10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.7°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.7°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: عندما يصمت المسؤول فلتتكلم المقاومة

قبل أيام توجهت مجموعة من أهالي الأسرى في سجون الاحتلال إلى رئيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية محمود عباس، بصفته الرئيس المكلف للدولة الفلسطينية التي طالب بها في المحافل الدولية - على مقاس أوسلو وأخواتها- ، توجهوا إليه وكلهم أمل بِمَن مِنَ المُفترض أن يُقيم الدنيا ولا يُقعِدها على رؤوس مَن سرقوا من أبناء شعبه زهرة شبابهم وكرامتهم، ولكي يعمل على إيقاف موت أبنائهم المتواصل خلف القضبان والذي يقترب من بداية النهاية يوما بعد يوم. انتظرت عودتهم بشوق كي أعلم ما وعدهم به الرئيس بعد اجتماعهم الذي خرجوا منه بصور تذكارية واستغراب من نقاش يحمل فيضا من التعاطف ويخلو من أي وعد يمكن أن يبث في قلوبهم المكلومة ولو القليل من الأمل، ولأنه كما قال حرفيا للمجتمع الدولي:" لا يستطيع تحمل المسؤولية إذا فقد أحد الأسرى المضربين عن الطعام حياته – لا سمح الله - فالشعب لن يسكت وستُقلب الطاولة ضده وضد السلطة، اقترح على أهالي الأسرى أن يوقف أبنائهم الإضراب بحال وافق الاحتلال على 60% من مطالبهم ويعودوا له بعد عدة أشهر"، بمعنى آخر هي دعوة غير مُعلنة للانهزام الذي نفضل الموت عليه. لستُ أنا فقط من ترى كل هذا السوء بشأن التحرك الرسمي والشعبي تجاه قضية الأسرى، ففي نقاش دار بيني وبين صديقتي ميسر عطياني الناشطة في مجال حقوق الأسرى، تساءلَت كما يتساءل الجميع إن كان الرئيس محمود عباس قد أقر بطرح ملف الأسرى رسميا بأروقة الأمم المتحدة باعتبار الأسرى الفلسطينيين هم أسرى حرب في ظل وجود الاحتلال الصهيوني؟ هل قام بقطع كل الاتصالات المباشرة والغير مباشرة مع الجانب الصهيوني؟ مع العلم أنه سلم رسالته إلى نتنياهو في أول أيام إضراب الأسرى، ولا زالت الردود والمفاوضات قائمة بوساطة مولخو. هل أقرَ بإغلاق السفارات الفلسطينية في الدول الغير منسجمة مع قضيتنا؟ وهل سفراء فلسطين قادوا تحركا عالميا ودوليا لإيصال صوت الأسرى لكل الشعوب والحكومات باعتبار أن التحركات الموجودة في فلسطين ليست كافية لإيصال صوتهم؟ هل صور أسرانا موجودة في أروقة سفارتنا؟ وهل إعلامنا يقوم بواجبه تجاه هذه القضية، وبالأخص الإعلامي الحكومي الذي يُفضل نقل مباراة كرة قدم على تغطية اعتصام الأهالي وهو ما حدث فعليا في مدينة نابلس من قِبَل تلفزيون فلسطين!. هذا التقصير الواضح من القيادة يدمر نفسية الأسرى وذويهم وكل متضامن معهم، وال60 بالمائة من مطالب الأسرى التي يقترح الرئيس بوقف الإضراب بحال الاستجابة لها، لن تلبي مطالب الأسرى الذين يخوضون معركة نضال ووجود. في المقابل، الحديث يدور عن ساعات بين الموت والحياة بعد دخول عدد من الأسرى مرحلة الخطر، بلال ذياب وثائر حلاحلة وحسن الصفدي ورامي سليمان وغيرهم الكثير لا يحتاجون أسلحة الشجب والاستنكار، ولن تنقذ حياتهم الإدانات، ولن يأكل آلاف الأسرى من اجتماعات المحافل الدولية التي تأخر مسؤولينا في طرح قضية الأسرى بين أروقتها، الأسرى بحاجة للمقاومة، للسلاح، فقط هذه الطريق هي القادرة على إرباك العدو، ونحن نعلم جيدا أن خطف جندي وإجراء صفقة قد يبدو صعبا في الوقت الحالي وفي هذا الوقت الضيق، ولكن نحن نطالب المقاومة بالرد على هذه العنجهية التي يمارسها المُحتل تجاه قلوبنا التي تنبض موتا خلف القضبان، وهذا الرد كفيل بشل الكيان الصهيوني وإجباره على الرضوخ تحت أقدام مطالب الأسرى. لربما لم يسبق لأحد أن طلب من المقاومة بشكل شخصي التحرك لإنقاذ حياة الأسرى، ولربما كان مقالي هذا ضربا من الجنون في ظل وضعنا الأمني في الضفة الغربية، ولكني أكتب كلماتي هذه وأتوجه بها لرؤوس المقاومة في الضفة وغزة، ولسان حالي يتحدث بما يجول في قلب كل فلسطيني حر، وفي عقل كل أسير وكل إنسان يعلم جيدا أن في موت الفلسطيني حياة لفلسطين، وأن " الطريق إليها ليست بالقريبة ولا بالبعيدة، إنها بمسافة الثورة ". "في الوقت الذي يناضل فيه بعض الناس، ويتفرج بعض آخر، كان بعضا أخير يقوم بدور الخائن" فاجئني تطابق هذه العبارة لغسان كنفاني مع واقعنا الحالي، ففي الوقت الذي يناضل فيه الأسرى بسلاح أمعائهم الخاوية وإرادتهم الصلبة، نجد أن فئة لا بأس بها من الشعب الفلسطيني تقف متفرجة لا علاقة لها بالتضامن مع الأسرى وكأنهم في كوكب آخر، أما الفئة الأخيرة والتي تقوم بدور الخائن تتمثل بكل مسؤول يستطيع أن يحرك شعبا بأكمله تضامنا مع الأسرى، وأنا هنا لا أعني الخيانة بالمعنى الحرفي بقدر ما أعني خذلانهم لفئة عظيمة من شعبهم " الأسرى ".