13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
18.4°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة18.4°
الإثنين 15 ديسمبر 2025
4.31جنيه إسترليني
4.55دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.22دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.31
دينار أردني4.55
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.22

مطالبات باستمرار فتحه

معبر رفح.. معاناة متجددة للمسافرين والعالقين

مطالبات باستمرار فتحه
مطالبات باستمرار فتحه
رفح - محمد كمال

منذ ساعات الفجر الأولى يتجمع المواطنون المسافرون عبر معبر رفح البري في صالة الانتظار الخارجية، ساعات طويلة من الانتظار كلٌ منهم يتلهف لسماع النداء على اسمه ليصعد إلى حافلته في ظل حركة السفر البطيئة، وأجواء ماطرة وباردة تنهش أجساد الصغار والكبار، ومعاناة أشد يتكبدها العالقون على الجانب الآخر أمام الحواجز الكثيرة.

مشاهد المعاناة وصور الألم تتكرر على بوابات الانتظار داخل الصالة الخارجية لمعبر رفح البري، وعلى مدار سنوات طويلة من الحصار على قطاع غزة تتجدد ذات تعبيرات الألم المرسومة على الوجوه، وهي نفسها كلمات الوجع المتأوهة بمناشداتها بلا حلٍّ نهائي يريح المواطن الغزي المخنوق من كل الجهات، على الطلبة والمرضى وأصحاب الإقامات.

ويطالب المسافرون أن يتم فتح المعبر بشكل مستمر للتخفيف من وطأة الأزمة والأعداد الكثيرة التي تنتظر أملًا في السفر، والتي قاربت أعدادها في كشوفات هيئة التسجيل للسفر في وزارة الداخلية حوالي 20 ألف مسافر.

معاناة متجددة            

"لا تشكو للناس جرحًا أنت صاحبه، لا يؤلم الجرح إلا من به ألم"، بهذه الكلمات بدأ المسافر جهاد الهبيل 42 عامًا حديثه لـ"فلسطين الآن"، يعبر فيها عن معاناته في قطاع غزة، ومعاناة انتظاره للسفر عبر معبر رفح البري.

وقال: "الواحد تعب في قطاع غزة تعب كثيرا وأنا حاسس حالي مش في بلدي، لنا شهرين تنتظر المعبر وكما ترى كله انتظار في انتظار، في ناس عيانة وكبيرة في السن، في ناس بدها تتعالج، في ناس بدها تشوف أهلها، في ناس بدها تكمل دراسة".

وأضاف: "أنا مهندس ميكانيكي وتعبت من كل حاجة ولم يبقَ لي فرصة عمل، ومش لاقي فرصة عمل لي في غزة والوضع سيء جدا والحياة سيئة، الكهربا والمية أسطوانة كل يوم، وتشعر أنك ليس في بلدك، مش عارف تتكلم ولا شيء".

وأوضح المواطن الهبيل أنه متوجه إلى قبرص للبحث عن فرصة عمل، معتبرًا أن المعاناة التي يعانيها أهل غزة منذ زمن بعيد، وقال: "الأيام التي عشتها جميلة في حياتي أيام ما كان عايش والدي وكان لي سند وهو متوفي منذ 2002، في 2002 طلعت أعمل زراعة كلية لوالدي في العراق، والتحويلة طلعت بعد سنتين".

وطالب الجانب المصري بفتح معبر رفح على مدار الساعة، مشيرًا أنه "لو أنهم يفتحوا المعبر بشكل متتالي لمدة شهر لن تقف حاجة المسافرين للمعبر والسفر، وعلى المصريين أن يعطونا شوية كرامة".

لم يختلف حال المواطنة ريهام أبو اسليم عن سابقها، فهي تنتظر فرصتها في السفر عبر المعبر منذ عام وأربعة أشهر؛ لتسافر إلى دولة السويد لتلتقي بزوجها التي تخطبه منذ عام وأربعة أشهر.

وقالت: "سنة وأربعة شهور أنتظر المعبر حتى أسافر لزوجي في السويد، ومن المفترض أن يكون الأمر أسهل من هيك لأنه في طلبة وإقامات ومرضى"، وطالبت الجانب المصري بالتسهيل على المسافرين أكثر واستمرار فتح المعبر، معتبرة أن فتحه هذه المرة جاء بعد انتظار طويل.

ومن جانبه، أوضح المواطن العالق المريض العائد من الجانب المصري إلى قطاع غزة حسن جميل 35 عامًا أن أوضاع الناس العالقين صعبة جدًا على الحواجز جراء التفتيشات ومصادرة الأغراض، معبرًا عن حظه كونه عائد خلال سيارة إسعاف.

وقال: "محسوم الريسة هو الوحيد الذي تفتشنا فيه، وكل الأغراض التي معنا طلعوها برة، وأخذوا أغراضنا منا أمام أعيننا"، وأضاف: "خرجنا من القاهرة الساعة الثانية والنصف فجرًا لنصل الآن، في قرابة 16 ساعة سفر بسبب كثرة الحواجز رغم أننا في سيارة إسعاف، وغيرنا من الناس أوضاعهم صعبة".

مطالب باستمرار فتحه

وبدوره أوضح مدير معبر رفح البري هشام عدوان أن فتح المعبر لمدة ثلاثة أيام يأتي بعد إغلاق دام 37 يومًا، متمنيًا أن يتم تسفير العدد الأكبر من المسافرين المسجلين على كشوفات الهيئة.

واعتبر عدوان أن "إغلاق المعبر لفترة طويلة يؤدي إلى زيادة المعاناة وتراكم الأعداد التي بحاجة للسفر، وبالتالي يفاقم الأزمة في السفر التي يعيشها قطاع غزة"، مشيدًا بحركة السفر والتسهيل خلال العام الماضي خصوصا نصفه الآخر، وقال: "كانت لا تكاد تمضي عشرة أيام حتى يفتح، وبالتالي كان تخفيف من حدة الأزمة ونريد أن يبنى على هذا التسهيل في العام الحالي".

وفيما يخص التأخر في فتح معبر رفح خلال الفترة السابقة، عزى مدير المعبر السبب إلى الحالة الأمنية التي تعيشها منطقة سيناء، معتبرًا أننا "نقدر الحالة الأمنية التي تعيشها سيناء ولكن لا نريد أنت تطغى هذه الحالة الأمنية على الحالة الإنسانية في قطاع غزة، حيث الإغلاق المستمر والمتواصل للمعبر يفاقم الأزمة".

وتمنى عدوان أن تكون اللقاءات التي عقدت بين الفصائل والفعاليات المجتمعية في قطاع غزة وعدد من المسئولين السياسيين مع جمهورية مصر "إيجابية"، مشيرًا أنه لا يوجد جديد سوى الانتظار خلال الأيام القادمة.

وطالب الجانب المصري بفتح المعبر بشكل دائم ومستمر، وهذا المعبر جسر تواصل بين الأشقاء بين مصر وفلسطين.