بملابس قديمة مهترئة، وبمنزل مستأجر لا تزيد مساحته عن 70 مترا، وبسقف من الزينكو ترى من بين ألواحه أشعة الشمس، بمنزل يخلو من أي جهاز كهربائي، تعيش أسرة فلسطينية احتضنهم الفقر، وأرهقهم ضيق الحال، وأتعبهم غدر الزمان، فساروا في هذه الدنيا من الفقراء الذين تحسبهم أغنياء من التعفف.

تجولت عدسة فلسطين الآن في منزل المواطنة أم أحمد بقرية الزوايدة وسط قطاع غزة، حيث اصطدم مراسل فلسطين الآن بالمحافظة الوسطى بالحال التي وصلت إليه العائلة، فقر في كل مكان، وضيق حال لف المنزل، وقلة طعام، وأطفال تخلى والدهم عنهم فكان خالهم بمثابة الوالد مكانيا، لكن لا يملك لهم سوى قلبه الكبير بحبهم، الصغير أمام توفير متطلبات حياتهم اليومية.

هجرهم الأب وغزا الطلاق بناتهم

تخلى زوج الحاجة أم أحمد عن أسرته منذ ما يزيد عن العشرين عاما، حيث ألقى عن كاهله مسئوليتهم، واتخذ لنفسه منحى جديدا في حياته، خرج من غزة باتجاه الضفة الغربية قبل ثلاثة أعوام، ترك خلفه أربع  بنات وولدين، دون أن يسأل عنهم أو يتكفل بمصاريفهم.

زوجت أم أحمد بناتها الأربعة وحيدة دون سند ومعاونة زوجها المستهتر بأبسط حقوقه كأب، غيره أنه قبل عامين حدثت مشاكل بين ابنتها الصغيرة وزوجها مما أدى إلى طلاقها.

ولم تتوقف مصائب أم أحمد على هجر زوجها لها وطلاق ابنتها الصغيرة، بل ازدادت بطلاق ابنتها الثانية، حيث تخلى زوج ابنتها عنها وفي بطنها جنين، وعلى يديها ابنتين، فوضعت ابنتها صغيرها بهاء الذي يبلغ من العمر الآن 11 شهرا، إضافة إلى تكفلها برعاية ابنتها أمل أربع سنوات، وابنتها يارا عامين.

لم يشاهد طليق أم بهاء أولادها منذ ما يزيد عن العام، علاوة على أنه تبع حماه واتخذ منه قدوة، فتخلى عن عائلته بشكل كامل، حيث حصلت طليقته على حكم بكفالة 25دينار أردني لكل طفل، غير أنه يتهرب من الشرطة ولم يقدم أي دينار لفلذات أكباده.

وتحتاج أم بهاء شهريا إلى ما يزيد عن أربعة باكيتات بامبرز لابنها بهاء وابنتها يارا، علاوة على احتياجهم لحليب وطعام للأطفال، في ظل تزايد مصاريفهم يوما بعد يوم، حيث أن العائلة لا تحصل على كابونة من الوكالة، كما قامت الوكالة بقطع مستحقات الشؤون عن العائلة قبل ما يزيد عن العامين بعد سفر أم أحمد لإجراء عملية قلب مفتوح بالضفة المحتلة، وهو ما اعتبرته الوكالة تواصل جديد مع الزوج، فحرمتهم من الشؤون والمؤن في ظل تزايد فقرهم إلى الأسوأ.

وبين حلم أم بهاء بإكمال دراستها الجامعية تخصص دبلوم تمريض بجامعة الأزهر، حيث متبقي لها 17 ساعة، ولم تستطع إكمالها منذ ما يزيد عن أربعة أعوام، فقامت بتأجيل دراستها إلى حين ميسرة، وبين الواقع الذي حطمت طموحها، وعمقت جراحها.

لا يوجد أجهزة كهربائية

يصعب أن تدخل منزل فلا تجد فيه أي جهاز كهربائي، حيث لا يوجد لدى الحاجة أم أحمد ثلاجة ولا غسالة ولا تلفزيون ولا أطمر أو قيزر للاستحمام، ولا أي جهاز كهربائي يساعدهم في تلبية متطلبات حياتهم اليومية.

في حر الصيف تفقد العائلة حلاوة الماء البارد، وفي برد الشتاء تعاني العائلة برد الماء البارد في غسل الملابس على أيديهم، علاوة على صعوبة الاستحمام لعدم توفر قيزر أو أطمر يساهم في تحسين سخون الماء كما باقي الناس.

وتتخذ عائلة أم أحمد من كشاف الجوال النوكيا إضاءة في أوقات انقطاع الكهرباء وما أكثرها، حيث لا يوجد لديها شبكة ليدات، ولا فرن، ولا حصر أو فرشات تتناسب مع إنسياتهم، حيث أعربت العائلة عن تقبلها لأي مساعدة سواء كانت عينية أم نقدية، في محاولة منها لتقديم كل ما تستطيع لبنات ابنتها المطلقة قبيل فصل الشتاء.

وتحتاج العائلة إلى العديد من الاحتياجات الإنسانية المستعجلة أهمها:

1-ملابس وفرشات وحرامات.

2-شبكة إنارة بديلة آمنة "ليدات".

3-نايلون لتغطية زينكو المنزل الصغير ليقيهم من المطر.

4- مساعدة مالية أو مشروع صغير لابنهم.

لمساعدة العائلة التواصل على جوال 0599810200