كبوات متتالية ونتائج مخيبة للآمال سقط فيها "عميد الأندية الفلسطينية"، الذي يعد أعرق فريق بالوطن منذ بداية الموسم الحالي ليجد نفسه في الوقت الحالي بموقف لا يحسد عليه في مؤخرة جدول ترتيب فرق دوري الوطنية موبايل للدرجة الممتازة لأندية قطاع غزة.
العميد الذي يواجه في الجولة المقبلة فريق شباب خان يونس يحتاج لمن ينقذه، فالخسارة تعنى استمراره في المعاناة والبقاء في دائرة الخطر، وحسابات البطولة في الدور الثاني تختلف عن الدور الأول في ظل المنافسة الشرسة بين الفرق لجمع النقاط.
فإدارة غزة الرياضي أعدت فريقاً ضمن بين ثناياه أفضل اللاعبين في محافظات غزة، من شمالها إلى جنوبها، طعماً في المنافسة على المراكز المتقدمة، ولكن العكس هو الذي حصل، فما هي الأسباب التي أودت بالفريق إلى مراكز متدنية، وأجبرته على الصراع للهرب من شبح الهبوط.
فراغ العبيد
المدير الفني لفريق غزة الرياضي محمود زقوت، رفض تحميل اللاعبين مسؤولية الوضع الكارثي للفريق في الفترة الحالية، مبيناً أن الشجاعة تتطلب أن يتحمل الجميع مسؤوليته في الفترة المقبلة لإعادة العميد لمسار الانتصارات والهروب من الأزمة الحالية.
وقال زقوت في حديثه لـ"فلسطين الآن": "نركز حالياً على إخراج اللاعبين من الحالة النفسية السيئة، التي مروا بها بسبب تردي النتائج، والفريق قادر على تحقيق الفوز في الجولات المتبقية من عمر الدور الأول".
وأشار إلى أن غزة الرياضي افتتح الموسم الحالي بالقدم اليسرى، رغم التعاقد مع عدد من أبرز اللاعبين في الموسم الماضي، إلا أن مهاجمي الفريق لم يجدوا طريقهم إلى الشباك ولم يتمكنوا من سد الفراغ الذي خلفه رحيل المهاجم الهداف سليمان العبيد القادر على ترجمة فرص الفريق إلى أهداف، إلى الجار خدمات الشاطئ في فترة الانتقالات الصيفية، ليصبح الفريق بلا أنياب هجومية، وفاقد لرجل اللمسة الأخيرة.
وأضاف زقوت أن العميد يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين، وتعول الإدارة والجهاز الفني عليهم لبذل المزيد من الجهد لانتشال الفريق من المراكز المتأخرة في لائحة ترتيب الفرق، وإدخاله في المنطقة الدافئة، متمنياً أن تفرز انتخابات مجلس إدارة الرياضي المقبلة أسماء قادرة على تقديم الدعم والإضافة للفريق بالفترة القادمة ضمن خطوات طموحة.
والناظر لجدول ترتيب فرق دوري الوطنية موبايل للدرجة الممتازة، يجد أن غزة الرياضي يحتل المركز الحادي عشر برصيد 4 نقاط، وبفارق بسيط عن خدمات خانيونس صاحب المركز العاشر، مما يعني أن الكرة الآن في ملعب العميد لتقديم عروض مميزة، وتحقيق الفوز في الجولات القادمة للهروب من المأزق الحالي.
خطة مكشوفة
المعلق الرياضي والمتابع للشأن المحلي مصطفى البحيصي، بين أن خطة اللعب التي ينتهجها غزة الرياضي أصبحت مكشوفة لباقي فرق الدوري، منوهاً أن الفرق باتت تركز على عدم ارتكاب الأخطاء القريبة من منطقة الجزاء، إضافة إلى التركيز دفاعيا حال حدوثها.
ولفت البحيصي في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن خط وسط العميد الذي كان يمثل السلاح القوي للفريق، لم يعد كما كان، فباسل الأشقر قل عطائه، وأحمد طينة ليس هو من كان يلعب للشجاعية، وهاني المصدر خارج نطاق الخدمة في الفترة الحالية.
ونوه إلى أن الفريق يفتقد حاليا لمهاجمه الأسبق سليمان العبيد، رغم تعاقده في فترة الانتقالات الصيفية مع 3 مهاجمين، لكنهم لم يتمكنوا من سد فراغ العبيد، والناظر إلى إحصائية الأهداف بالنسبة لهم يجد أن محمد أبو ظاهر هو من تمكن من تسجيل هدفين فقط في مرمى التفاح.
وأكد البحيصي أن تغيير الأجهزة الفنية للعميد ليس الحل، وإنما ينبغي أحداث تغيير على خطة اللعب ومحاولة خطف الفوز فيما تبقى من مباراة الدور الأول، والبحث عن لاعبين في مركزي خط الوسط والهجوم، لمحاولة إعادة العميد لمكانه الطبيعي والثبات بالدرجة الممتازة.
إذن الموقف المتأزم الذي وضع غزة الرياضي نفسه فيه في الوقت الحالي، لن يخرج منه إلا إذا أحدث الجهاز الفني واللاعبون ثورة وانتفاضة في الأداء، وتحقيق النتائج الإيجابية في المباريات الأربع المتبقية من عمر الدور الأول قبل فوات الأوان، فالدور الثاني صعب وشاق وطاحن والحسابات فيه تختلف عن المرحلة الحالية.
