لم يكن يتبادر للمصور الصحفي نضال النتشة من مدينة الخليل أن يتحول المجهود الطوعي الكبير الذي قام به مع مجموعة من رفاقه، لنكبة تقوده إلى السجون، مرة لدى السلطة الفلسطينية والأخرى لدى الاحتلال الإسرائيلي.
ذلك الجهد الذي تمثل بإنتاج فيلم قصير لا يتجاوز الأربع دقائق يتحدث عن قضية الإطعام القسري أو "التغذية القصرية"، تحت عنوان "غذاء الموت"، تم إنتاجه بجهود فردية وبتطوع من كافة المشاركين من ممثلين وغيرهم، أبان إضراب الأسير محمد علان.
يقول النتشة: "لظروف تقنية جرى تأخير في الإنتاج وقتها، ولم يعرض خلال إضراب علان عن الطعام، لكن بعدها تم عرضه على العديد من الفضائيات والقنوات وصفحات التواصل الاجتماعي خلال إضراب الزميل الصحفي محمد القيق".
يضيف "عند اعتقالي لدى جهاز الوقائي الشهر الماضي (أكتوبر 2016)، تم مصادرة حواسيبي و"فلاشات وأجهزة هارديسك) وأغراض أخرى استخدمها في إنتاجي للأفلام من رايات وأعلام لفلسطين وأعلام للاحتلال.. هذه الرايات والأعلام أستخدمها عادة في إنتاجي للمسرحيات والأفلام".
ويتابع "لدى الوقائي تم التحقيق عن موضوع الفيلم والسؤال عمن يقف خلف تمويل إنتاجه، وهنا أكرر أنه أنتج بجهود فردية وتطوعية، دون تمويل أو دعم من أحد.. لكن الوقائي اتهم إحدى المؤسسات التي تعمل للأسرى أنها من مولته لوضعهم شعار على الفيديو حين تم نشره على الفيسبوك، دون الرجوع إلي".
ما حدث بعدها هو الأهم، يقول النتشة: "تفاجأت في اعتقالي لدى الاحتلال في سؤالي عن الفيلم وهو كان محور التحقيق وعرض علي كافة الإفادات والأوراق التي كانت في مجالس التحقيق لدى الوقائي، حتى وصل الوقائي لدرجة من الشفافية في إرسال الأوراق الجانبية للتحقيق التي يكتب المحقق عليها ملاحظاته في جلسة التحقيق.. كما عرض علي المحقق الإسرائيلي "ورقة الأمانات والمصادرات التي قام بها الوقائي في بيتي".
وأكد أن اعتقالي لدى الاحتلال كان من أجل هذا الموضوع والتحقيق أيضا عن الجهة التي يزعمون أنها وراء تمويل الفيلم.
ويطالب النتشة كافة المؤسسات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التي تقع تحت ظل منظمة التحرير، بالتحقيق حول كيفية تسريب تلك الأوراق التي تخصني وتخص المجتمع الفلسطيني وأمنه، من مؤسسة كان من المفروض أنها مؤسسة أمنية فلسطينية، ووصلها إلى جهاز "الشاباك" الإسرائيلي.
وتابع: "أنا مستعد أن أضع كامل ملفاتي أمام أي جهة فلسطينية تتبنى موضوع التحقيق حول كيفية تسريب هذه المعلومات لخطورة الموضوع ومسه بالأمن الفلسطيني والمجتمع برمته".
كما طالب النتشة بحمايته من كافة الجهات من إعادة ملاحقته من أجهزة السلطة لحديثه عن هذا الموضوع.
