مع بداية هطول الأمطار على محافظات قطاع غزة، وفي ظل تحذيرات من منخفضات متتابعة، تقف مخاوف سكان حواف وجوانب أودية غزة حاجزا أمام استكمال حياتهم بصورة اعتيادية.
مخاوف فيضان الوادي تعيد للغزيين ذكريات أليمة تمثلت بفيضان وادي غزة لعدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تسبب بفصل المحافظات الشمالية عن الجنوبية، وتسبب بأضرار كبيرة في الثروة الحيوانية وممتلكات ومنازل المواطنين.
وادي غزة ليس الوحيد الذي تعرض للفيضان، ففي شتاء عام 2013 تعرض وادي السلقا بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة لفيضان كبير نتج عنه غرق منازل عشرات المواطنين، وإصابة عدد منهم بجروح جراء الفيضان الذي استمر لعدة ساعات، وترك خلفه بصمة الدمار على كلا جانبيه.
قلق باستمرار
أهالي قرية المغراقة وبالتحديد القاطنين على ضفتي وادي غزة، تسبب لهم فيضانات الأعوام المنصرمة بخراب كبير ومعاناة لجميع البيوت الموجودة في منطقة الدمار، حيث لم يسلم أي بيت من السيول العارمة التي جرفت كل شيء وألقت به في بحر غزة.
المختار فايز فرج الله، صاحب أحد البيوت المنكوبة أشار إلى أن فيضان عام 2010 تسبب بتشريد نحو 400 مواطن، وقتل ما يزيد عن 600 من الماعز والخراف، وغرق عشرات البهائم والدواب، بالإضافة إلى ناقة تعود للمواطن المنكوب فايز المطوي.
في حين أكدت المواطنة حمدة الملاحي، وهي صاحبة إحدى المنازل العائمة أو الغارقة عام 2010، أنها فقدت عفش بيتها بشكل كامل، وغرق لها 10 من الماعز، و40 دجاجة، مطالبة جميع الجهات المعنية بالوقوف إلى جانبهم، ومساعدتهم لعدم تكرار هذه المعاناة مرة أخرى.
أما المواطن خالد أبو كميل أشار إلى أن المنخفض الماطر الذي ضرب قطاع غزة قبل أسبوعين رفع منسوب مياه الوادي بشكل كبير، وأغلق جزء جسر الزهراء، متمنيا من جميع المسؤولين وضع حل مناسب ودائم، يجنب سكان غزة مزيدا من المتاعب والآلام.
خطر فيضان وادي غزة لم يتوقف عند أضرار البشر، بل تسبب في فيضاناته السابقة في إحداث تلوث كبير لبحر غزة، وذلك من خلال تعكير مياهه، وتغيير لونه من الأزرق الصافي، إلى البني الداكن، لمسافة تخطت 150 متر في عمق البحر، وتجاوزت في التمدد والاتساع من شاطئ مخيم النصيرات، إلى شاطئ مخيم الشاطئ.
مطالبات بمتابعة جريان الوادي
طالب رئيس بلدية دير البلح الأستاذ سعيد نصار من سكان حواف وادي السلقا بمتابعة جريان ومنسوب ارتفاع المياه في وادي السلقا.
وعبر نصار عن تخوفه من فتح الاحتلال السدود بفعل الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها منطقة النقب المحتل.
وشدد نصار على ضرورة متابعة الوادي حتى يتجنب المواطنين خطر فيضانه، ومحاولة تجنيب المواطنين خطر الفيضان الذي يسبب لهم مزيدا من المعاناة.
ما بين المنخفضات المتتابعة وجهود بلديات الوادي، يبقى القلق المسيطر على حال سكان الوادي، فمن ذاق العصا ليس كمن اكتفى بعدها.
