بالفريق بعدها.