27.79°القدس
27.55°رام الله
26.64°الخليل
28.81°غزة
27.79° القدس
رام الله27.55°
الخليل26.64°
غزة28.81°
الإثنين 09 يونيو 2025
4.72جنيه إسترليني
4.94دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.99يورو
3.5دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.72
دينار أردني4.94
جنيه مصري0.07
يورو3.99
دولار أمريكي3.5

تقرير "فلسطين الآن"

بالصور: نفق الموت على مداخل قرى غرب القدس

نفق الموت على مداخل قرى غرب القدس
نفق الموت على مداخل قرى غرب القدس
القدس المحتلّة - مراسلنا

عبر بوابة واحدة يمر ما لايقل عن 70 ألف فلسطيني من أهالي قرى غرب القدس الواقعة قبل الجدار، ليست بوابة حديدية ولا باب لحارة بل هو مدخل نفق شَقهٌ الاحتلال في العام 2003 عندما استبدل الطريق الرئيس لهذه القرى بنفق ضيق، حتى تمر من فوقه جيبات عسكرية  مرتين أو ثلاث يوميا، فيما يمر من هذا النفق المئات في كل ساعة، ومع كل ساعة  تمر يتعرض الفلسطينيون لخطر الحوادث التي قد تنجم عن التصميم الهندسي السيء لهذا النفق.

الأربعيني إسماعيل المزرعاوي، يتنقل منذ أربع سنوات في أقبية المشافي بعد حادث سير تعرض له هو وأخوه نور بسبب هذا النفق، توفي نور، وكسرت يد إسماعيل وقدمه، فاستبدل الأطباء له العظام بقطع بلاتينية.

"ما إن خرجنا من النفق حتى صادفتنا مركبة قتلت نور، آخر ما أتذكره صوت صراخ نور وهو يحذرني منها ولكن الوقت كان قد فات"، يقول إسماعيل.

تصميم النفق

مدخله مشع ساطع وداخله معتمٌ مظلم، سقفه متقطع الأوصال على طول كيلو ونصف، ومع كل فاصل تشع الشمس في عيون السائق ومن ثم تظلم مرة أخرى، وهنا تكمن المشكلة الكبرى في حال اعتاد المارين على سوء التصميم الهندسي، ففي مثل هذه الأنفاق المتقطعة يجب أن لا تقل المسافة بين كل شق في سقف النفق وآخر عن 170 مترا أفقيا لتحقيق الأمان البصري بين الظلمة والنور، فيصبح الدخول إلى هذا النفق كالمار من دهليز في مدينة ألعاب.

قرية بدّو هي الأقرب لهذا النفق وأشد القرى معاناةً منه، وما أن يسمع أهالي القرية صوت سيارات الإسعاف حتى تبدأ الاتصالات للاطمئنان على أبنائهم، توجه بنا رئيس البلدية سالم أبو عيد إلى هذا النفق، والوقوف على بابه كالمتأرجح على قضبان سكة حديد ينتظر حتفه، صوت المركبات عالية جدا، داخل النفق ظلمة مرعبة، وعلى يمين النفق وميسرته بقايا مركبات تحطمت في حوادث سير سابقة، وكما أفلام الرعب حذاء شاب لا ندري بأي حادث وقع هنا.

مشاكل هندسية واضحة

"في هذا النفق لقي ستة مواطنون مصرعهم، الاحتلال الإسرائيلي شق هذا النفق ليحل مشكلة أمنِه، التصميم الهندسي لم يراع أن هنالك بشرا بهذه الكثافة سيمرون من هنا، وهنالك منعطف ترتطم به كل المركبات والحادث بعده محتم. صوت المركبات بسبب ضيق النفق- وإن كانت سرعة السير عادية- مرعبة وتربك السائق"، يقول رئيس بلدية بدو "أبو عيد".

وأضاف :" مشكلة الإضاءة مشكلة كبيرة يرفض الاحتلال أن نقوم نحن بتصليح الإنارة؛ ولأنها منطقة مصنفة سياسية "ج" فهي تخضع إداريا للاحتلال ومخاوفه أن يقوم أحد بزرع عبوة ناسفة داخل علب هذه المصابيح".

كما يوجد مصارف لتصريف المياه تنخفض عن الشارع ما لا يقل عن 15 سم، ترتطم المركبات بها، وتنحرف عن مسارها فتزداد نسبة الحوادث بسببه. ويمتلىء النفق بالانبعاجات والميول العكسية والطرق غير مستقيمة.

‏ الحادث الأخير كان في بداية شهر نوفمبر بعد أن ارتطمت مركبة بجرار أسفرت عن كسر في ‏ظهر أحد السائقين وشلل تام في جسده، في حين لم يحصَ أحد عدد الإصابات من هذا النوع أو ‏غيره بسبب هذا النفق.‏

معدل الحوادث وصعوبتها‏

وتدوي سيارات الإسعاف ما بين 4-6 مرات أسبوعيا متجهة إلى هذا النفق، يقول أحد سائقي ‏سيارة الإسعاف والتي تبقى متأهبة 24 ساعة؛ لتنقل المصابين إلى مركز الكرمل الطبي، أو ‏إلى أحد مستشفيات رام الله التي تبعد عن هذا النفق ما لا يقل عن 20 دقيقة.‏

‏"أحد المصابين من قرية بيت عنان أصيب بشلل شبه تام بيده اليمنى بعد أن انقلبت المركبة به ‏وبقيت يده تحتها بل وتدحرجت المركبة ويده أسفلها. المخاوف تزداد في فصل الشتاء، فقلة ‏الإنارة وصعوبة الرؤية وعدم وجود يافطات ناهيك عن تجمع المياه والتزحلق زاد عدد الحوادث خلال ‏السنوات الثلاث الماضية وسُجل ما لا يقل عن 800 إصابة حرجة وعدد لم نحصه من الحوادث البسيطة ‏التي لم تستدعِ ذلك".‏

حلول ممكنة

وعلى الرغم من أن الشكاوى التي تقدم منذ نشأة هذا النفق أي منذ ما يزيد عن 13 عاما، ‏والمناشدات المستمرة التي قدمها أبو عيد للارتباط ولكل مسؤول لإعادة تأهيل هذا النفق هندسيا، ‏إلا أنه لا تجاوب يذكر من الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي على حد سواء.‏

وكون هذه المنطقة مصنفة "ج" يصعب تقديم عطاءات إصلاح كما يحدث في كل الطرق أو ‏المشاريع العمرانية، فيما يحاول أهالي القرية الحصول على تنسيق لإجراء بعص التصليحات أو ‏على الأقل تنظيفه من متبقيات الحوادث وآثارها والتي لا بد أن تحدث سرا. فخطورة هذا النفق ‏تقتضي وقف السير فيه لمدة معينة حتى يتمكن العاملون من التنظيف بأمان.‏

أما عن الحلول الهندسية المقترحة للتقليل من عدد الحوادث لا بد من التفكير بها، فالحل الأمثل ‏هو إزالة النفق وإعادة بنائه من جديد في حال أردنا الرضا بالقليل يقول مهندس البلدية أسامة ‏منصور.‏

ويضيف منصور :" ثلاثة حلول ممكنة وهي تركيب خط إنارة وتعديل مسار المناهل وإعادة تعبيد ‏الشارع، وكل هذه الحلول فقط للتقليل لا الحل النهائي، هذا ليس نفقا هندسيا هو طريق وشق ‏ليسير به المواطن".‏

المخاطر القادمة‏

وأشار منصور وأبو عيد إلى ضرورة التنبيه السريع، ففي موسم الزيتون الماضي تمكن أهالي ‏القرية من المشي على هذا النفق عند حصولهم على تصريح لقطف الزيتون الذي صادره ‏الاحتلال، حيث ظهر شقا في الشارع الذي يحيط بالنفق بسبب الضغط، الأمر الذي ينبأ باحتمالية أن ‏ينهال النفق تماما مع تسربات المياه في الشتاء.‏

‏ فيما تزداد المخاوف لدى سكان هذه القرى في الشتاء الذي دق الأبواب من امتلاء هذا النفق ‏بالمياه، فالمصارف الموضوعة والتي ساهمت في ارتفاع عدد الضحايا لا تعمل كما يجب فيمتلئ ‏النفق بالمياه شتاءً لحد يصل إلى إغلاقه أمام السكان، فتغلق عليهم بوابة الخروج من هذه القرى ‏إلى أي مكان دون قدرة أحد على المساندة بسبب تصنيف هذه المنطقة سياسياً بالمنطقة "ج".

س سسس