24.22°القدس
24°رام الله
27.75°الخليل
26.9°غزة
24.22° القدس
رام الله24°
الخليل27.75°
غزة26.9°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

الإسلام لا يكون إلا سياسياً

 مؤمن البياع
مؤمن البياع
مؤمن البياع

في ظل الحرب الشرسة على الإسلام من قبل الذين يتبعون الفكر الماركسي الشرقي أو الفكر الليبرالي الغربي قاصدين التنفير من الحكم الإسلامي ويتهمون أتباع الإسلام أنهم يسعون إلى بناء دولة دينية (ثيوقراطية) (كهنوتية)، انبرى علماء الإسلام إلى الدفاع عن هذا الاتهام وغيرها من الاتهامات الباطلة الملفقة للإسلام وأتباع الإسلام ومنهم فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى ورعاه بتأليف كتاب بعنوان "من فقه الدولة في الإسلام".

فالإسلام في وجهة نظر العلامة القرضاوي لا يكون إلا سياسياً فإذا جردت الإسلام من السياسة فقد جعلته ديناً آخر يمكن أن يكون بوذياً أو نصرانياً أما أن يكون الإسلام فلا، ونرى أن العلامة القرضاوي أصاب عين الصواب بهذا القول فالإسلام الذي لا يرفع الظلم ويرسى قواعد العدل وينصر المظلوم ويكبح جماح الظلم فلا يكون إسلام كما أراده الله تعالى "فالإسلام موقف صريح وحكماً واضحاً في كثير من الأمور التي تعتبر من صلب السياسة فالإسلام كما ذكر العلامة القرضاوي ليس عقيدة لاهوتية أو شعائر تعبدية فحسب أي أنه ليس علاقة بين الفرد وربه فقط، هو كذلك بالإضافة الى تنظيم الحياة وتوجيه المجتمع والدولة فهو عقيدة وعبادة وخلق وشريعة (منهاج كامل للحياة) .

كما أن شخصية المسلم لا يمكن أن تكون الا سياسية (كما ذكر الدكتور القرضاوي) إلا إذا ساء فهمها للإسلام أو ساء تطبيقها له، فالإسلام يضع فريضة في عنق كل مسلم اسمها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بذلك يكون للمسلم حق النصح والإرشاد للحاكم والمحكوم أيضا كما قال صل الله عليه وسلم "الدين النصيحة" (رواه مسلم عن تيم الداري، وهو من الأربعين النووية المشهورة) فإن عناية المسلم بالشأن العام لأمته هو ما يسمى (السياسة)، هذا وقد دعي الرسول صل الله عليه وسلم الى مقاومة الفساد واعتبره أفضل الجهاد -أي أفضل من الغزو- فلما سئل صل الله عليه وسلم عن افضل الجهاد قال "أفضل الجهد كلمة الحق عن سلطان جائر "وتعتبر الشهادة هنا من أنواع الشهادة في سبيل الله.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن العبارة التي شاعت على ألسن الكثير من العلمانيين واليساريين وهي "الإسلام السياسي" لتنفير الناس من مضمونها ودعاتها، في هذا المضمار قال العلامة القرضاوي-بحق-أن هذه التسمية مرفوضة لأنها تطبق الخطة التي وضعها أعداء الإسلام، حيث تقوم على تجزئة الإسلام إلى إسلامات متعددة وهدف ذلك تشتيت الأمة وبث الفرقة والاختلاف فيها وتحييد بعض أبنائها لينشغلوا في السياسة دون العمل الدعوي، من مفهومنا أن العمل الدعوي والتربية للفرد أشمل وأوسع من مفهوم الإسلام السياسي لأن العمل السياسي جزء من العمل الدعوي لكن ممكن فصل العمل الدعوي عن العمل السياسي وظيفياً كما فعل حزب النهضة التونسي.

وخلاصة القول إن الإسلام لا يكون إلا سياسياً يبني الدولة جنباً إلى جنب مع بناء الفرد والمجتمع لكي تكون دولة متكاملة قال صل الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي.... الحديث" بهذا فقط يكون صلاح الدنيا والدين وتكون رسمت السياسة الصحيحة للدولة الإسلامية.