أكد الأسرى على مواصلة إضرابهم عن الطعام الذي دخل يومه الـ26 ، وأن الأيام المقبلة ستشهد تطورات وصفوها بـ "غير المسبوقة" وجددوا رفضهم للحلول الجزئية التي تطرحها عليهم مصلحة السجون. وفي سجن نفحة الصحراوي بدأت حالات إغماء تصيب الأسرى المضربين الذين بدأوا بخطوات تصعيدية بسبب عدم التجاوب الجدي لمطالبهم، وذلك بوقف تناول الفيتامينات التي تقدم للمضربين، كوسيلة ضغط للاستجابة لمطالبهم. ويواجه سبعة من الأسرى المضربين عن الطعام "خطر الموت" فيما دخل الأسيران ثائر حلاحلة وبلال ذياب موسوعة غينيس للأرقام القياسية بتجاوزهما حاجز الـ 74 يوما في الإضراب المفتوح عن الطعام. وفيما دعت منظمة الصحة العالمية حكومة الاحتلال إلى "ضمان رعاية صحية فورية مناسبة" للأسرى المضربين عن الطعام تواصلت المسيرات التضامنية في الضفة وقطاع غزة تخللتها مواجهات أسفرت عن إصابة العشرات بجروح بينهم شاب من عابود وصفت جروحه بالخطيرة. وقالت اللجنة المركزية لقيادة الإضراب من داخل سجون الاحتلال إن الأسرى الذين دخل إضرابهم عن الطعام اليوم الـ 26 على التوالي :"يؤكدون استمرار إضرابهم وأن الأيام المقبلة ستشهد تطورات وصفوها بـ غير المسبوقة". وقال الأسرى في بيانهم:"عقد اجتماع مطول مع قيادة مصلحة السجون في سجن نفحة ليلة الخميس، ضم جميع أعضاء اللجنة المركزية لقيادة الإضراب، حاولت من خلاله قيادة مصلحة السجون المراوغة والمماطلة والتسويف في محاولة للضغط علينا بهدف إقناعنا بفك الإضراب مقابل مجرد وعود". وأكد الأسرى أن موقفهم واضح لا يتغير وهو "أننا لن نقبل أية حلول جزئية لا تضمن الحد الأدنى من مطالبنا والمتمثل في الإنهاء الفوري لمأساة العزل الانفرادي، والسماح بزيارة أهالي أسرى القطاع لأبنائهم، وكذلك الممنوعين بشكل عام، وعودة شروط الحياة في السجون كافة إلى ما كانت عليه قبل عام 2000». وأوضح الأسرى أنهم "يعيشون حالة نضالية نخبوية واستثنائية يتحقق من خلالها إجماع عنيد على المضي في إضرابنا مهما كلف الثمن وصولا إلى تحقيق مطالبنا، ونملك أعلى درجات الجاهزية والاستعداد للتضحية في سبيل ذلك". وقرر الأسرى الامتناع عن أخذ الفيتامينات ومقاطعة عيادة السجن قائلين: "نحن في طريقنا لاتخاذ خطوات جادة وجريئة رغم خطورتها، وستشهد الساعات والأيام القليلة المقبلة تطورات غير مسبوقة، سنعلن عنها في حينه". [color=red]حالات إغماء في نفحة[/color] وفي سجن نفحة الصحراوي بدأت حالات إغماء تصيب الأسرى المضربين بحيث أصبح الوضع صعبا ومقلقا ، وقال الأسير محمود سعيد أبو وهدان من مخيم بلاطة المحكوم ثلاثة مؤبدات وثلاثين عاما إنه يحصل 3 إلى 5 حالات اغماء في صفوف الأسرى يوميا يتم نقلهم إلى عيادات إدارة السجن. ونبه أبو وهدان إلى إنه من الممكن أن يسقط شهيد في أي لحظة داخل السجن بسبب تدهور الوضع الصحي للمضربين. وأشار إلى أن الأسرى بدأوا بخطوات تصعيدية بسبب عدم التجاوب الجدي لمطالبهم، وذلك بوقف تناول الفيتامينات التي تقدم للمضربين، كوسيلة ضغط للاستجابة لمطالبهم. وأشار إلى أن الأسير شادي الريخاوي من سكان غزة والمضرب عن الطعام منذ 17/4 أصيب بالشلل ونقل إلى المستشفى وهو لا يستطيع الوقوف على قدميه، موضحا أن إدارة السجون حاولت إجراء حوار مع عدد من لجنة الإضراب إلا أن الأسرى رفضوا الجلوس والحوار إلا بحضور جميع أعضاء اللجنة، لكن إدارة السجن رفضت ذلك. وطالب أبو وهدان بوضع كافة الأسرى المضربين تحت الرقابة الطبية المتواصلة وفق ما تنص عليه القوانين الدولية بعد 25 يوما من الإضراب. وقال الأسير المضرب راوي سلطاني من سكان الطيرة في فلسطين المحتلة عام 1948 المحكوم 68 شهرا إن وضع الأسرى في حالة :"تدهور مستمر، وأن أطباء عيادة السجن يساومون الأسرى المضربين على فك الإضراب مقابل العلاج". ولفت إلى أن هناك كثيراً من الحالات أصبح وضعها صعبا للغاية خاصة كبار السن والمرضى، وأصبحت حياتهم مهددة بالخطر الجدي. وأكد أن موقف المضربين هو انه لا يمكن التفاوض إلا من خلال لجنة الإضراب فهي التي تقرر مصيره. [color=red]خطر الموت يتهدد سبعة أسرى[/color] ويواجه سبعة من الأسرى "خطر الموت"، وأكد المحامي جواد بولص لوكالة فرانس برس"لقد عبر لي طبيب السجن مساء أمس (الأول) عن خشيته الحقيقية على حياة الأسرى السبعة الذين توقفوا عن تناول السوائل وباتوا يواجهون خطر الموت، لقد توجه الطبيب إلى بهدف تقديم المساعدة بطريقة ما". وأوضح أن " سبعة أسرى مضربين عن الطعام موجودون في مستشفى سجن الرملة توقفوا الثلاثاء عن تناول السوائل ويعتمدون على تناول الماء فقط، منهم بلال ذياب (27 عاما) وثائر حلاحلة (34 عاما)» اللذان أعلنا إضرابهما عن الطعام في 29 شباط الماضي احتجاجا على اعتقالهما الإداري، في أطول إضراب عن الطعام لمعتقلين فلسطينيين. وأضاف أن الأسرى الباقين هم "حسن الصفدي وعمر أبو شلال وجعفر عز الدين ومحمود سرسك ومحمد تاج، ومنهم من تخطى الـ 68 يوما في إضرابه عن الطعام". وأكد بولص أن "الجهاز الطبي في مستشفى السجن عبر عن مخاوفه الكبيرة على حياة الأسير حسن الصفدي". ودخل الأسيران ثائر حلاحلة وبلال ذياب أمس موسوعة غينيس للأرقام القياسية بتجاوزهما حاجز الـ 74 يوما في الإضراب المفتوح عن الطعام. ويتجاوز الأسيران اللذان يعانيان من وضع صحي صعب وخطير الأسير الايرلندي "بوبي ساندز" الذي توفي في السجون البريطانية بعد إضراب مفتوح عن الطعام لمدة 64 يوما. وكانت المحكمة الصهيونية العليا رفضت الاثنين الماضي الالتماسين المقدمين باسم الأسيرين للإفراج عنهما، واتهم المحامي بولص المحكمة العليا بمحاولة الضغط عليهما لفك إضرابهما أو الحكم بالإعدام عليهما. وقالت عائلة الأسير حلاحلة إنها حصلت على وعود وتطمينات بالإفراج عن ابنها والأسير ذياب وثلاثة أسرى آخرين خلال وقت قريب. ودعت منظمة الصحة العالمية الجمعة حكومة الاحتلال إلى "ضمان رعاية صحية فورية مناسبة" للأسرى المضربين عن الطعام والسماح بنقلهم إلى مستشفيات مدنية. وقالت المنظمة في بيان نشر أمس أنها "قلقة للغاية على صحة أكثر من 1600 معتقل وأسير فلسطيني مضربين عن الطعام"، مشيرة إلى أن بعضهم توقف عن الأكل منذ أكثر من شهرين وأن هناك أسيرا "يعاني من التلاسيميا وهو معتقل دون محاكمة منذ أكثر من عام ويرفض الحصول على نقل الدم اللازم لبقائه على قيد الحياة". وطالبت المنظمة حكومة الاحتلال "بضمان رعاية صحية فورية مناسبة للمضربين عن الطعام" بالإضافة إلى "السماح بنقل الأسرى المحتاجين لعلاج إلى المستشفى". وشددت المنظمة على أنه "لا يجب إعطاء أي علاج طبي أو القيام بأي إجراء دون موافقة السجناء". [color=red]مسيرات واعتصامات ومواجهات[/color] وتواصلت الجمعة المسيرات والاعتصامات في الضفة وقطاع غزة تضامنا مع الأسرى. ففي القدس المحتلة شارك مئات المقدسيين في مسيرة تضامنية بدعوة من هيئة العمل الوطني الأهلي, وذلك بعد صلاة الجمعة مباشرة في المسجد الأقصى قبل أن تنطلق تجاه باب العامود. وما أن وصل المتظاهرون أمام وزارة القضاء ومبنى المحكمة المركزية في نهاية شارع صلاح الدين, قام عدد من الشبان الملثمين برفع الأعلام الفلسطينية عليهما للمرة الثانية على التوالي خلال ثلاثة أيام, بينما وقف أفراد من الأمن والجنود الإسرائيليين" في حالة ذهول تام. وفي محافظة رام الله والبيرة نظمت مسيرات حاشدة تصدت قوات الاحتلال لها ما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين بجروح وصفت جروح أحدهما بالخطيرة. فقد جرحت قوات الاحتلال مواطنين اثنين على الأقل بالرصاص وأوقعت عشرات الإصابات بالغاز المسيل للدموع بين متضامنين محليين ونشطاء أجانب كانوا يتظاهرون ضمن مسيرات الجمعة في قرى ريف رام الله الغربي لحث العالم على سرعة التحرك لإنقاذ حياة الأسرى المضربين. وأدى آلاف المواطنين من كافة القرى والتجمعات السكانية في محافظة الخليل صلاة الجمعة أمس في ملعب مدرسة الحسين بن علي وخيمة الاعتصام التي أقامها نادي الأسير بجانب النادي في مدينة الخليل وشاركوا في المسيرة المساندة للأسرى المضربين عن الطعام. وردد المشاركون شعارات منددة بسياسة القمع الإسرائيلية ضد الأسرى، وأخرى مؤيدة لمطالب الأسرى، ومطالبة بتوحيد الصف الفلسطيني وإعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.