الآلافُ من الجنسينِ من خريجيِّ معاهدِ التأهيلِ المهنيِ والتقني، حرصوا على حضورِ "يومِ التوظيفِ" الذي تشرفُ عليه وزارةُ العملِ بالتعاونِ معَ وزارةِ التربيةِ والتعليم، واتحادِ الغرفِ التجارية، وبدعمٍ من مؤسسةِ التعاونِ البلجيكي، ومؤسسةِ التعاونِ الألماني (GIZ).
اليومَ الذي نظمَ بنابلس كانَ تحتَ عنوان "بطموحي وعملي أحققُ هدفي"، فتحَ البابَ أمام الخريجينَ للالتقاءِ بأربابِ العمل وجهًا لوجه، فكلاهما يبحثُ عن الأخر.
حاجة ماسة
يقول مدير عام التشغيل في وزارة العمل رامي مهداوي لـ"فلسطين الآن"، إن "هذا يوم التوظيف الثالث الذي تنظمه الوزارة مع الشركاء في الضفة الغربية، فقد سبق يوم في الخليل ويوم في طولكرم، ونحن الآن في نابلس".
وتابع "لم يأت تنظيم هذا النشاط جزافا، بل بعد دراسة محكمة لاحتياجات السوق المحلية في نابلس ومحيطها، إذ تبين لنا الحاجة الماسة للمهنيين العاملين في مجال النجارة والتنجيد والتبريد والتكييف على وجه التحديد، إضافة للتقنيين في هندسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لذلك فالشركات المشاركة من القطاع الخاص تعمل في هذه المجالات".
وتابع "إننا نرى أن يوم التوظيف يتيح لطرفا عملية الانتاج، صاحب العمل والعامل، فرصة اللقاء للإطلاع كلٌ من جهته على الفرصة التدريبية المتاحة أو فرصة العمل المتوفرة لدى منشآت سوق العمل من أجل اختيار المناسب منهم للعمل لديها، وليشكل منصّة لالتقاء صاحب العمل مع الخريج من أجل توفير فرصة عمل أو تدريب".
وأضاف "اليوم سيتم توفير مئتي فرصةِ عمل، إضافةً إلى 150 منحة تدريبِ، لخريجي التعليمِ والتأهيلِ المهني والتقني، ليسَ هذا وحسب، فوَفقَ الخطةِ الموضوعةِ سيتابعُ الخريجونَ وتُوضع التوصياتُ لزيادةِ أعدادِ المتلحقينَ بهذهِ البرامجِ التعليمية".
استكشاف السوق
أما مدير غرفة تجارة وصناعة نابلس عمر هاشم، فقال لـ"فلسطين الآن" إنه رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد الفلسطيني، إلا أن السوق بحاجة إلى خريجين جدد.
وزاد "لقد قلنا وما زلنا نقول إن على الطالب الخريج أثناء فترة الدراسة استكشاف متطلبات السوق من خلال الدورات التي تنظمها مؤسسات التدريب والتعليم، أو من خلال التطوع، أو من خلال فرص التدريب في المنشآت أو من خلال التعليم المزدوج، أي التعلم والتدرب في أماكن العمل في الوقت نفسه"، موضحا أن دور وهدف الطلاب لا يقتصر فقط بين أسوار مؤسسة التدريب والتعليم، "بل عليه أن يخرج ويتعرف على المنشآت الاقتصادية وسياساتها واستراتيجياتها، وبالتالي عليه أن يستعد جيدا لما بعد تخرجه من أجل مقابلة سوق العمل والبحث عن فرصة العمل المناسبة فيه".
كما أن على الطالب أثناء الدراسة اختيار التخصص المناسب لسوق العمل، وأن لا يختار التخصصات المتكدسة في التعليم الأكاديمي، التي لا توفر فرصة عمل له".,
ووجه هاشم دعوة طالب فيها أصحاب العمل ومدراء الشركات والمنشآت الاقتصادية اتاحة الفرصة لتهيئة الخريجين لسوق العمل، من خلال توفير كافة الأدوات للخريجين وأرشادهم وتوعيتهم وتدريبهم وتوفير الأجواء الملائمة لهم للانخراط التدريجي والسلس في عملهم المستقبلي.
آمال كبيرة
أما بيان، فقد أنهت دبلوم "multimedia"، وجاءت إلى يوم التوظيف وكلها أمل أن تجد شركة تناسبها.
تقول "استطيع أن اعمل في العلاقات العامة، أو في مجال الموارد البشرية.. لا أبحث عن راتب كبير، بقدر ما يهمني أن أجد مكانا يستغل طاقاتي جيدا، ويساعدني على الانخراط في الحياة".
أما أمجد وهو من مخيم بلاطة قرب نابلس، فيملك مهارات عالية في مجال "التبريد والتكييف"، جاء ليطرحها أمام الشركات المشاركة، علها يوفق بالحصول على فرصة عمل جيدة.
القطاع الخاص
ورغمَ التحدياتِ الكبيرةِ التي تواجهُ الاقتصادَ الفلسطيني، إلا أن السوقَ بحاجةٍ إلى مهنيينَ وتقنيين.
وهنا –بحسبِ المتابعينَ- يبرزُ دورُ القطاعِ الخاصِ الذي تقعُ عليه المسؤوليةُ الكبرى في استيعابِ هؤلاء.
وهو ما أكد عليه المتحدثون خلال الافتتاح، إذ قالت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة إنه "آن الأوان لتغيير النمط التعليمي في فلسطين الذي اعتدنا عليه، وأتت فرصة التعليم المهني والتقني لتثبت ذاتها في أرض العمل".
وأضافت أنه من أجل نجاح هذا النوع من التعليم وتشجيعه، يجب التكاتف والتكامل ووضع الاستراتيجيات مع جميع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة والقطاع الخاص، لتعزيز هذا النوع من التعليم.
وأوضحت أن مجلس التشغيل في الشمال، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، وبتنفيذ من وكالة التعاون الألماني، يتيح فرصة لأصحاب العمل لينضموا لمجلس التشغيل لبرامج تدريبية متخصصة قصيرة، ويضع مشاريعهم على أول الطريق، وأن ترى مشاريعهم النور ودعم الخريجين من خلال خبراء التدريب، والتواصل مع وزارة العمل بنابلس.
دافع وطني
بدوره، ثمن وكيل وزارة العمل ناصر قطامي، دور القطاع الخاص الوطني في تعزيز صمود المواطن الفلسطيني، واصفاً إياه بأنه دافع وطني بامتياز.
وقال إن الوزارة ستسعى لتصميم مجموعة من التدخلات لقطاع واسع من الخريجين، وسيكون هناك العديد من البرامج المنافسة في التدريب.
ودعا للاستثمار في منظومة التعليم والتدريب المهني، الذي بات متميزا في وقتنا الحالي.
وثمن دور مؤسستي التعاون الألمانية والبلجيكية، اللتين تدعمان بشكل دائم مثل هذه المشاريع.
