23.89°القدس
23.5°رام الله
22.75°الخليل
26.6°غزة
23.89° القدس
رام الله23.5°
الخليل22.75°
غزة26.6°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: فقيد الأمة وإمام المسجد

انتهى إمام مسجدنا من صلاة العشاء، والعرق يتصبب من كل جزء من أجساد المصلين جميعاً ، فقد اشتد الحر في ظل هذا الجو المتقلب الذي انقطعت فيه الكهرباء، الذي يجعل الواحد منا يخاف من تخفيف ملابسه . همّ كثيرون بالوقوف هاربين من حر الجو في المسجد المسقوف "بالزينقو" غير أن الإمام وقف قائماً وردد قول الله تعالى " كل نفس ذائقة الموت" ، انشدّ الجميع وبقوا جالسين يريدون معرفة المتوفى . بدأ الإمام الحديث بمناقب الفقيد ، ووصفه بفقيد الأمة ، وغيرها من الأوصاف التي أشعرت كل من في المسجد بالحرج ، فكيف لشخصية بهذا الحجم الذي يتحدث عنه الخطيب ولا أحد يعلم شيئاً ، وبدأ كل واحد ينظر بعيون حائرة إلى من في جواره يمنة ويسرة يتساءل بعينيه دون لسانه . لكن الإمام الواقف أمامهم قطع عليهم لحظات الحيرة ، معلناً أنه من الواجب أن نقدم التعزية لنتنياهو لوفاة والده ، هنا بحلقت العيون في الإمام ، وتساءل البعض ، وابتسم من فهم المراد . واستنكر الإمام فعل محمود عباس الذي قدّم واجب العزاء لنتنياهو بوفاة والده متجاهلاً معاناة الأسرى في السجون الصهيونية في ظل إضرابهم عن الطعام ، ومعاناة الجرحى وآهات الثكالى الذين ذاقوا مرارة الحرمان من الأحباب والأقرباء على يد والد نتياهو المجرم الأكبر قبل أن يذوقوها على يد التلميذ النجيب لمدرسة الإجرام بنيامين نتنياهو . لا أخفيكم أنني لم أتوقف عن الابتسام في كل لحظات كلمة الإمام بسبب كلماته التي كانت تخرج من صميم قلبه وهو يصف الواقع المتردي والمستنقع العميق الذي وقع فيه محمود عباس . لكن شر البلية ما يضحك ، فهل إلى هذا الحد وصل بنا الأمر ، تساءل الإمام ولا زلت حتى اللحظة أتساءل ، لماذا نرضى أن يبقى هذا الرجل يمتلك زمام أمرنا ، لماذا نبقى راضين به ممثلاً لنا في كل محفل رسمي عربي أو دولي ؟! ، ماذا سيقول في مؤتمر الأسرى يوم الأحد القادم وهو الذي عزا قاتلهم ومعذبهم قبل قليل بوفاة والديه ؟!! ماذا وماذا وسيل من الأسئلة لا ينتهي . دعا عليه الإمام وردد المسجد بالتأمين عن بكرة أبيه .. ملاحظة : معروف عن مسجدنا قيام كثير من عناصر فتح وبعضهم يحمل رتباً عسكرية بالصلاة فيه ، ولم يقم منهم أحداً واستمعوا للكلمة حتى نهايتها ورددوا آمين خلف الإمام الغاضب.