أرسلت الاثنين 30/4/2012م مخابرات الاحتلال لجنة بصحبة شيخ من الأراضي المحتلة عام 1948 م ليثنوا للأسير محمود السرسك عن قراره بمواصلة الإضراب عن الطعام والذي بدأه في التاسع عشر من مارس الماضي وذلك حسبما أفاد شقيقه الأكبر عماد. وأوضح عماد أن الشيخ حاول أن يقنع محمود بأن إضرابه عن الطعام هو انتحار ولا يجوز في الدين لكن شقيقه رفض كلامه مصمما على مواصلة الإضراب حتى الشهادة أو نيل الحرية . ونبه إلى أن محمود هو الأسير الفلسطيني الوحيد في سجون الاحتلال المعتقل تحت بند مقاتل غير شرعي مشيرا إلى أن الاحتلال عاقب محمود بوضعه في العزل الانفرادي منذ بدأ إضرابه عن الطعام إضافة إلى نقله ستة مرات من سجن لآخر كوسيلة أخرى في العقاب، وهو الآن في مستشفى سجن الرملة . [color=red]إصرار على المواصلة[/color] وحول الوضع الصحي لأخيه محمود أفاد عماد بأن وزنه نقص 21 كيلو جرام ليصبح وزنه 47 كيلو وذلك نتيجة 43 يوم من الإضراب المتواصل عن الطعام . وأوضح أن المحامي جميل الخطيب قام بإبلاغهم عقب زيارته لمحمود أنه يعاني من صداع متواصل وفقدان للوعي بين فترة وأخرى وآلام في البطن . وأضاف:" رغم ما يعانيه محمود إلا أن معنوياته عالية وسيواصل الإضراب حتى الموت مما سيفضح الاحتلال أو الحرية وهذا ما نتمناه ". [color=red]أحلام مكبلة[/color] ويعد محمود السرسك (25 عام) واحد من الشباب الفلسطيني الرياضيين والذين برعوا في لعبة كرة القدم حتى تميز فيها وتأهل ليكون لاعبا دوليا وأساسيا في منتخب فلسطين . وبدأ حياته الكروية بتميز حيث التحق بنادي الخدمات الرياضي وكان أصغر لاعب في الدوري الممتاز حيث شارك فيه وهو يبلغ من العمر 14 عاما إضافة لتقليده منصب كابتن فريق الخدمات للناشئين والشباب. وتألق في مسيرته الكروية حيث شارك مع منتخب فلسطين في دورة الأمن والسلام في النرويج ولعب مع المنتخب في عدة دول منها قطر وإيران والعراق والأردن وغيرها . وجاء اعتقال محمود كعقبة أمامه بعدما وقع عقد احتراف مع نادي مركز بلاطة في نابلس وعقب قيام نادي كويتي لاتصالات تنسق لاحترافه في الكويت وذلك نظرا لتفوقه في لعبة كرة القدم. [color=red]قصة الاعتقال[/color] في صبيحة الثاني والعشرين من يوليو عام 2009 م توجه الشاب الواعد إلى معبر إيرز حاملا حلمه بالاحتراف الكروي في أندية الضفة الغربية. وأثناء سفره قامت قوات الاحتلال باحتجازه على المعبر والتحقيق معه من الساعة التاسعة صباحا حتى التاسع مساء ومن ثم نقلوه إلى سجن عسقلان . وحسب شقيقه عماد فإنه مكث في التحقيق 40 يوم لا يعلمون عنه شيئا وتم اعتقاله رسميا تحت بند مقاتل غير شرعي ،ولا توجد لائحة اتهام ضده سوى ملف سري لدى المخابرات الإسرائيلية لم يعترف محمود عليه . وأكد أن مخابرات الاحتلال عرضت على محمود العمل معها مقابل السماح له بالسفر والاحتراف في الخارج لكنه رفض ذلك بشكل قطعي . وأوضح أن محمود هو المعتقل الفلسطيني الوحيد بهذه التهمة وكل ستة شهور تملي المخابرات على القضاء الإسرائيلي بتمديد اعتقاله دون وجود تهم واضحة ضده ، وقارب اعتقاله على هذه الحالة مدة ثلاث سنوات ولم يتمكن ذووه من رؤيته خلال هذه المدة. وأضاف بأن الاحتلال ربط قضية إطلاق سراح محمود بالإفراج عن شاليط والآن بعد صفقة التبادل ما زالت تمدد اعتقاله ، مشيرا إلى أنهم قدموا التماسا بهذا الشأن ولم يتلقوا ردا عليه. وأرجع اعتقال شقيقه لمخاوف الاحتلال من مستقبل محمود الرياضي فربما قرروا باعتقاله القضاء على أحلامه والوقوف في طريق تقدمه وشهرته كونه يمتلك أداء كروي رائع ، مضيفا :" إن الاحتلال لا يحتاج مبررات لاعتقال أي فلسطيني فنحن تعودنا عليه الصاق التهم جزافا ضد أي إنسان ". [color=red]لأصحاب الضمائر الحية[/color] وأفاد عماد أن محمود هو شقيقه الأصغر لسبعة من الإخوة والأخوات ، وأن اعتقاله ملأ أرجاء منزلهم حزنا وانعكس ذلك على الوضع الصحي لوالديه الكبيرين في السن حيث أصيب والده بأزمة قلبية بعد تجديد اعتقال محمود وكذلك والدته تم نقلها إلى المستشفى كثيرا في الفترات الأخيرة بعد اعتقال محمود. وأشاد بالدور الذي تلعبه مؤسسات حقوقية في النرويج عقب اعتقال محمود حيث دشنت حملة أطلقوا سراح محمود وسلموا السفارة الإسرائيلية في أسلو ورقة احتجاج على اعتقال محمود ، وجاء هذا التضامن النرويجي عقب اعتقاله كونه شارك في دورة كروية على شرف النرويج اسمها الأمن والسلام. وطالب السرسك رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب بالاستقالة عن منصبه إذا لم يستطع تفعيل قضية لاعب فلسطيني مثل محمود يتعرض الآن للموت موجها له القول :" إن لم تكن على قدر المسئولية أمام قضية محمود بتبنيها وإظهارها من خلال الإعلام الدولي واتصالاتك باتحاد كرة القدم فلتقدم استقالتك ". وناشد كل من ادعوا الديمقراطية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية أن ينظروا لقضية محمود ومدى ظلم الاحتلال لأبناء شعبنا الفلسطيني.