دخل الأسرى الفلسطينيون يومهم السابع عشر في إضراب الكرامة عن الطعام، والذي خاضوه لانتزاع حقوقهم المشروعة من أنياب إدارة السجن الصهيونية. وفي تطورات اليوم السابع عشر لإضراب الأسرى، قامت مصلحة السجون الصهيونية بحملة تنقلات كبيرة بحق الأسرى في سجني شطه وجلبوع, وتم توزيع جميع أسرى سجن ايشل السبعة المضربون عن الطعام على السجون. وأوضح فؤاد الخفش مدير مركز "أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان" أن مصلحة السجون فرضت غرامات مالية على الأسرى المضربين وصلت إلى170 شيكل على كل أسير مضرب عن الطعام, إلى جانب الحرمان من الزيارة لمدة شهر, والحرمان من إرسال رسائل للأهل لمدة شهر. وأضاف أن إدارة السجون حاولت إجبار الأسرى المضربين عن الطعام الوقوف على العدد بالقوة حيت أحضرت قوات خاصة لإجبار الأسرى على الوقوف, لكنهم أصروا على موقفهم فما كان من الإدارة سوى التراجع عن استخدام القوة مع المضربين خوفاً من حدوث مواجهة حتمية . [title]أسلوب جديد[/title] وذكر "أحرار" أن مصلحة السجون رفضت تقديم العلاج لمجموعة من الأسرى المرضى المضربين عن الطعام قبل تناول وجبة طعام تكون محضره في العيادة, الأمر الذي رفضه الأسرى ورفضوا أن يكون العلاج مقابل فك الإضراب . واستخدمت مصلحة السجون الصهيونية أسلوباً جديداً تمثل في وضع طعام للأسرى المضربين داخل الزنازين التي يتم إدخال الأسرى لهم ليقوم الأسير بتناول هذه الوجبات, الأمر الذي رفضه الأسرى وقاموا بإخراج الطعام من داخل الزنازين. وناشد الخفش وسائل الإعلام تجنيد كل طاقاتها وإمكاناتها من أجل فضح ممارسات الكيان الصهيوني بحق الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال منذ 17 يوم على التوالي. وفي سياق متصل انضم120 أسيراً فلسطينياً في سجن عوفر للإضراب المفتوح عن الطعام صبيحة الخميس 3/5/2012م، وتم عزلهم إلى قسم 16 في ذات السجن القريب من مدينة رام الله . وقال الخفش إن اتفاقا وطنيا تم ما بين الفصائل الفلسطينية يقضي بدخول ال120 أسير للإضراب المفتوح عن الطعام، 50 أسير من حماس، و40 أسير من الجبهة الشعبية، و30 أسير من حركة فتح . [title]كلاب وتفتيش[/title] وأضاف الخفش أن السجون سحبت جميع حاجيات المضربين ولم تبقِ لهم شيئاً سوى لباس واحد, وتم تفتيشهم بشكل دقيق وأخذ الملح الموجود معهم وسحب جميع الأجهزة الكهربائية, ومنع التلفاز والراديو وجميع وسائل الاتصال مع العالم الخارجي . وفي السياق ذاته ذكر مدير مركز أحرار أن إدارة السجون أقدمت على إدخال الكلاب على الأسرى المضربين من أجل تفتيشهم والعبث بمحتوياتهم, حيث أفاد الأسرى للمركز الحقوقي أحرار أن التفتيشات تحدث بشكل يومي وبشكل استفزازي وفي جميع أوقات النهار, وأن مصلحة السجون تريد استفزاز الأسرى المضربين . وأوضح الخفش أن رقعة الإضراب تتسع يوما بعد يوم, وإصرار الحركة الأسيرة على مواصلة الإضراب مستمر, حتى تلتزم مصلحة السجون بجميع مطالبهم واسترداد حقوقهم. وفي سياق متصل، تسود عائلات الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، حالة من الحراك والتفكير الجاد لنصرة الأسرى. [title]تضامن العائلات[/title] وقالت زوجة القيادي عباس السيد (أم عبدالله): "لن تصمت عائلات الأسرى على عذاباتهم، وهم يواصلون إضرابهم عن الطعام، وستكون الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، وأولها إعلان الإضراب داخل خيم الاعتصام، بشكل متواصل، حتى لو أدى الأمر إلى خطر شديد على عائلات الأسرى". وأضافت: "ننتظر عدة أيام حتى نعلم رد مصلحة السجون على مطالب الأسرى العادلة، ومنها قضية المعزولين، وعائلات الأسرى قررت أخذ المبادرة في نصرة الأسرى، نتيجة ضعف التحرك الرسمي، الذي لم يرق للمستوى المطلوب". وأوضحت "أم عبدالله" أن الحركة الأسيرة تعد بالآلاف، وهي عبارة عن جيش متكامل، مشيرة إلى أن التحرك من أجلهم خجول، بالرغم من تزايد عدد المتضامنين مع الأسرى في خيام الاعتصام. وأشارت "أم عبدالله" إلى أن عائلات الأسرى تعيش حالة من الإضراب على شكل صيام وامتناع عن شرب العصائر، والاقتصار على شرب المياه، مضيفة: "فالأكل لا يحلو في أفواههم تضامنا مع أسراهم". ويستمر الأسرى في خوض معركة الأمعاء الخاوية من أجل انتزاع حقوقهم من مصلحة السجون الصهيونية، مؤكدين أن لا تراجع ولا استسلام فإما تحقيق كامل للمطالب، وإما شهادة يكونوا فيها أعزاء.