خمسة أشهر من العمل المتواصل لمشروع "لهن وبهن- تثمر المشاركة ويكون التغيير" حملت كثيرا من التميز والإبداع للرقي بالمرأة الفلسطينية؛ لتكون مثلها مثل نساء العالم كاملة الحقوق، الذي تنفذه جمعية "مركز حواء للثقافة والفنون" بالتعاون مع لجنة الانتخابات المركزية ضمن مشروع (الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني)، الممول من الاتحاد الأوروبي.
رئيسة الجمعية غادة عبد الهادي، أشارت إلى أهمية مشروع "لهن وبهن" في تعزيز مكانة المرأة الفلسطينية ومشاركتها في الحياة العامة في إطار الحكم واللبنة المؤسساتية.
وتقول عبد الهادي: "لقد جاء هذا المشروع ليسلط الضوء على جوانب هامة وحساسة تتعلق بمشاركة المرأة الفلسطينية في القيام بواجبها في العملية الانتخابية تصويتا وترشيحا؛ لتشارك في صنع التغيير للأفضل، وتضيف ذلك إلى إنجازاتها الوطنية الرائدة في خدمة أبناء شعبها إنجازا سياسيا يبنى على الإنجازات النضالية ويراكم عليها بما يحقق مجد ورفعة شعبنا الفلسطيني".
وأضافت "إيمانا منا في هذا الدور الرائد لنساء فلسطين الرائدات، وإدراكا منا لأهمية مشاركتهن الفاعلة في رسم مستقبل هذا الوطن، كان تنفيذ هذا المشروع وسنستمر بعده كما كانت رسالتنا من قبل، العمل بجد وفعالية على تفعيل دور المرأة الفلسطينية والعمل بجد وإخلاص على تمكين المرأة لتتبوء دورها الذي تستحق".
الخطاب الديني
منسقة المشروع مادلين زايد، أوضحت أن الهدف العام له، زيادة مشاركة المرأة في الحياة العامة من خلال تقليل البيئة المناهضة لمشاركتها في الخطاب الديني؛ والأهداف الفرعية التي تتلخص في الوصول إلى حوار مدني فعال وخطاب ديني متسامح تجاه قضايا المرأة، بالتشارك بين طرفي العلاقة وهما الفاعلات النسويات ورجال الدين في المؤسسات الدينية الرسمية الإسلامية والمسيحية.
وتابعت "كما نسعى لزيادة المشاركة السياسية للمرأة في فلسطين من خلال خلق حراك داعم لمشاركة فاعلة للمرأة سياسيا في بيئة عمل وزارة الأوقاف، ورفع القدرة على التشبيك بين المؤسسات النسوية ولجنة الانتخابات من أجل تفعيل مشاركة المرأة في الانتخابات، لا سيما في المناطق الريفية".
ومن المهم -وفق القائمين على المشروع- "زيادة مستويات الضغط والتأييد المجتمعي على السلطات التنفيذية (الحكومة) لتغيير السياسات والقرارات التي تتعارض مع روح ونصوص الاتفاقيات والقرارات والمعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق المرأة، ووقف الممارسات السلبية لبعض القيادات الدينية تجاه قضايا المرأة".
وأشارت زايد إلى أن الفئة التي يستهدفها المشروع هي القيادات والناشطات من المنتسبات للمؤسسات النسوية القاعدية في مناطق شمال الضفة الغربية، ومن أجل ذلك "تم تنفيذ أنشطة متنوعة من ورشات عمل وحلقات طاولة مستديرة حوارية ضمت ممثلين من وزارة الأوقاف والمديريات في المناطق المستهدفة وأطر نسوية فاعلة، كما تم تنفيذ عدة جلسات توجيهية لخطباء وأئمة المساجد وذلك لدعم توجيه الخطاب الديني إيجابيا نحو مشاركة المرأة في الحياة السياسية، لا سيما الانتخابات".
مجتمع ذكوري
أما الأمين العام للجنة الانتخابات هشام كحيل، فقال إن "فكرة المشروع جريئة، وطرح موضوع حساس كهذا، يستحق الشكر، خاصة أننا نتحدث عن مشاركة المرأة من ناحية مجتمعية في ظل سيطرة النظرة الذكورية".
وأوضح أن النجاح ليس لجمعية حواء، بل لجميع مؤسسات المجتمع المدني، "فالمرأة عنصر مهم في المجتمع وليس فقط وقت النضال وإنما أيضا في قيادة الهيئات المحلية والمجتمعية".
رجال الدين
من جهته، تحدث مدير أوقاف نابلس سابقا زهير الدبعي "علينا أن نعترف أن هناك تراجعا في معايير التدين ليس فقط فيما يتعلق بمكانة المرأة ودورها بالانتخابات، بل بمكانتها بالمنزل والأسرة وحياتها قبل الانتخابات، كما علينا أن نقر ليس من باب أن نستسلم أو نستمر، وليس أيضا من باب أن نشتم أو نخون، بل أن ندرك القضية ونفهمها، فالدين مشروع حرية وكرامة والله هو من أعطى الحرية والكرامة للناس".
بدوره، ممثل الكنيسة الكاثوليكية الأب يوسف سعادة، أكد أن "الموضوع المطروح في غاية الأهمية خاصة أن المرأة في عالمنا شبه مهمشة للأسف إن كان على المستوى الرسمي أو الشعبي، فيجب أن تعود للمرأة كرامتها ودورها الأساس في المجتمع، فهي الأساس في تربية المجتمع".
وتحدث سعادة عن مكانة المرأة في الكنيسة فقال: "إن آيات في الإنجيل واضحة تماما أن المرأة والرجل متساويان لا يوجد تمييز مطلقا سوى موضوع الامتيازات الخاصة بالمرأة وهي التربية والإنجاب".