15.01°القدس
14.77°رام الله
13.86°الخليل
19.97°غزة
15.01° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.86°
غزة19.97°
الأربعاء 14 مايو 2025
4.74جنيه إسترليني
5.02دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.98يورو
3.56دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.02
جنيه مصري0.07
يورو3.98
دولار أمريكي3.56

خبر: كيف سقطت "سلمة" وهجِّر أهلها منها؟!

كان عمره خمسة عشر عاما حينها ولكن السنين الأربع والستين من النكبة لم تنسه صورتها . فكانت وما زالت "سلمة" البلدة التي أحبها ، ويتمنى أن يوارى جسده في تربها فهي مسقط رأسه ونسيمها يحمل أنفاسه الأولى وأثر أجداده. ولد الحاج صالح سلام أبو ديب عام 1933 م على أرض سلمة وأمضى فيها أجمل أيام حياته كما يصف ، حيث كان يعمل في الرعي وتجارة المواشي مساعدا والده في مهنته . وكأنها أمامه أخذ يصفها ويقول :" كان لنا بيت من حجارة مساحته تقارب الدونم مكون من ثلاث غرف ومضيفة واسعة لوالدي يستقبل فيها أهل الحارة والضيوف". وأضاف بأن "سلمة" اشتهرت بالزراعة، خاصة البرتقال وأنواع الحمضيات المختلفة موضحاً أن الاستقرار والهدوء كان يعم البلدة والمحبة كانت سائدة بين الناس. [title]مكر يهود[/title] ووصف اليهود بأنهم أهل مكر وأنهم كانوا يخططون لتهجير الفلسطينيين عن أرضهم موضحا أنهم قبل النكبة سعوا لاستملاك الأراضي والسيطرة عليها وذلك بمساعدة الانجليز . وأشار إلى أنهم تمكنوا من شراء أراض بمحاذاة سلمة تصل إلى 30 دونما وذلك قبل النكبة بسنة ونصف وذلك في منطقة تسمى "بيت إكفا". وأوضح أن قوات الانتداب البريطاني كانت تسهل سيطرة ونفوذ اليهود على الأرض تمهيدا لما نووا فعله من اقتحام البلدات وإرعاب المواطنين كي يتركوا بيوتهم ويهاجروا. [title]مناوشات مستمرة[/title] وأضاف أبو ديب أن مناوشات عديدة قامت بين الثوار واليهود المتواجدين في "بيت إكفا"، مشيراً إلى تمكنهم من المقاومة لمدة طويلة وخوضهم معركة مع اليهود مما جعل المصريين يطلقون لقب الباسلة على بلدة "سلمة" وأهلها. وأشار إلى أن الانجليز كانوا يمدون اليهود بالسلاح والذخيرة مما أعطاهم قوة فتمكنوا من الزحف تجاه "سلمة" ودكها بالمدافع فاضطر الناس إلى ترك البلدة والانسحاب. وعلى حد قوله، فإن :"عدداً من الشهداء سقط في هذه المناوشات"، موضحاً أن عددهم وصل إلى ثمانية وذلك يوم الخامس عشر من آيار عام 1948م . [title][b]حتما سنعود[/b][/title] وفي تفاصيل الهجرة قال أبو ديب :" تركنا سلمة وتوجهنا للرملة وهناك مكثنا ستة شهور وكانت حالة من الذعر تسود الناس ومن ثم انتقلنا لدير البلح وسط القطاع وبعدها توجهنا لمصر ومكثنا في محافظة الزقازيق 15 عاما ثم عدنا لنسكن بحي الشابورة في رفح". وحول حياته في رفح، أوضح أبو ديب أن يوم في "سلمة" لا يقابله ألف يوم خارجها، مشدداً على أنه مع حلول الذكرى الرابعة والستون لتهجيرهم لا يفوضون أحد أيا كان ليتحدث باسمهم ويتنازل عن أرضهم التي ولدوا فيها وعاشوا أجمل أيام حياتهم . وأكد أنهم لم ينسوا ديارهم بل إنهم عمقوا حبها في أبنائهم وسيبقى الحلم يراودهم، وقال والأمل يملؤه :"حتما سنعود ".