أشعلت قضية الطفل أمير من بلدة بيرنبالا قضاء رام الله، الذي دخل ليُجري عملية في اللِوَز فخرج بشلل في الدماغ، غضب المواطنين، واليوم الطفلة ريتال من بلدة دير عمار شمال غرب رام الله، هي الأخرى خرجت بتلف في الدماغ، ولكن لماذا اضطرت "آسفة" لدخول المستشفى؟ وماذا حصل مع ابنة العامين؟ ومن المسؤول؟ وهل يطول ملف الأخطاء الطبية كثيرًا حتى نفقد المزيد من أطفالنا وأقربائنا؟
والدة الطفلة تقول "بنتي أصبحت كائنًا ساكنًا لا يتحرك حتى أنها لا ترى ولا تسمع ولا أسمع منها سوى أنينها بعد أن كنت اسمع كلماتها الأولى والسعادة تغمرني حين تنادي علي "ماما" ، وهي منذ ستة شهور على هذا الحال، و قصة الطفل أمير شجّعتني لأروي قصة بنتي، والذي شجعني ايضًا هو والد الطفل امير، قال لي دعينا نرفع صوتنا لكي لا يتكرر ما حصل مع اطفال غيرنا، لأنهم كانوا ضحايا للأخطاء الطبية في مستشفياتنا".
وتتحدث عن بداية دخول ابنتها المشفى، قائلة: "بنتي كانت طبيعية جدا، في شهر نيسان/أبريل كنا نؤدي العمرة، وعندما عدت مرضت ريتال قليلا أخذتها الى طبيب في رام الله، وقال لي ان لديها مشكلة في القلب، وحوّلنا هو إلى مستشفى المقاصد في القدس، أجروا لها الفحوصات اللازمة وتبين ان لديها فتحة في القلب وضغط الرئة عالي، وتحتاج لتضييق شريان رئوي، فقرروا إجراء عملية قسطرة لها".
عمليتان وصفوهما بالبسيطتان خلال أسبوع!
وتتابع: "عندما أخذها الطبيب (ن .ل) مني وأجرى لها العملية كانت طبيعية جدا، وبعد العملية خرجت بصحة ممتازة، بعد أسبوع قرروا إجراء عملية أخرى لها، فقلت لهم إن كانت عملية ابنتي لن تكون ناجحة لن أجريها وسأعيدها إلى البيت، قال لي الطبيب: اتوكلي ع الله، عمليتها ستنجح ولا خطر عليها".
وتقول ام ريتال: استشرت اكثر من 3 اطباء قبل اجراء العملية، قالو لي إن عمليتها بسيطة، حتى إنهم تلقوا أجرهم لقاء سؤالي ومقابل اطلاعهم على املف ريتال الطبي دون ان يروها فقد كانت في المستشفى.
اجلوا العملية حتى ادبر المبلغ المطلوب!
وتضيف، "عندما حان موعد اجراء العملية، لم يسمحوا لي بإدخالها قبل ان ادفع أربعة الاف شيقل، رغم انني أملك تحويلة طبية تغطي 90% من تكلفة العملية، زوجي كان في الداخل المحتل يعمل ولا استطيع تدبر المبلغ، واستمروا بتأجيل اجراء العملية حتى الساعة الثانية من فجر اليوم التالي وهي صائمة، وفي النهاية استطعت تدبر المبلغ، وادخلوها لاجراء العملية".
"نجحت" العملية وانشل المريض
وتشير، الى أن الاطباء اخبروها ان العملية لن تستغرق اكثر من ساعتين، لكنها مكثت في العملية اربع ساعات ونصف، عندما خرجت قالو لي ان العملية ناجحة، ومنذ ذلك الوقت وحتى 15 يومًا لم أترك باب العناية المشددة وابنتي على الاجهزة وانتظرها حتى تستيقظ، وعندما حانت ساعة الاستيقاظ كانت الصدمة، فلم تعرفني ابنتي وكانت لا تسمع ولا تتلكم، سألت نفسي والاطباء ماذا حصل؟ الله اعلم.
أجرت ريتال العملية يوم 16/5/2016، والدكتور (ن.ه) هو من أجراها واشرف عليها، والى اليوم مازالت على نفس الحال، عندما أجروا لها رنين مغناطيسي في المقاصد قالوا أن ابنتي مصابة بتلف دماغ، وحولونا الى الجمعية العربية في بيت لحم، لاستكمال العلاج والتأهيل، عندما وصلنا الجمعية قالوا لي ان ابنتي لديها شلل دماغي كامل.
وتقول: "التقيت أبو امير( والد الطفل الذي يعاني شللا دماغيا نتيجة خطأ طبي ايضا) في مستشفى المقاصد كانت ريتال لم تجر العملية بعد، اخذها وبدأ يلاعبها ودعا لها بالشفاء،
وبالصدفة بعد ذلك التقيته في الجمعية العربية مع ابنه الذي يخضع للتأهيل ايضا الان بعد الخطأ الطبي الذي ألمّ به، قال لي هل سنبقى صامتين؟ خلينا نحكي اطفالنا راحو ضحايا والاطفال الثانيين شو ذنبهم، وبعد ذلك قررت التحدث الى الاعلام، لا أنتظر اي تعويض فلاشيء يعوضني عن ابنتي وصحتها لكني حريصة على ان لتصاب اي ام بالألم الذي اشعر به الان، وانا ارى ابنتي امامي بلا حراك".
وتشير إلى الان في الجمعية العربية أخبروني أنهم سيتركوننا نغادر الى البيت لأن لا علاج لريتال.
