(إنهاء العزل الانفرادي ، وقف الاعتقال الإداري، إلغاء قانون شاليط، السماح بزيارات الأهالي الدورية للأسرى)، هذه الشروط الإنسانية وإن شئت فهي المطالب العادلة من قبل الأسرى التي دفعتهم لتحقيقها عبر الإضراب عن الطعام ومعركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها ضد السجان الصهيوني الذي تمادى في إجرامه وإرهابه بحق الأسرى. هذه المطالب الأربعة لا أقدم فيها جديد بل هي للتأكيد لأن البعض يعتقد أن إضراب الأسرى عن الطعام وحملات التضامن من إضراب الأسرى والتي أخذت في الاتساع محليا وعربيا ودوليا ليست من أجل إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال لأن الطريق الوحيد لذلك لن يكون عبر الإضراب عن الطعام بل عن طريق المقاومة واسر الجنود الصهاينة على غرار عملية الوهم المتبدد وما نتج عنها من صفقة وفاء الأحرار وما سبقها من عمليات التبادل التي جرت على أيدي قوى المقاومة الفلسطينية. الإضراب عن الطعام هو السلاح الأخير الذي يلجأ إليه الأسرى كوسيلة ضغط على الاحتلال من أجل تنفيذ مطالبهم الإنسانية بعد أن يستنزفوا كل الوسائل المتاحة من إضراب جزئي عبر إرجاع بعض الوجبات، أو الإضراب التحذيري ليوم أو يومين؛ ولكن سلطات الاحتلال وإدارة سجونه لم تستجب للخطوات التحذيرية التي قام بها الأسرى، فكان القرار من قبل القيادة الأسيرة هو خوض هذا الإضراب المفتوح وهم يعلمون مسبقا نتائجه ومخاطرة والذي قد يؤدي إلى ارتقاء شهداء وحدوث آلام كبيرة لا يشعر بها إلا الأسير أو من يتضامن معه من خلال الإضراب عن الطعام كما هو حادث في خيمة الاعتصام والتضامن مع الأسرى في قطاع غزة. القرار لدى قيادة الأسرى هو الاستمرار في الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم الإنسانية من قبل المحتل، ولا خيار ثاني وفق ما نعتقد مطروح أمام الأسرى وقيادتهم، وهذا القرار متخذ عن قناعة تامة من قبل الأسرى أنفسهم وقيادة الإضراب والتي حاول الاحتلال الالتفاف عليها من خلال التفاوض مع بعض الأسرى ممن يرفضون حتى الآن الانضمام إلى الإضراب وهم قلة ولن يجدوا سبيلا في الأيام القادمة؛ إلا المشاركة في الإضراب إما حياءً من أنفسهم أو انضماما حقيقيا مع الأسرى ومشاركتهم الفعلية للإضراب. الأسرى بإرادتهم استنفدوا كل الوسائل وبذلوا ما في وسعهم من جهد، وهم بانتظار مزيد من فعاليات التضامن وأشياء أخرى، لأن هذا التضامن وحده وبشكله الحادث تأثيره محدود رغم ضرورة استمراره وتوسيع نطاقه من كافة الشرائح في المجتمع الفلسطيني، وفي كافة التواجد الفلسطيني، والعمل على تحشيد كل الإمكانيات من أجل خلق حالة رأي عام ضاغط على الاحتلال، ولعل بعض الأخبار تقول أن هناك ضغطا بدأ يمارس على العدو دعا بعض المسئولين في الكيان الصهيوني لمطالبة حكومتهم بضرورة الاستجابة لمطالب الأسرى أو جزء منها حتى تحافظ (إسرائيل) على خداع الرأي العام وبقاء صورتها جميلة أمامه. الأهم من هذه الفعاليات مع ضرورة استمرارها أن تسعى قوى المقاومة للقيام بعمل ما هي تعلمه من أجل إجبار العدو على الاستجابة، وعلينا أن لا ننتظر أن يحدث مكروها لأحد الأسرى أو أكثر حتى نتحرك بشكل كامل من خلال الحراك الشعبي أو العمل المقاوم، لأن الاستمرار في الإضراب يعني أن هناك من سيرتقي شهيدا من بين الأسرى خاصة إذا علمنا أن العدو الصهيوني يعاني أزمات داخلية، ومقبل على انتخابات جديدة مما يزيد حكومته وأحزابه تشددا أمام المطالب الإنسانية للأسرى، وهذا يدفعنا للقول بضرورة تفعيل كل الأدوات ومنها المواجهة مع العدو في نقاط التماس والاشتباك اليومي معه لممارسة مزيدا من الضغط، وأن تترك قوى المقاومة الدعة والراحة والتفكير البطيء والإسراع في القيام بالأعمال المدروسة والتي يعلمونها ومن خلالها يوصلون للعدو رسائل واضحة المعنى والهدف والمضمون، وإن لم يحالفهم النجاح مرة أو أكثر إلا أن الرسالة التي يحملها الفشل تعني أن هناك إسرار نحو تحقيق الهدف من أجل إجبار الاحتلال؛ ليس على الاستجابة لمطالب الأسرى؛ بل على دفعه نحو التفاوض من أجل تنفيذ صفقة وفاء ثانية وثالثة حتى يتم إطلاق سراح كافة الأسرى بعد أن يتم اسر جنوده.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.