15.57°القدس
15.33°رام الله
14.42°الخليل
17.88°غزة
15.57° القدس
رام الله15.33°
الخليل14.42°
غزة17.88°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: كتلة وفاء الخضوري ونصر المشاركة

لم تستسلم الكتلة الإسلامية لسياسة قص العشب التي لا زالت تعمل بها إسرائيل كوسيلة للقضاء على المقاومة في الضفة الغربية، عن طريق اعتقال كل من لديه تفكير وطني وديني يهدف إلى مقاومة المُحتل، فبعد عودة الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت إلى نشاطها الطلابي ودخولها للانتخابات بعد انقطاع دام عدة سنوات، بدأت الجامعات الفلسطينية الأخرى تأخذ زمام المبادرة نحو خطوات مماثلة. لفت انتباهي في الآونة الأخيرة عزم الكتلة الإسلامية في جامعة الخضوري – طول كرم – على المشاركة في انتخابات مجلس الطلبة والتي ستُعقد خلال الأيام القادمة رغم وجود عدة صعوبات من أبرزها ملاحقة الأجهزة الأمنية لمثل هذه التحركات وتهديد الطلاب المشاركين بالاعتقال، ناهيكَ عن قلة الإمكانيات المادية وعدم توفر مستلزمات العمل كالملصقات الانتخابية وغيرها، بحيث نجد أن الطلاب يدفعون ثمن ما ينتجونه على حسابهم الخاص، وهذا يعيق عمل الطلاب ويحد من فاعليتهم وتأثيرهم، وبالرغم من كل ذلك إلا أنهم عزموا على المواصلة غير آبهين بما قد يتعرضوا له من مضايقات، ومصممين على نيل حقوقهم التي حُرموا منها لسنوات عدة. هناك عدة أمور كانت بمثابة محرك لطلاب الكتلة الإسلامية في جامعة الخضوري أبرزها الاعتصام الذي نُظم داخل حرم الجامعة والحشد الغير متوقع لمؤيدي الكتلة فيه، ففي الوقت الذي تم تنظيم وقفة بسيطة وعلى الأغلب بشكل فردي بعد موافقة إدارة الجامعة، وجد الطلاب أن هناك عددا غير متوقع من مناصري الكتلة قد انضموا للحشد وبدؤوا يهتفون ويرفعون الرايات والأعلام والأوشحة، مما شجع القائمين على الاعتصام إعلان عودة الكتلة الإسلامية لممارسة نشاطاتها الطلابية، بالإضافة إلى أنه لا يُسمح لأي كتلة طلابية بعمل أي نشاط إلا إذا كان لها مقاعد في مجلس الطلبة. إن مجرد مشاركة الكتلة الإسلامية بالانتخابات هو انتصار لها، ولا يجب أن نتوقع الفوز خاصة بعد الانقطاع الطويل لأنشطتها، فقبل نزول أي كتلة للانتخابات يجب أن تكون قد مارست نشاطها سابقا، وعرضت ما يمكن أن تقدمه للطلاب وما يُمكن أن يُميزها عن بقية الكُتل كي تضمن النجاح وحشد مؤيدين لها، بالإضافة إلى أن هناك شريحة كبيرة من الطلاب خاصة الجدد لا يميزون بين كتلة إسلامية وشبيبة فتحاوية أو جبهة ديمقراطية، الأمر الذي يجعلهم يدلون بأصواتهم للظاهر بشكل أكبر على الساحة دون وعي لمن هم وماذا قدموا . ما يدعو للتفاؤل هو تلك القدرة لدى أبناء الحركة على إعادة هيكلة صفوفهم في وقت بسيط، ونلحظ ذلك من خلال قصر المدة بين إعلان المشاركة في الانتخابات ويوم الاقتراع، كما أن الفئة الطلابية التي قامت بتنظيم الكتلة الإسلامية في الجامعات لا تمتلك المهارات القيادية والخبرة الكافية لأنه لم يسبق لهم أن شاركوا بعمل نقابي بسبب حظر نشاط الكتلة الإسلامية منذ العام 2007، والأهم من هذا وذاك أن مجرد مشاركة الكتلة الإسلامية التي تعتبر دوما منافسا قويا ورقما صعبا في الانتخابات هي خطوة جيدة نحو العمل بالديمقراطية وتقبل تعدد الفكر واحترامه في جامعات يُفترض أنها تُخرج أجيالا قد غُرست فيهم روح الانتماء والحضارة والرقي وليس الوجه المشوه للديمقراطية. رغم هذه الإمكانيات البسيطة والتضييق الكبير إلا أن الكتلة الإسلامية في جامعة الخضوري عقدت نيتها على كسر حاجز الصمت الذي سيزول ليس بنجاحهم في الانتخابات، بل بانتصارهم على كل من يحاول كسرهم، فمجرد إعلانهم لإعادة ممارستهم للأنشطة الطلابية هي إشارة لكل من لا يرغب بهم بأنهم ليسو مجرد "عابرون في كلام عابر".