أحاول الاتصال بالأسير المُحرر خضر عدنان كي أقول له إن الجامعة التي تود تكريمكَ اليوم ضيقت على الكتل الطلابية وخاصة "الجهاد الإسلامي" ومنعت أي نشاط للتضامن معك، قُصرت بالإعلان عن المسيرات للطلاب، وكانت تخشى أي حشد قد يُربِك المدينة النائمة، (مع العلم أن مجموعة شباب المستقبل هي من ستكرمه وليست الإدارة )، وليست أكثر من جولة بسيطة في حرم الجامعة لا إعلان واضح عنها. لم يكونوا معكَ في ضيقكَ يا شيخ، والآن يحتفلونَ بانتصار حققته أنت و"جوعك" فقط! أعلم جيدا أنكَ لستَ بحاجة لمن يحدثكَ عن النفاق، وعلى رأي مُدرس في الجامعة التقيت به اليوم، قال لي لو تسألي العمداء كم يوم أضرب الشيخ خضر عدنان لما عرفوا . سبق وحاولتُ أن أفهم: لِماذا يريدنا الآخرون في فَرَحِنا المُفتَعَل، لكن لا أحَد يَتقبلنا في حُزننا، وضيقنا، مَع أننا بالتأكيد "نحنُ في الحزنِ أصدق"، والذي يحصل أمامي يؤكد تساؤلي يوما بعد يوم .. كنت سأقول لك كل هذا الكلام، لكن فَشِلَ الاتصال، ولم أجدك اليوم في هذه الجامعة التي عقدت نيتها على الخراب الجميل والأنيق "معكَ سابقا، ومع بقية الأسرى حاليا" بتوانيها عن التضامن الفعال مع هذه القضية. خطرت ببالي عبارة قرأتها في رواية "أرض النفاق" ليوسف السباعي، سأكتبها هنا وأنا أرى ورمًا مستفحلا من النفاق في هذه المدينة ... "يا أهل النفاق!! تلك هى أرضكم، وذلك هو غرسكم، ما فعلت سوى أن طفت بها وعرضت على سبيل العينة بعض ما بها، فإن رأيتموه قبيحًا مشوهًا ، فلا تلوموني بل لوموا أنفسكم، لوموا الأصل ولا تلوموا المرآة .. أيها المنافقون!! هذه قصتكم، ومن كان منكم بلا نفاق فليرجمني بحجر". وفي الحديث عن الرسول الكريم "عليه أفضل الصلاة والسلام " :( من كان له وجهان في الدنيا، كان له يوم القيامة لسانان من نار ) ... كلامي لا يعني أن لا تقبل الدعوة يا شيخ، بل هو فقط فضفضة من إبنتكَ التي كانت ولا زالت مع عذاباتك ولو بكلمة، ورأت بعينها تجاهل كل مسؤول في الوقوف مع الأسرى، ولا أستثني أحدا، من رأس الهرم إلى القاعدة، ولو كتبتُ لكَ قائمة بمن نعتب على تقصيرهم لنفد حبري وورقي ، وبالعامية "لـَ نشف ريقي "
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.