جرت الانتخابات في العديد من جامعات الضفة الغربية لعام 2012، وقد حققت حركة فتح نتائج جيدة مقارنة بما حققته حركة حماس، ولكن ذلك لا يعني أن توجهات الشارع الفلسطيني اختلفت عن ذي قبل وأن الأداء الفصائلي تحسن، فالضفة الغربية لا تعيش عصرها الذهبي بسبب إنجازات فتح ولا غزة تعاني بسبب إخفاقات حماس، فإن تلكأت أوروبا عن تقديم العون وحجزت " إسرائيل" أموال الضرائب اختنق شعبنا في الضفة، وإن أغلقت المعابر وشددت مصر و" إسرائيل" حصارها أظلمت غزة. إذن، كيف اكتسحت حركة فتح جامعات الضفة الغربية وكسبت كل تلك الشعبية؟، النتائج الأخيرة لانتخابات الجامعات الفلسطينية لا تشير إلى زيادة في شعبية فتح على الإطلاق رغم كل التهويل الإعلامي في ذلك الاتجاه، فلو أخذنا عدد أصحاب حق الاقتراع من الطلبة في جامعات الخليل وبيت لحم والقدس وبيرزيت مجتمعة، لوجدنا أنه يساوي 29265 حصلت فتح على ثقة 10361 منهم، أي أن نسبة الذين صوتوا لفتح من أصحاب حق الاقتراع في الجامعات المذكورة هي 35%، وهذه النسبة تقل عما حققته حركة فتح في الانتخابات التشريعية 2006 للقوائم بـ7% ، وتزيد عن نسبة تمثيلها في المجلس التشريعي بشكل عام بنسبة 2% فقط.. أي[color=red] أ[u]ن شعبية فتح بالنسبة لبرنامجها انخفضت أما لشخوصها فقد ارتفعت ارتفاعا طفيفا،ولكن طالما أن حركة فتح حصلت على نسبة 35% في أجواء تساعدها بقوة[/u][/color] و أن باقي فصائل منظمة التحرير لم تحصل على أكثر من 5%،وهناك نسبة عدم مشاركة طبيعية تساوي 15% تقريبا، فأين ذهبت الـ"45%" المتبقية؟؟. فكرة البحث عن الـ" 45%" ليست أولوية الشعب الفلسطيني، ولكن البحث عن خلاصنا وربيعنا الفلسطيني وتحقيق إنجازات وانتصارات ضد الاحتلال هي الأهم والأجدى من الانشغال بمعاركنا الوهمية وانتصاراتنا الزائفة ، فالشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفصائله يعيش أصعب الظروف، الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية، وإن كان لا بد من التنافس الفصائلي فليكن على تحرير الأرض وإنقاذ القدس من التهويد وإخراج الأسرى من السجون والتخفيف من معاناة المواطنين ثم انتظروا بعدها ثقة الشعب ومقاعدكم.