تحدث جنرال إسرائيلي عن موعد المواجهة المقبلة مع إيران، مؤكدا أنها مسألة وقت ليس أكثر، وذلك على ضوء التقديرات التي تشير إلى تجدد إنتاج الصواريخ الباليستية في طهران وتزايد تهديدها لتل أبيب.
وقال الجنرال تسفيكا هايموفيتش القائد السابق لمديرية الدفاع الجوية في جيش الاحتلال، إن "حرب الأيام الاثني عشر، انتهت بهجوم أمريكي على أهم ثلاثة مواقع نووية، ولا تزال نتائج الهجمات على المشروع النووي الإيراني غير واضحة تماما".
وأضاف هايموفيتش في مقال نشرته القناة الـ12 العبرية، وترجمته "عربي21" أن "ترامب يُعلن عبر كل منبر أننا دمرنا المشروع النووي الإيراني، فيما يزعم متحدثون إسرائيليون عن تقليص المشروع"، مستدركا: "ربما تكمن الحقيقة في مكان آخر، وهذه المرة، يدور الجدل حول استئناف إيران إنتاج الصواريخ الباليستية، وكانت طموحاتها قبل الحرب، كما صرّح نتنياهو أكثر من مرة، هي امتلاك 20 ألف صاروخ باليستي بعيد المدى بحلول نهاية عام 2027".
وأوضح أنه "خلال الحرب المذكورة، أطلقت إيران 450 صاروخًا باليستيًا، وهو عدد أقل بكثير مما كان مأمولًا ومخططًا له، بعد الهجوم الأول، ومطاردة سلاح الجو للصواريخ وقاذفاتها فوق الأراضي الإيرانية، ومع ذلك، من وجهة نظر إيران، كان هذا هو النظام الوحيد الذي أثبت فعاليته في الحرب، أما من وجهة النظر الإسرائيلية، فقد رأينا إمكانية إحداث أضرار من مدى قصير للصواريخ، والتحدي الذي يمثله للقدرات الدفاعية، وكذلك الأمريكية المنتشرة في إسرائيل وخارجها".
وأشار إلى أنه "بعد ستة أشهر من الحرب، باتت إيران تمتلك ترسانة من الصواريخ بعيدة المدى تكفي حتى قبل استئناف الإنتاج، وتشير تقديرات مختلفة لبقاء 1500 صاروخ بحوزتها مع نهاية الحرب لتهديدها بجولة أخرى من القتال، ولاشك أن إنتاج آلاف الصواريخ، حتى وإن كان أقل من الهدف الذي سعت إليه قبل الحرب، يُشكل تهديدًا لاستمرارية العمليات في تل أبيب، وقد يُشكل تحديًا كبيرًا لقدراتها الدفاعية".
وأضاف أن "هذا السباق بين قدرة إيران على استعادة الإنتاج، وقدراتها الإنتاجية، وقدرة إسرائيل والولايات المتحدة على الإمداد والتجديد في الوقت المناسب، أمرًا بالغ الأهمية، وقد دفعت صدمة السابع من أكتوبر، التي شهدت تطور تهديدات كبيرة خارج الحدود، وفاجأت الجيش الإسرائيلي، إلى تبني مبدأ أساسي في مفهومه الأمني، وهو مبدأ الردع".
وأكد أن "هذا المفهوم يتجلى في ساحتي قتال: وقف إطلاق النار في لبنان ضد حزب الله، وفي غزة ضد حماس، مع شن هجمات غير محدودة تقريبًا، وحرية كاملة في العمل ضد أي تهديد لإعادة الإعمار أو التشكيل أو الوجود، وهذا لا ينبغي أن يخطئ، فتطبيق مبدأ "الردع" ضد حزب الله وحماس يختلف تمامًا عن تطبيقه ضد إيران، لا من حيث التكرار، ولا من حيث الجوهر، لأنه بعد الحرب، ظلت إيران تشكل أكبر تهديد لأمن إسرائيل".
وأضاف أن "نوايا إيران بامتلاك قدرات نووية لم تتغير، كما أن رغبتها في التوصل لاتفاق مع الغرب بشأن البرنامج النووي لم تتغير، وفي الوقت نفسه، رُفعت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية الإيرانية بشكل شبه كامل، وتلقى حلفاؤها في المنطقة ضربة قوية، لكن كل هذا لم يمنعها من وضع إعادة حزب الله على رأس أولوياتها، يُضاف لذلك تحركاتها في الأشهر الأخيرة لاستئناف إنتاج الصواريخ الباليستية، وهنا يلوح في الأفق خطر تجاوز الحاجز الأول".
وأشار إلى أنه "في وقت مبكر من نيسان/ أبريل 2024، ليلة الإطلاق الأول لنحو 300 صاروخ من إيران ردًا على اغتيال ضباط من الحرس الثوري في دمشق، استمر هذا التجاوز في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، وتواصل في حرب حزيران/ يونيو 2025 التي بدأت بمبادرة إسرائيلية، وسواء أكان ذلك في المستقبل القريب بعد أن يعرض نتنياهو الفكرة على ترامب، أو في مستقبل أبعد، فليس من المبالغة القول إن جولة أخرى ضد إيران مسألة وقت".
وأوضح أن "طموحات إيران، واستمرارها بتطوير وإنتاج الصواريخ الباليستية، حتى دون تجديد المشروع النووي، والرد الصريح بعد المفاجأة التي أحدثتها المبادرة الإسرائيلية، ومن جهة أخرى، المفهوم الأمني الإسرائيلي الجديد الذي لن يسمح بتطوير مثل هذا التهديد خارج حدودنا، كلها عوامل ستضع تل أبيب في واقع من التوتر المتفجر، وطالما أن الوقت متاح، يتعين على إسرائيل استثمار مواردها، وجهودها، بتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية، والحفاظ على تفوقها الاستخباراتي، واستخلاص العبر من تجربة الحرب الأخيرة، وتحسينها".
وختم بقوله: "الجولة الحربية القادمة بين إيران وإسرائيل، إن وقعت، ستكون أكثر تحديًا، وتعتمد على الخبرة المكتسبة من الحرب السابقة، حيث تبدأ كل جولة من حيث انتهت الجولة السابقة، سواء من حيث الحدة أو النطاق، وفي المواجهة المقبلة، سيسعى كل طرف لأن يكون متقدمًا بخطوة على الآخر، وأن يُدخل ابتكارات ومفاجآت لساحة المعركة في المرة القادمة، لأن من لا يستعد سيُفاجأ، على اعتبار أن المفاجآت تحسم الحروب، وهو ما وقعت فيه إسرائيل في هجوم تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
