حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المواطنين على تحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية إلى الليرة التركية أو الذهب، "لإفشال مؤامرات بعض الأطراف".
وقال أردوغان لدى افتتاحه مركزا تجاريا وسط مدينة إسطنبول أمس السبت إن المتآمرين يحاولون تخريب الاقتصاد عن طريق المضاربة في سوق الأسهم وسوق العملة وأسعار الفائدة، بعدما فشلوا في انقلابهم في يوليو/تموز الماضي.
وخاطب الأتراك قائلا "لا تقلقوا أبدا، فنحن نستطيع إفشال هذه المؤامرات خلال فترة وجيزة، لأن تلك الأطراف مارست الشيء ذاته في 2007-2008، وقلت حينها إننا سنتجاوز ذلك بأقل الخسائر، واليوم أكرر ذلك مجددا".
وأكد الرئيس التركي أنه اقترح على كل من روسيا والصين وإيران التعامل بالعملات المحلية بدلا من الدولار أو اليورو، وأشار إلى أن المقترح لاقى ردا إيجابيا من قبل المسؤولين في هذه البلدان.
أصول البورصة
وأعلنت بورصة إسطنبول يوم الجمعة أنها قررت تحويل جميع أصولها النقدية إلى الليرة التركية استجابة لنداء أردوغان.
وقد هبطت الليرة التركية إلى مستويات قياسية في الأيام الأخيرة، وهو ما يعزوه محللون إلى الصعود القوي للدولار الأميركي بعد انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة، وإلى المخاوف بشأن الأمن في تركيا.
وارتفع الدولار الأميركي أمام شتى العملات، بسبب توقعات بزيادة الإنفاق الأميركي تحت قيادة ترمب وما يترتب على ذلك من ارتفاع التضخم وتوجه البنك المركزي الأميركي لرفع أسعار الفائدة.
وبلغ سعر الدولار أكثر من 3.5 ليرات بنهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي في تركيا، وأعلنت الحكومة التركية مؤخرا أنها ستنفذ خططا للحفاظ على جاذبية الليرة لدى المستثمرين، وأنها ستعمل على تسهيل التجارة والمدفوعات بهذه العملة.
وفي سياق متصل، جدد الرئيس التركي انتقاده لارتفاع أسعار الفائدة في بلاده، وقال "علينا أن نجد حلا لمشكلة نظام الفوائد، وأنا أدرك أني وحيد في هذا المجال، لكني عازم على مواصلة كفاحي".
وأضاف "أرى نظام الفوائد أداة استغلال لدى المنطق الإمبريالي، وأداة لتضييق الخناق على المستثمرين"، وأوضح أن "العاملين في قطاع التمويل مرتاحون، لأنهم يضمنون أرباحهم، لكن المستثمر الحقيقي يعاني من ظروف صعبة".