أكد المحرر القسامي المحرر إلى غزة رجائي الكَرَكي أنّ الإضراب عن الطعام ليس بالأمر الهين على الأسير الذي يعيش في غرف السجن الضيقة والبعيدة عن كل معاني الإنسانية. وأضاف الكركي أنّ الأسرى يُشّكلون بذلك الإضراب معركة حقيقية تكمن صعوبتها في الإضراب نفسه، وإهانة السجان للمضربين عن الطعام من جهة أخرى. ويوضح من خلال تجربته كأسير سابق أنّ المُضرب عندما يدخل في يومه العاشر، تبدأ طاقة جسمه تتراجع حتى يضعف، "وما يُثّبت الأسير في هذه المرحلة هو الإرادة والعزيمة والإيمان بالله". وتشتد معاملة إدارة مصلحة السجون للأسرى المضربين -وفق الكَرَكي- باتجاه الضغط عليهم، "فالإضراب يُشّكل أداة ضغط كبيرة على السجان، ومن الصعب أن تتقبل إدارة السجون ذلك الإضراب بسهولة فتشن حملة همجية ومضاعفة تجاههم وهو ما يعكس حالة التخبط الموجودة لديهم". ووصف دخول الأسرى للإضراب عن الطعام بـ"مرحلة العض على الأصابع" بالنسبة لإدارة مصلحة السجون، "لأنهم يعلمون أنّهم لن يفكوا إضرابهم إلا بعد تحقيق مطالبهم، وتكون الغلبة لهم وينهزم الاحتلال كما انهزم سابقًا في صفقة "وفاء الأحرار"". ويُشاطر المحرر القسامي زملاءه المضربين الذين عاش معهم في السجن معاناتهم بمشاركته المستمرة في الفعاليات اليومية المُناصرة لهم. ولا يزال الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ(15) على التوالي في معركة "الكرامة" التي بدؤوها يوم الأسير في السابع عشر من الشهر الجاري. ويطالب الأسرى المحررون زملاءهم الذين يقبعون في السجون بالصبر والصمود، على اعتبار أنّ انتصارهم في تلك المعركة سيكون مفصلي وتاريخي للحركة الأسيرة، وفق ما أكدّوا خلال مؤتمر صحفي خلال تضامنهم مع الأسرى في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة.