12.79°القدس
12.55°رام الله
11.64°الخليل
14.9°غزة
12.79° القدس
رام الله12.55°
الخليل11.64°
غزة14.9°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

تقارير "فلسطين الآن"

"أبو فارة وشديد" في أتون معركة الأمعاء الخاوية

IMG_6524
IMG_6524
خاص – مراسلة الخليل

منذ أكثر من خمسين يوماً، والأسيران أنس شديد من دورا جنوب الخليل، وأحمد أبو فارة من بلدة صوريف شمال المدينة يصارعان الموت وحدهما في زنازين العزل الانفرادي في سجن عوفر.

أنس شديد اعتقل في آب الماضي، حولّه الاحتلال مباشرة للاعتقال الإداري بذريعة الملف السري، لم يصمت كثيرا، فأعلن الإضراب عن الطعام في شهر أيلول الماضي.

والد الأسير شديد أشار -وبعد أن طفحت الدموع من عينيه- أن ابنه في حالة صحية خطرة للغاية، يعاني من فقدان الذاكرة، ولا يستطيع  الحركة، فقد سلبه الاحتلال كل السبل للحركة وسط  قيود ما زالت تحيط جسده حتى وهو مضرب وملقى على سريره ولا يستطيع الحراك.

لم تستطع  والدة الأسير أحمد أبو فارة  أن تخفي قلقها كثيراً- وإن حاولت ذلك-  ولم تتمكن من إخفاء حقيقة وضع ابنها الصحي كمثيله شديد، وذلك خلال  مؤتمر صحفي جمع العائلتين في مقر نادي الأسير الفلسطيني في الخليل، فابنها أسير محرر اعتقل سابقا في العام 2009، ليعاود الاحتلال اعتقاله في آب الماضي أيضا، ثم يشرع بالإضراب عن الطعام في ايلول أيضا احتجاجا على اعتقاله الإداري.

أمراض فتّاك  

والدة أبو فارة أشارت إلى أن ابنها يعاني ضعف في عضلة القلب، وشلل نصفي ، كما أنه لا يستطيع شرب المياه، ويعاني فقدان الذاكرة، كل هذه المعلومات حسب أم أحمد حصلت عليها من المحامية "أحلام الحداد" التي تتابع ملف ابنها، فعائلة ابو فارة لم تزره منذ اعتقاله الأخير.

وكان أمجد النجار مدير نادي الأسير الفلسطيني قد اشار إلى أنه من الواضح أن هناك تعنت من الجانب الصهيوني، برفض الإفراج عن الأسيرين أبو فارة وشديد، موضحا أن شديد يعتبر أصغر أسير فلسطيني يخوض إضرابا عن الطعام.

وأكد النجار أن الاعتقال الإداري هو سيف مسلط على رقاب الفلسطينيين، وأن جميع المعارك التي خاضها الأسرى الفلسطينيين لإيقاف سياسة الاعتقال الإداري لم تفلح؛ لأن هذه الإجراءات تتم في وجه احتلال يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات التي حرّمت الاعتقال الإداري.

وأوضح ابراهيم نجاجرة مدير مكتب هيئة شؤون الأسرى في الخليل، أن الأسيرين شديد وأبو فارة يعانيان من فقدان جزئي للذاكرة وتدهور خطير في الوزن والحالة الصحية، مشيرا أن الأطباء الإسرائيليين أوصوا بتحويل الأسيرين للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية المدنية نظرا لوضعهما الصحي.

تقصير مؤسساتي

وأضاف نجاجرة أن هناك تقصير من المؤسسات الدولية والحقوقية تجاه قضية الأسرى عموما والأسيرين شديد وأبو فارة خصوصا، وأكد نجاجرة أن هناك تسهيلات كبيرة تُمنح لضباط المخابرات للتمادي في إصدار قرارات الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين أو تجديد هذه الاعتقالات لهم، حيث تصدر يوميا عشرات أحكام الاعتقال الإداري نتيجة هذه التسهيلات.

وما بين تجاهل رسمي، وتضامن شعبي شبه المعدوم، ونظرا لتساوي الحياة الذليلة بالموت الشريف، يستمر الأسيران في معركتهما بالأمعاء الخاوية، وأعينهما على أحد الهدفين، إما نصر وإما شهادة.