تواصل أجهزة السلطة، حملتها المسعورة في انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني، في غياب واضح لمؤسسات المراقبة والمحاسبة، سيما التسهيلات الكبيرة المقدمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي متجاوزة بأعمالها كل الخطوط الحمر في التضييق على المواطنين ومنعهم من القيام بحقوقهم وإبداء آرائهم في الشؤون الدينية والحزبية.
حيث أقدم جهاز الوقائي، على إغلاق مسجد الظاهرية الكبير وسط البلد غرب الخليل بالجنازير وإقفال الحديد بحجة استخدام خطب الجمعة للتطاول على المقامات العليا والتشهير بالسلطة، ومنعت إقامة صلاة الجمعة، بيد أن المواطنين أقاموا الصلاة دون خطبة ورفع للآذان.
إغلاق المسجد
وبدأت الحكاية، عند التاسعة من صباح يوم الجمعة الماضي، حيث أقدمت قوة مكونة من سيارات تابعة لوقائي الخليل مدعومة بالشرطة العسكرية والأمن الوطني، على محاصرة المسجد وسط البلد، ودخول عدد من العناصر للمسجد برفقة أحد الضباط .
وحاول بعض الشباب التقدم لمعرفة الأسباب، إلا أن الأجهزة هددت بإطلاق النار عليهم، ومنعتهم من الاقتراب، سيما أن العناصر كانوا يحيطون بالمسجد بشكل كبير.
ونوه "ش.ش" وهو أحد رواد المسجد، إن أجهزة الأمن نشرت قواتها على امتداد الشارع الرئيس، واستمرت على هذا النحو، إلى أن تمت المغادرة من المكان تاركين ورائهم حجرة الأذان والسماعات للمسجد مغلقة بالسلاسل والأقفال، مؤكدا على عدم اعتقال أي من الرواد أو الشبان الذين تقدموا صوب المسجد .
تكميم الأفواه
بدوره أدان حزب التحرير في فلسطين خطوة أجهزة السلطة في إغلاق المسجد واعتبرها سياسة خسيسة في تكميم الأفواه، مبيناً أن خطوات الحزب لن تتوقف بمجرد إغلاق حجرة السماعات .
ولفت أبو الأثير، وهو أحد أعضاء حزب التحرير في فلسطين بمنطقة الظاهرية، وممن كانت لهم بصمات اللقاءات في المسجد، إن السلطة تقوم بمنع الحزب من القيام بلقاءات وندوات في كل مدن وبلدات الخليل؛ لأن الحزب لا يهاب من قول كلمة الحقيقة في انتقاد سياسة السلطة بشكل جريء ولاذع حسب تعبيره .
وأدان الحزب على لسان أبو الأثير إغلاق المسجد، داعيا إلى تقديم من قاموا بإغلاق المسجد أمام الحزب والمصلين وخصوصا يوم الجمعة إلى العدالة والقضاء النزيه من أجل محاسبتهم.
وكانت أجهزة السلطة بدأت خميس الأسبوع الماضي، حملة أمنية في محافظة الخليل لملاحقة من وصفتهم بـ "المتطاولين على هيبة السلطة" حيث تم استدعاء العشرات منهم واعتقال آخرين، وتم الإفراج عنهم بعد حين .
السلطة محنة
على ذي صلة، اعتبر الدكتور مصطفى الشنار المحاضر في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، الاعتقالات والملاحقات التي تقوم بها الضفة لوأد حرية الرأي وتكميم الأفواه محن اعتاد عليها أبناء الشعب الفلسطيني منذ قدوم السلطة.
وأوضح الشنار في تدوينة له على صفحته على "الفيس بوك"، إن ممارسات السلطة القمعية العنجهية ضد النشطاء الفلسطينيين والأحزاب الفلسطينية التي تقيم ندواتها في المساجد، لن تقوم بحل تناقضات السلطة الداخلية، بل لن توفر استقراراً وسلماً أهلياً ونسيجاً اجتماعياً متماسكاً لأبناء الشعب الفلسطيني .
وكانت قوة كبيرة من عناصر أجهزة السلة داهمت الجمعة الماضي بلدة الظاهرية غرب الخليل، وحاصرت المسجد الكبير فيها وأغلقته في وجه المصلين ومنعتهم من إقامة صلاة الجمعة.
وتتهم الفصائل الفلسطينية أجهزة السلطة بالتعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي والمساهمة في كشف أي تجمع حزبي يميل للإسلامية، وتزج بالكوادر والنشطاء في سجونها وتكمم الأفواه.