تعرف الكاريزما بأنها الجاذبية المقنعة والحضور الطاغي، أصلها يوناني وهي مشتقة من كلمة نعمة أي أنها هبة من الله تجعل صاحبها من المفضلين بسبب جاذبيته.
المصطلح هذا مر وعبر التاريخ بمراحل متعددة وارتبط بالدين ثم السياسة والسلطة حتى وصل إالى ما هو عليه اليوم لكن الأمر الوحيد الثابت في كل المراحل هو ارتباطه بالقوة والتأثير.
الشخص الذي يملك الكاريزما للوهلة الأولى قد يبدو لك وكأنه مخلوق فضائي لشدة ما ينسب إليه من صفات خارقة. لكن في الواقع سمات الشخصية الكاريزماتية غير معقدة، كما يخيل إليك وحتى أنه وفق الخبراء يمكن لأي شخص لا يملكها بالفطرة اكتسابها وتعلمها.
مستمع جيد
صحيح أن الكاريزما عادة ترتبط بأسلوب الحديث لكنها تظهر بشكل أوضح حين يبتعد صاحبها عن «الأضواء» ويكتفي بالاستماع. الكاريزما ترتبط بنظرة الآخر والتي يجب أن تكون قائمة على الراحة والثقة لمشاركته بكل شيء. صاحب الكاريزما يستمع ويهتم بصدق، وهو يظهر ذلك من خلال استخدام لغة الجسد سواء التواصل البصري، أو الانحناء إلى الأمام وحتى تجاهل الهاتف حين يرن.. باختصار لا يكترث لشيء آخر سوى الاستماع لمن يحدثه .
المتابعة والإهتمام
لا يدعون الاستماع بل هم بالفعل يستمعون ويهتمون وعادة ما يسألون الأسئلة في محاولة لفهم ما يحصل أو لمعرفة المزيد من التفاصيل. الاستماع لا يعني فقط الاستماع للأصوات الخارجة من فم الآخر بل هو فك شيفرة الكلمات ما يعني المزيد من الأسئلة؛ كي تتضح الصورة أكثر. حين تطرح أسئلة على محدثك فأنت توضح له أنك تريد فهمه كشخص أو فهم ما يقوله بشكل أفضل، وعليه إظهار اهتمامك الفعلي، وهذا ما يجعله يقدرك كثيراً ويصنفك كمميز .
صوته مسموع
يقاطعون حين يتوجب عليهم القيام بذلك لكنهم يقومون بذلك بأسلوب محبب ومقبول. هم لا يقاطعون الآخرين إلا حين يكون لديهم نقطة هامة جداً عليهم قولها كما أنهم يطرحون أفكارها بشكل إيجابي بحيث لا ينفر الآخر منهم. نبرة صوتهم لها دورها الكبير فهم يتحدثون بصوت مرتفع باعتدال، فهو مسموع لكنه لا يصل إلى حد الصراخ أو الإزعاج.. هو تلك المرحلة المثالية بين الصوت العادي والمرتفع وعليه فهو يختزن الكثير من القوة والتأثير.
يظهرون المشاعر ويتحكمون بردات الفعل
لعلك تعرف شخصاً ما يملك وجهاً جامداً بحيث لا يمكنك معرفة ما الذي يفكر به أو يشعر به. ولعلك تعرف أن التواصل معه مربك ومزعج جداً لأنه يخيل إليك أنه يطلق الأحكام عليك طوال الوقت. الشخص الذي يملك الكاريزما يظهر مشاعره وبوضوح شرط أن تتناسب المشاعر مع ما يقوله. سيبتسم كطفل صغير حين يكون سعيداً وسيعبس بشدة حين يكون غاضباً.. مشاعره ستكون ككتاب مفتوح. في المقابل يدركون تماماً متى عليهم التحكم بمشاعرهم وردات فعلهم لكنهم لا يلجأون على الإطلاق للزيف. على العكس المعادلة هي دائماً المشاعر الحقيقة الصادقة أو الشفافية. وعليه فهم يدركون متى عليهم التحكم بردات الفعل وفق المحيط والموقف.
ملامح الوجه مريحة
لكل شخص ملامح معينة حين يكون في حالة من الحياد الكامل..وعادة تكون خالية من التعابير والمشاعر، لكن هؤلاء حتى خلال هذه المرحلة يبدون أكثر سعادة من غيرهم. ملامحهم تكون مريحة ودافئة ومرحبة بالآخرين، وبالتالي أي شخص يلتقي بهم يشعر بأنه يمكنه التواصل معهم براحة تامة.
لغة الجسد
يظهرون تعاطفهم من خلال كلماتهم ومن دون قول كلمة واحدة أيضاً. حين تتحدث مع شخص يملك شخصية كاريزماتية فلن تجد تلك الابتسامة المبهمة الجامدة على وجهه، على العكس تماماً فحين تتحدث معهم ستجد كل التعاطف في تعابير وجهه ولغة جسده وستخرج من المحادثة وأنت تشعر برابط قوي معه.
بشكل عام لغة جسدهم تلعب دوراً هاماً فهم يملكون وضعية جسد إيجابية، رأسهم إلى أعلى وتعابير وجههم حاضرة حين يتكلمون وحتى أنهم يلوحون بأيديهم خلال الحديث. النقطة هذه هامة جداً؛ لأن الشخصية الكاريزماتية أساسها التأثير القوي على الآخر الذي يقتنع بما يقال وبما يطلب منهم .
التواصل البصري
نتحدث بشكل دائم عن أهمية التواصل البصري لكننا ندرك أن الأمر ليس سهلاً؛ لأن ذلك يمكنه أن يكون مزعجاً أحياناً بحيث تبدو وكأنك تحدق بالآخر بشكل يثير الريبة أو الخوف في نفوسهم. لكنهم يقومون بذلك براحة تامة، وذلك لأنهم يهتمون فعلاً بما يقوله الآخر وهم عادة يتفاعلون مع الحديث لدرجة أنهم ينسون أنهم يقومون بالتواصل البصري .
قراءة المشاعر
يملكون مهارات عالية في قراءة مشاعر الآخرين ما يمكنهم من قول الأمور المناسبة والقيام بردات الفعل المناسبة. حتى حين يجدون أنفسهم مع أشخاص لا يظهرون مشاعرهم فهم يتمكنون من رصد الإشارات البسيطة والقراءة بين السطور لفهم الصورة العامة.
القدرة على الإقناع
يبتعدون عن كل ما هو معقد وحتى لو كانت الأمور معقدة فهم يقومون بتبسيطها بحيث يستطيع أي شخص فهم ما يريدون. وما يمكنهم من القيام بذلك هو ثقافتهم ومعلوماتهم الواسعة والثقة بالنفس. يبسطون أكثر الأمور تعقيداً ولا يأخذون الأمور على محمل الجد أكثر مما ينبغي وعليه يأخذون المستمع في رحلة من المشاعر المختلفة ويجعلون أنفسهم يتماهون معهم وبالتالي يقنعون ويؤثرون.
