ضمن مبادرات شبابية عفوية، وتحت شعار "دعم انتفاضة القدس بالحفاظ على أرواح وصحة شبابنا" نظم شباب مخيم البريج وسط قطاع غزة مبادرة شبابية للحد من ظاهرة وصول الشبان والفتية إلى مناطق التماس مع الاحتلال شرق المخيم.
أخذ الشاب حسام العايدي من سكان مخيم البريج على عاتقه إيجاد حراك شبابي لمنع الفتية والشباب من الوصول إلى نقاط التماس شرق البريج، وذلك بعد استشهاد الشاب محمد أبو سعدة برصاص قناص إسرائيلي بالصدر.
وشدد العايدي على أن دعم انتفاضة القدس لا يكون بالذهاب إلى نقاط التماس المعدومة أمنيا، وإلقاء النفس إلى التهلكة دون الإثخان بالعدو، مشيرا إلى أن دعم انتفاضة القدس يكون بالفعالية الشعبية ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي توصل صوت أهل غزة للعالم، وتؤكد على وحدة الضفة وغزة في مواجهة الاحتلال.
خطوات على أرض الواقع
تجمع عشرات الشباب المنتمين للمبادرة على الشوارع التي يسلكها المتظاهرون للوصول إلى نقاط المواجهة شرق مخيم البريج كل يوم جمعة، حيث تجمع الشباب من بعد صلاة الجمعة إلى غروب الشمس، ونجح المتطوعون في منع المتظاهرين وتوعيتهم بمخاطر العمل المقدمون عليه.
وأوضح أحمد المقادمة أحد المشاركين بالمبادرة أن مجمل الأوضاع شرق مخيم البريج في عصر يوم الجمعة خالية من المتظاهرين.
وتابع المقادمة :"المبادرة الشبابية أخدت على عاتقها منع الشبان الذين يتوجهون كل جمعة لمواجهة العدو بالحجارة، وقامت بالفعل بمنعهم من التوجه إلى السلك الزائل، منعا من التصادم الذي لا فائدة منه مع العدو، حيت تجمع الشبان في منطقة آمنة، وبالنسبة لتحركات العدو كانت غريبة على غير المعتاد، حيث عدد من الدبابات والجيبات العسكرية كانت تحوم بالمكان وتحركات غريبة لجيش الاحتلال".
وفي ذات السياق ثمنت المواطنة آمال الكرنز جهود المبادرة الشبابية في الحفاظ على الشباب، وادخارهم لمرحلة يؤلمون فيها الاحتلال بشيء أكبر من الحجارة، قائلة :"من زمان يجب أن تنفذ الخطة هذه، وأتمنى من جميع الأهالي ضبط أبنائهم، وادخارهم لما هو أهم".
تصحيح البوصلة نحو القدس
أوضح المواطن عماد أبو حسنة على أن إلقاء الحجارة على قوات الاحتلال في بعض مناطق التماس بقطاع غزة لا يقدم للقضية الفلسطينية سوى مزيد من الآلام والأوجاع لعوائل الشهداء والمصابين والأسرى.
وأضاف أبو حسنة :"من كان يحب الله و رسوله فليحقن دماء أبنائنا و يمنعهم من الذهاب إلى شرق مخيم البريج، لأن في ذهابهم ضرر أكثر من المنفعة، والمعادلة بغزة تختلف عن الداخل المحتل".
وفي ذات السياق قام فريق مخيم البريج موحد بتوعية الشباب والفتية بمخاطر المواجهة مع الاحتلال بالحجارة، من خلال مناشدتهم والتي تضمنت :" إلي شبابنا نناشدكم ونتمنى عليكم عدم الذهاب إلى السلك الحدودي شرق مخيم البريج، لأن هذا يدفع بكم إلى الهلاك دون تحقيق خسائر في صفوف العدو الإسرائيلي، لذلك نتمنى منكم أن تفكروا في أمهاتكم وأحبابكم وأن ﻻ تجعلوا فلسطين تفقد ابن من أبنائها بلا فائدة".
وتابع الفريق :"إن الوطن يستحق منا بذل الغالي والنفيس، غير أن المواجهة من هذا المكان ﻻ تسمن وﻻ تغني من جوع، ولم يتم خدش جندي إسرائيلي واحد فيها، وبالمقابل لدينا عدد من الشهداء ومئات الجرحى، حيث أن الطبيعة الجغرافية لدينا تختلف عن القدس والضفة، لذلك نرجوكم بعدم الذهاب إلى الحدود وتوجيه طاقتكم نحو مستقبل يليق بوطنكم".
واستشهد الفتى عبد الرحمن الدباغ "16عاما" خلال شهر سبتمبر المنصرم، والشاب محمد أبو سعدة "26عاما" برصاص الاحتلال خلال المواجهات مع الاحتلال على الحدود الشرقية لمخيم البريج عصر كل جمعة.
