بعلامات النصر والبهجة استقبلنا رئيس بلدية قرية سلواد عبد الرحمن مصلح بعد أن تمكن من الحصول على أوراق تثبت ملكية34 قطعة أرض تفع شرقي القرية كان الاحتلال قد سلمهم ورقة تهددهم بمصادرتها إن لم يحضروا إثباتا لملكيتها.
و تفوق مساحة الأراضي المراد مصادرتها ال600 دونم زراعي، وخلال ساعات تمكن مصلح وأهالي قرية سلواد إحضار كل الأوراق القانونية التي ادعى الاحتلال أنها متروكة من أصحابها، وأن الأراضي في الحوضين 20، و21 أملاك لغائبين ولا تستخدم.
وتتعرض هذه الأراضي منذ شهرين إلى خطر المصادرة بعد أن تمكن أهالي القرية من الفوز بمحكمة تقضي بازالة بؤرة "عمونا" الاستيطانية المقامة على أراض لا تبعد سوى مئات الامتار عن مستوطنة عوفرا المقامة على أراضي قرية سلواد أيضا، حيث زادت مساحة الأراضي المصادرة من القرية عن الـ 3000 دونم زراعي.
"وصلنا بلاغ منذ الصباح من الارتباط العسكري بنيتهم مصادرة هذه الأراضي، بدأنا تحركات قانونية للحصول على أوراق ثبوتية حيث أعطى الاحتلال مهلة شهر للحصول على الأوراق الثبوتية ولكننا تمكنا من إحضار هذه الأوراق خلال أقل من 8ساعات"، يقول رئيس البدية مصلح.
معركتنا مستمرة
ويضيف مصلح: "معركتنا معهم مستمرة، نحن متأكدون بأن هذا التبليغ أتانا رداً على فوزنا قانونياً بإزالة عمونا، وأنهم يريدون بديلاً عن الأراضي التي سبق وأخذوها لصالح هذه البؤرة، والتي أن بقيت ستتمدد وستصادر كافة الأراضي التي تحيط بها مما يهدد الجبل بأكمله للمصادرة".
العمل داخل مقر البلدية كان أشبه بخلية نحل، والاتصالات على أصحاب الأراضي من المسافرين كان على قدم وساق، واستُدعي أصحاب هذه الأراضي لمنع مصادرتها ولإثبات حقوقهم من الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، بالإضافة إلى من تواجد من أصحابها داخل القرية.
"رأت ابنتي الإعلان على الانترنت الذي يفيد باحتمالية مصادر قطعة أرض لي في هذا الحوض، أتيت منذ الصباح إلى مقر البلدية لاثبات حقي فيها وللعمل على منع مصادرتها مع العالمين في البلدية"، يقول أبو فراس وهو أحد سكان القرية، فيما من المُتوقع وصول المتبقي من أصحاب هذه الأراضي من الخارج خلال الأيام القليلة القادمة.
سكرتير البلدية فَرَغ أسماء أصحاب الأراضي على ورقة، ضل عن بعض الأسماء الذين هاجروا منذ زمن وتوفوا خارج البلاد، إضافة إلى أسماء الإناث الذين توفوا منذ زمن دون أن يكون لهم وريث مباشر كإبن أو أخت أو زوجة، وبدأ بالاتصال على أقرب وريث لهذه الأراضي واستدعاهم لإثبات حقهم.
وتوالى حضور أهالي القرية إلى مقر البلدية واحداً تلو الآخر دون توقف، وتوالت المقابلات مع وسائل الاعلام وكل ما تمكن العاملون في البلدية من نشره للإعلانات توصلهم إلى أسماء أصحاب الأراضي مع ساعات قُبيل العصر.
أوراقنا قانونية
محامي البلدية محمد شقير عمل مع القضاة الشرعيين دون توقف، ونوه أن الأوراق التي يجب توفرها للوقوف أمام محكمة الاحتلال العليا أصبحت بحوزتهم، ويقول: "هي محاولة واضحة للالتفاف على القانون، بعد صدور قرار استرجاع الأراضي المصادرة والتي يفترض أن تُخلى في الـ25 من الشهر الجاري، الاحتلال وجد ضالته في هذا الحوض الملاصق للأراضي المصادرة، ولكن الأوراق القانونية التي بحوزتنا ستمنع هذا تماماً".
ويضيف شقير: "نحن على أُهبة الاستعداد لتحقيق منع المصادرة قانونياً، الكوشان وحصر الإرث كافية جداً لإثبات حق أراضي قرية سلواد بهذه الأرض".
ويمنع الوصول إلى هذه الأراضي منذ سنوات لتحقيق السياج الأمني الذي يقضي بمنع وصول الفلسطينيين إلى هذه الأرض منذ سنوات، فقبل عشر سنوات حاولت كل من الشهيدتين فاطمة عياد وعزيزة عيسى من الوصول إلى أرضهم لإعمارها ولكن رصاص أمن مستوطنة عوفرا باغتهم وأرداهم على الفور، فبقيت الأراضي متروكة قصراً منذ ما يزيد عن العشر سنوات الماضية.
الماراثون القانوني الذي يخوضه أهالي القرية أوشك على الانتهاء، فالحصول على هذه الأوراق الثبوتية بأحقية سكان سلواد بهذه الأراضي قطعت أكثر من نصف المسافة، ودعى مصلح أهالي القرية التوجه إلى أراضيهم في ال25 من الشهر الجاري على الرغم من محاولات الاحتلال، لإعادة استصلاح الأراضي المقامة عليها بؤرة عمونا الاحتلالية.
