لا تقرأ الخبر التالي، واقرأ المفارقة التي يحملها إليك كفلسطيني و كعربي و كمسلم. الخبر يقول: ( سفير (إسرائيل) في الولايات المتحدة يصرح بأن (إسرائيل) جنة الشواذ جنسياً). مايكل أورون يحضر مؤتمراً سنوياً للشواذ جنسياً يعقد في الولايات المتحدة الأمريكية ويقول إن الأشخاص الشواذ جنسياً في (إسرائيل) هم جزء من المجتمع الإسرائيلي، حيث نجد منهم (الجنود والفلاسفة و المشرعين و القضاة و عمال المصانع والحرفيين والأطباء والمدرسين وهم ليسوا شواذ بل هم بكل فخر إسرائيليون). هذه هي (إسرائيل) الشواذ أو "المثليين" يتغلغلون في أحشاء المجتمع الصهيوني ، و يسكنون في طبقاته كافة، ومع ذلك فإن (إسرائيل) كيان ديمقراطي ، و كيان اقتصادي و كيان عسكري من أقوى الكيانات في منطقة الشرق الأوسط، و ربما هو الكيان السادس في القوة العسكرية، وتلكم هي المفارقة التي أود أن يقرأها جيداً كل فلسطيني، وكل عربي، وكل مسلم لعله، يدير في رأسه سؤالاً بعد الخبر و بعد المفارقة ، هل هذا بسبب قوة (إسرائيل) ، أم بسبب ضعف الفلسطيني و العربي و المسلم ؟! تخيل كيف تسنى لمجتمع استيطاني وافد إلى فلسطين من كافة قارات الدنيا و أقطارها أن يبني مجتمعاً هو جنة للشواذ و "المثليين" في العالم حتى أن ( دان سيلفر ) ممثل الشواذ في حزب العمل الإسرائيلي أعلن عن ترشيح نفسه لانتخابات الكنيست القادمة عن حزب العمل ؟! وهذا أمر يعني أن مجموعات الشواذ لا تتمتع بالجنة الإسرائيلية لذات المتعة ولكنها تتهيأ لحكم دولة ، تتحكم بمفتاح الحرب و السلام في الشرق العربي أو الإسلامي ؟! لا أحسب أن العيب في (إسرائيل) أو في طبقة الشواذ التي ستصل إلى الحكم ، فقد وصل ( موشي كتساب ) إلى رئاسة الدولة ، و هو الفاسد أخلاقياً ، و من في قيادة الحكومة و الدولة ليسوا بأفضل منه ، و لكن العيب في العالم العربي و الشرق الإسلامي ، و القيادة الفلسطينية ، الذين يخوضون في التطبيع مع هذه الدولة الشاذة ، ويتزلفون إلى قادتها بوصفهم المفتاح للبيت الأبيض . لو كان في البكاء فائدة لطلبت من المجتمعات العربية و الإسلامية أن تبكي على نفسها ، و على قيادتها التي مسحت التاريخ و هدمت الحضارة بقبولها أن تكون ذنباً لدولة شواذ و مثليين ؟! ولكن البكاء لا يجدي ، و إن كان الألم يعتصر القلب و يمضغ الفؤاد ، إذ كيف تكون أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير أمة أخرجت للناس، ويكون الشرق الإسلامي تحت قيادة ( آل لوط) من مجتمع صهيوني لقيط جاء إلى بيت المقدس مدنساً لأول قبلة للمسلمين ؟!! دول الشواذ عادة هي دول ضعيفة ، يأكل السوس حصونها من الداخل و هي لا تملك مؤهلات الصمود و البقاء، والقوة المادية و العسكرية ليست حصناً قوياً لقيادة الشواذ و مجتمع الشواذ، لأن القوة ليست في المادة و إنما في الإنسان، فقوة (إسرائيل) إلى ضعف و فشل ، و (إسرائيل) إلى زوال و لكن الضعف الفلسطيني والعربي والإسلامي هو الذي يمنح دولة الشواذ مدداً إضافية من الزمن للبقاء، لذا قلت في مقدمتي لا تقرأ الخبر، ولكن اقرأ المفارقة ، لتعرف نفسك قبل أن تعرف عدوك
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.