على وقع هدير زوارق بحرية الاحتلال الإسرائيلي، وبحثا عن رزق عيالهم، باتت حياة صيادي قطاع غزة تمر بخطرين في آن واحد، خطر تقلب مياه البحر، والخطر الأكبر المتمثل بزوارق الموت التي تنشرها البحرية الإسرائيلية في كل مكان.

الشاب الثلاثيني محمد الهسي خط طريقه واعتلى مركبه بصحبة ثلاثة من رفاقه، حيث استقر بهم موج البحر على الصيد قبالة منطقة السودانية شمال قطاع غزة، قبل أن تباغتهم زوارق الاحتلال بزخات من الرصاص، وملاحقتهم في منطقة 5 أميال.

بحثا عن قوت عيالهم

الصياد جمال الهسي أحد الصيادين الثلاثة الذين صاحبوا الشهيد محمد الهسي في رحلة الموت، أوضح أنهم خرجوا بمركبين قرابة الثالثة عصرا، واستقر بهم المطاف للصيد قبالة بحر شمال قطاع غزة.

وقال الصياد الهسي :"طلب الشهيد محمد البقاء في المركب الكبير لوحده، حيث يبلغ طول المركب 17 متر، عليه إضاءة 100 كشاف، تبلغ تكلفته 150ألف دولار، لا قدرة لصيادي غزة مع استمرار الحصار لما يزيد عن 10 أعوام عن تصنيعه نظرا لتكلفته العالية".

وتابع الصياد الناجي من الموت :"اقترب دبور الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مراكبنا، وقام بإطلاق زخات كبيرة من الرصاص باتجاه المراكب، ثم اعتلى المركب الذي يبلغ طوله 17 متر وعليه 100 كشاف كاملة الإنارة، وبداخله الشهيد محمد، وقام بتحطيمه بشكل كامل".

وأردف الهسي قائلا :"بعدما انسحب الاحتلال من منطقة الحدث، قمنا بالبحث عن الشهيد محمد، فما وجدنا إلا بقايا مركب مدمر، وفقدنا الأمل في العثور على محمد".

وطالب الهسي مؤسسات حقوق الإنسان بالوقوف عن دورها وتوفير حياة كريمة لصيادي غزة، مشيرا إلى أن يودع أهله قبل أن يخرج للصيد، معتبرا لقمة عيشه مغمسة بالدم.

صلاة الغائب

بعد فقدان عائلة الهسي الأمل في العثور على ابنها محمد أحمد الهسي "30عام" وأب لثلاثة أبناء، أعلنت عائلته بعد الاستماع إلى شهود العيان عن استشهاد ابنها محمد، محملة الاحتلال المسئولية الكاملة.

ونظمت حركة حماس بمشاركة النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر، والنائب الدكتور محمود الزهار، والنائب مروان أبو راس، والنائب فرج الغول، وعدد من الشخصيات القيادية والاعتبارية، وجمع غفير من المواطنين صلاة الجنازة على الشهيد محمد الهسي في ميناء مدينة غزة.

وأكد بحر على أن الاحتلال ارتكب جريمة كبرى، ومجزرة جديدة بحق أبناء قطاع غزة، مشددا على ضرورة تقديم الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية.

وحمل بحر الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة صيادي غزة، مطالبا المؤسسات الدولية بالوقوف عن مسئولياتها اتجاه تأمين حياتهم.

ودعا بحر جامعة الدول العربية والدول العربية إلى الوقوف عند مسئولياتها اتجاه قطاع غزة، معربا عن تضامنه الكامل مع عائلة الشهيد الهسي، ومطالبا بتوفير حماية دولية لصيادي القطاع المحاصر.