اليوم الخميس الثالث من مايو الذكرى السادسة لصحيفة فلسطين، كيف يمر دون أن اكتب فيه هذا العام، فهذه الصحيفة التي ولدت تسير على الأقدام منذ اليوم الأول لصدورها وجدت من أجل أن تبقى حارسة للحقيقية كما بدأت منذ انطلاقتها الأولى. وعلى الرغم من أنني تركت العمل في الصحيفة منذ سنوات ثلاث وتوقفت عن الكتابة فيها لأسباب لا داعي الآن لذكرها، إلا أنني اشعر بنقص ما لو مر يوم ولم أشاهد الصحيفة الورقية وليس الالكترونية رغم كوم الملاحظات الإدارية والتحريرية التي احتفظ بها لنفسي. إلا أنني وجدت أن من الضروري جدا أن اكتب في يوم ميلاد شهدته ومن قبل الميلاد حلمت به وتمنيت أن يكون واقعا ملموسا وسعيت وفريق من الإخوة اختلف واتفق معهم على تحقيق هذا الحلم وذهبت بعيدا كي أرى لحظة الميلاد وكان بفضل الله وفريق عمل لم يبخل ليل نهار وبذل جهدا خياليا كي تصدر الصحيفة وحرصنا من يومها الأول أن تكون يومية تحت كل الظروف والأحوال، ففي تلك الفترة كان فريق العمل مؤمنا بالفكرة مقاتلا كي ترى النور متجانسا منتميا يحمل روحا قتالية، كيف لا وهو فريق كان يحلم مثلنا تماما أن يرى صحيفة يومية تصدر في قطاع غزة. لن أدع هذا اليوم دون أن اكتب احتفاء بميلاد فلسطين الصحيفة وحبا لها، والواحد منا يمر كثيرا على أمور يعشقها وينهي عشقها فيها بعد فترة من الزمن، أما فلسطين فعشقها لا ينتهي صحيفة ووطن ولا أبالغ إن قلت أن فلسطين هي المعشوقة التي أحببتها ولن أتخلى عن عشقها مهما قسا القساة فلن يبعدوني عنها فهي في الفؤاد وكما يقول الشاعر الكبير أبا تمام : نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتي ... وحنينه أبدا لأول منزل فقد عملت في مسيرة حياتي الصحفية مع العشرات من الوسائل الإعلامية؛ ولكن لم اشعر بالانتماء لأي منها حتى كانت فلسطين المنزل الذي شيدته وألفته ولا زلت اعشقه ولا زلت انتمي إليه وأخاف عليه وأرقبه من بعيد آملا أن تبقى صحيفة فلسطين صرحا شامخا عاليا متقدما واضعا أسس العمل الإعلامي المهني الموضوعي، ولن أقول الحيادي لأن الحيادية ضرب من الخيال لا وجود لها في عالم الإعلام والصحافة. فلسطين لك مني التحية، فلسطين التحية لرجالك العاملين فيك من شباب حملوا الأمانة ولن أنسى ذلك الرجل الذي قدم الكثير وسهر الليالي الطوال وكان كتفا بكتف معي ومع كل أصحاب المشروع فحقا له أن اذكره في هذا اليوم ألا وهو أول مدير تحرير للصحيفة ياسر البنا ذاك الهمام الذي ما بخل يوما على هذه الصحيفة بل لا أبالغ إن قلت أنه كان أكثر حبا مني ومن كل أولئك عشقوا فلسطين حبا حقيقيا أو حبا مصلحيا. سأرسل ما اكتب إلى صحيفة فلسطين وإن كنت توقفت عن الكتابة فيها كما أسلفت؛ لأن هذا اليوم العظيم اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي انطلقت فيه الصحيفة يجب أن لا يمر دون أن اسطر هذه الكلمات وخير مكان للنشر هي صحيفة فلسطين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.