تتكرر مشاهد المعاناة على بوابات معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، مشاهد مؤلمة تتجدد كل مرة وعلى مدار سنوات طويلة من الحصار يتجرعها المسافرون، يتفاوتون في فترات انتظارهم الطويلة ويختلفون في أسباب المعاناة التي يكابدونها بين مريض زادت أوجاعه، وصاحب إقامة انتهت أو شارفت على الانتهاء يقلقه مصير عمله ومستقبل حياته، وآخر تأخر في دراسته لعامٍ أو عامين وثانٍ يحمل جوازًا أجنبيًا.
تجمع المسافرون الغزيون صباح اليوم في الصالة الخارجية لمعبر رفح البري، في أول يوم من أيام فتحه استثنائيًا، بعد أن أعلنت السلطات المصرية فتح المعبر أمام حركة المسافرين لمدة خمسة أيام بدءًا من الاثنين وحتى الجمعة.
معاناة متجددة
الطالب أحمد محمود صادق الذي قارب الفصل الدراسي الأول لدراسته على الانتهاء في جامعة من جامعات دولة السودان، أعرب خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" عن أسفه لحال الطلبة مع معبر رفح، في ظل بدء الفصل الدراسي منذ قرابة شهرين.
وقال الطالب صادق: "أنتظر في المعبر على الدور، والفيزا حتخلص خلال هذه الفتحة، والجامعة لن تتحمل أي تأخير أكثر من هيك، والسنة فاتت والفصل الأول قرب على الانتهاء، ومن المفترض أن يكون للطلاب الأولوية الأولى ويسهلوا طريقهم".
وطالب الجانب المصري أن يتفهموا معاناتهم كطلاب ويعتبروا سفرهم أولوية، مضيفًا: "على الجانب المصري أن يتفهموا معاناتنا كطلاب ويسهلوا لنا الأمور بالسفر".
ومن جانبه أوضح أحد المسافرين المرضى أنه ينتظر السفر للعلاج منذ عام 2014، مشيرًا أنه توجه لمعبر رفح أربع مرات دون جدوى ولم يتمكن من السفر، وقال: "كل ما أتابع النت لم ينزل اسمي، أناشد كل العالم يفتحوا المعبر، نحن في سجن نحن في حصار، بدنا نسافر يا عالم".
وأضاف: "نطالب الجانب المصري أن يساعدوا المرضى، نحن ذاهبين لنتعالج فقط، ونتمنى ندخل مصر لنتعالج ونرجع لأبنائنا، وأنا مريض وعندي عملية ومعي سكر وضغط، ولا أحد يعلم بحالي إلا رب العالمين".
ولم يختلف حال مريضة ثانية عن حال الأول، وهي تنتظر منذ خمسة أشهر معبر رفح البري حتى تتمكن من السفر لمصر للعلاج، مشيرة أن الاحتلال رفض سفرها عبر حاجز بيت حانون لعلاجها في مستشفى المقاصد.
وقالت: "نحن ننتظر أن يتسهل الأمر إلى مصر، ونحن في الحافلة السادسة، وأنا غير قادرة وتعبانة وتناولت كيماوي قبل أكثر من يوم".
خطوة إيجابية
وبدوره ثمّن مدير معبر رفح البري هشام عدوان فتح الجانب المصري للمعبر لمدة خمسة أيام، وقال: " نثمن هذه الخطوة عاليًا، وهذه خطوة إيجابية نريد أن نبني عليها، حيث كل فتحة للمعبر تخفف ولو جزئيًا من الحالة الإنسانية في قطاع غزة".
وأضاف: "الأصل أن يكون فتح المعبر دائم ومستمر خاصة أنه بين دولتين عربيتين شقيقتين، لذلك نطالب الأشقاء المصريين بفتح المعبر بشكل مستمر".
وأوضح عدوان أن الجانب المصري أعلن عن فتح المعبر لمدة خمسة أيام بدءًا من الاثنين وحتى يوم الجمعة لسفر جميع الحالات الإنسانية، مفيدًا أن حوالي 25 ألف حالة إنسانية مسجلة للسفر في كشوفات الداخلية من المرضى وأصحاب الإقامات والطلبة والزوجات العالقة.
وتمنى مدير المعبر أن تستوعب هذه الأيام القليلة العدد الأكبر من أعداد المسافرين.
وفيما يخص آلية العمل في المعبر أشار أن وزارة الداخلية تعلن عن الأسماء المسجلة لديها للسفر خلال اليوم المخصص، وكل مسافر يتابع اسمه ويسلم جوازه في الصالة الخارجية للمعبر، وبدورها تقوم إدارة المعبر بإرسال الجوازات للجانب المصري، ويحضر كل مسافر إلى صالة المغادرة ليغادر عبر الحافلات إلى الجانب المصري.